الخميس 18 أبريل 2024 03:52 صـ 9 شوال 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

ميلاد زعيم عربي جديد !!

د.محمد سيد أحمد
د.محمد سيد أحمد

 تمر علينا هذه الأيام ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر, ذلك القائد الاستثنائي فى تاريخ وحياة المصريين والأمة العربية, وفى هذه المناسبة  تجد نفسك فى حيرة عن ماذا تكتب ؟ فقد كتبنا مرارا وتكرارا وكتب كثيرون غيرنا عن سيرة الزعيم ومشواره منذ الطفولة وحتى يوم رحيله في ليلة الإسراء والمعراج فى الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 , وملئت الكثير من الصفحات والمجلدات حول تجربته الرائدة ومشروعه الوطنى والقومى, وانتصاراته وانكساراته.

 وعلى مدار ما يقرب من نصف قرن منذ رحيله وهو حاضرا فى تاريخ بلده وأمته والعالم, وتدور حوله السجالات سواء بين محبيه أو أعدائه من شهد وعاش تجربته أو من لم يشهدها ويعايشها, وفى المحن والأزمات يتم استحضار سيرته, وفى الثورات الشعبية المطالبة بالحرية والعدل والمساواة حول العالم ترفع صوره كأيقونة للثائر الحق, وفى المواقف البطلة والشجاعة المتصدية لأعداء الأمة تستحضر كلماته, وتهتف الجماهير باسمه فى كل مناسبة وطنية وقومية. 

وقد حسمت حيرتى هذا العام بأن الفريضة الغائبة تاريخيا بين غالبية القادة العرب هى الكرامة فى مواجهة أعداء الأمة, فالمواقف التى تتخذ دائما تتصف بالميوعة وعدم الحسم والتراخى والخضوع والخنوع والركوع في أحيان كثيرة, على العكس من ذلك تماما كانت هى مواقف جمال عبد الناصر حاسمة قاطعة لا تقبل التأويل أو التشكيك, ولم يكن يقبل الإهانة لنفسه أو شعبه أو وطنه أو أمته أمام الأعداء مهما كانت قوتهم وسطوتهم ونفوذهم, وكان يتخذ المواقف البطلة والشجاعة المحافظة على كرامة أمته مهما كلفه ذلك من خسائر.

 لذلك لا عجب أن يكون الآن حاضرا فى كل المواقف التى تمثل تحديا للأمة وقادتها أمام الأعداء كقدوة ونموذج, فتجد رجل الشارع العربي يقول لو كان جمال موجودا فى هذا الموقف لكان رده سيكون أكثر قوة وحسما, وما كانت القوى الاستعمارية المهيمنة قد استطاعت أن تتلاعب بمصير شعوبنا وأمتنا العربية كما يحدث الآن, فقد كانت مواقفه حاسمة من الاستعمار الغربي, وكانوا يعملون له ألف حساب, وكانت الرجعية العربية الخائنة والعميلة تاريخيا تفكر ألف مرة قبل اتخاذ أى موقف فى ظل وجوده.

لقد تمكن جمال عبد الناصر من تأسيس مدرسة الكرامة العربية, التى وقفت فى وجه أعداء الأمة معلنة التحدى ورافعة لراية المقاومة, والتصدى بشجاعة لكل من يحاول النيل من شرف وكرامة أمتنا العربية, فكانت كلماته المدوية فى مواجهة العدو الصهيونى " لا صلح لا تفاوض لا اعتراف " و " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ", بمثابة إعلان لميلاد المقاومة, وشق نهر هادر من الشرف والكرامة العربية فى مواجهة القوى الاستعمارية الغربية الداعمة للعدو الصهيونى.

 واليوم فى ذكرى ميلاده الأول بعد المائة نركز على كيف ولدت زعامة جمال عبد الناصر, وبالطبع الزعامات لا تولد إلا من خلال المواقف والأحداث التاريخية الكبرى, وقدرة القائد على التصدى والمواجهة والانتصار, ويعد العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956 بمثابة المعركة الحقيقية التى خلع فيها جمال عبد الناصر رداء الرئاسة ليرتدى رداء الزعامة بدون منافسة أو نزاع داخل الأمة العربية, فعندما قرر جمال عبد الناصر استرداد جزء عزيز وغالى من أرض مصر حفر بدماء شعبها وهو قناة السويس وتخليصها من أيدى القوى الاستعمارية الغاصبة الانجليزية والفرنسية, كانت بمثابة تحدى كبير لهذه القوى الإمبريالية العالمية, لذلك تحركت آلتها العسكرية برا وبحرا وجوا فى محاولة للحفاظ على هيبتها الدولية أمام ذلك القائد العربي الشاب, لكن هذا القائد الأسمر الذى جاء من صعيد مصر كان عنيدا وشرسا, فوقف معلنا التحدى والتصدى للقوى الإمبريالية المعتدية, وتمكن من الصمود حتى اجبارها على الانسحاب وإعلان هزيمتها, وخرج جمال عبد الناصر من هذه المعركة ليس رئيسا لمصر كما دخلها لكن زعيما عربيا تتجه انظار العالم إليه وتعمل القوى الإمبريالية العالمية له ألف حساب.

 ما أشبه الليلة بالبارحة فمع مطلع هذا العام وفى نفس توقيت ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر, يعلن عن ميلاد زعيم جديد للأمة العربية, كان رئيسا حتى مطلع العام 2011 عندما قررت القوى الإمبريالية العالمية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية شن حرب كونية على بلاده من أجل عقابه على عدم الخضوع لهيمنتها وسيطرتها, وقيامه بدعم المقاومة العربية فى مواجهة العدو الصهيونى, وبناء تجربة تنموية مستقلة تشبه تجربة جمال عبد الناصر, تجربة تعتمد على الذات بحيث يأكل الشعب مما يزرع ويلبس مما يصنع, وهو ما يعنى خروج عن التبعية للإمبريالية العالمية واستقلالية للقرار السياسي فى زمن المنطقة العربية وجزء كبير من العالم يخضع لهيمنة القطب الأوحد.

 وكانت معركة 2011 هى الأشرس فى تاريخ منطقتنا على الإطلاق, وعلى الرغم من ذلك قرر الرئيس بشار الأسد أن يخوضها دفاعا عن شرف وكرامة الأمة العربية كلها, وقد كان فقد تمكن عبر ثمانى سنوات أن يصمد صمودا اسطوريا, ويعقد تحالفات سياسية أذهلت العالم وأعادت القطبية المتعددة من جديد, وتمكن جيشه من دحر جيوش العالم الإرهابية وتجفيف منابع الإرهاب على كامل الجغرافيا العربية السورية, وقبل أن يحل مطلع العام الجديد كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعلن هزيمتها بانسحاب قواتها المعتدية, ومع إعلان الانتصار يخرج الرئيس بشار الأسد من هذه الحرب الكونية ليس رئيسا كما دخلها فى العام 2011 بل زعيم يستحق أن يرتدى رداء الزعامة العربية عن جدارة واستحقاق.

وبالطبع أصبحت أنظار العالم تتجه صوب سورية العربية والزعيم بشار الأسد وأصبحت القوى الامبريالية العالمية تعمل له ألف حساب, لكن الغريب والعجيب حقا, أن الرجعية العربية تستكثر على الرجل زعامته كما كانت تستكثرها على الزعيم جمال عبد الناصر, وبدلا من أن يعلنوا انضمامهم وجامعتهم مسلوبة الإرادة الى محور المقاومة والشرف العربي, يحاولون مساومة سورية وزعيمها من أجل العودة لمقعدها السليب داخل الجامعة, لكن هيهات أن ينالوا من سورية وزعيمها فالصمود والانتصار الذى حققه ناصر فى 1956 خلق زعامته التاريخية, والصمود والانتصار الذى حققه بشار الأسد فى 2019 حقق زعامته التاريخية الجديدة, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

    

  

جمال عبد الناصر زعيم ذكري ميلاد

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الخميس 03:52 صـ
9 شوال 1445 هـ 18 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:53
الشروق 05:25
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:24
العشاء 19:45