بعد احتجاجات إيران.. دعوات لمقاطعة انتخابات برلمان ”شكلي”
كتب الجورنالجى الجورنالجيأدت الاحتجاجات الشعبية في منتصف نوفمبر الماضي ضد قرار الحكومة الإيرانية رفع أسعار الوقود والتي تحولت بسرعة إلى انتفاضة عارمة تطالب بإسقاط النظام، إلى انقسامات حادة في صفوف التيارات السياسية خاصة الجناح الإصلاحي.
إذ انطلقت دعوات لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في فبراير المقبل بسبب تهميش دور البرلمان في القرارات المصيرية للبلاد، كما يقول المنتقدون.
وبينما انقسمت آراء قادة الإصلاحيين بين داع للمقاطعة ومشجع على المشاركة بقوة في الانتخابات، توحدت غالبية أصوات المعارضة الإيرانية حول ضرورة مقاطعة كافة الانتخابات التي يصفونها بالمسرحية، وذلك بهدف سحب آخر البطاقات الرابحة بيد النظام التي تبجح بها أمام العالم بادعائه وجود حكومة وبرلمان منتخبين من الشعب لكنهما "مسلوبي الإرادة" كما يقولون.
خيبة أمل
وتعكس المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب عودة الإنترنت التي قطعت لنحو ثلاثة أسابيع أثناء وبعد الاحتجاجات الأخيرة، مزيجًا هائلاً من خيبة الأمل والإحباط والغضب، حتى بين أولئك الذين لا يزالون يؤمنون بإمكانية إصلاح النظام.
وكانت الشعارات التي رددها المحتجون في الشوارع والذي قتل منهم المئات بعنف دموي غير مسبوق، قد استهدفت رأس النظام وكافة رموزه ومؤسساته بما فيها الحوزات الدينية ومكاتب ممثل الولي الفقيه ومراكز الباسيج والأمن.
وهذه المواقف والشعارات الراديكالية التي أطلقها المحتجون بصوت عال وواضح دفعت بالعديد من التيارات السياسية الداخلية إلى النأي بالنفس عن اتخاذ أي موقف يغضب الجماهير أو يثير حساسية النظام المرعوب من انتفاضة شعبه.
وهذه المواقف انعكست أيضا علي سير العملية الانتخابية والترشيحات، إذ يحاول بعض المرشحين الاقتراب من موقف النظام في إدانة الاحتجاجات وتبرير القمع بينما يحاول آخرون مسك العصا من الوسط وإطلاق شعارات تدعو لمحاسبة مطلقي النار الذين يصفونهم بـ "جهات مندسة".