مصر تكافح الهجرة غير الشرعية

قبل أيام، أطلقت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمجلس القومى للمرأة، مبادرة "مراكب النجاة" في محافظة الفيوم بهدف التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، لتكون باكورة عدد من محافظات الجمهورية المصدرة لتلك الظاهرة، وذلك بعد أسابيع من تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته في ختام منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ في ديسمبر الماضي، وزارة الهجرة بالتنسيق مع الجهات المعنية إطلاق مبادرة "مراكب النجاة".

مصر تكافح الهجرة غير الشرعية
البداية كانت في 2016، حينما أقر مجلس النواب قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، في نوفمبر 2016، برقم 82 لسنة 2016، ومؤرخًا في 7 نوفمبر من نفس العام، والذي تضمن 21 عقوبة بينها تكون العقوبة بالسجن المؤبد وغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تزيد على 500 ألف جنيه، إضافة لتوقيع وزارة الداخلية بروتوكولًا مشتركًا مع نظيرتها الإيطالية، في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية بمقر وزارة الداخلية الإيطالية، حيث يتم تمويل البروتوكول بتمويل "إيطالي وأوروبي".

وفي نهاية يونيو 2019، وخلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لمفوض الاتحاد الأوروبي لشئون الهجرة والمواطنة؛ "يمتريس أفراموبولوس"، أكد الرئيس السيسي، مكافحة الهجرة غير الشرعية، وحرص مصر على التعامل مع موضوعات الهجرة من منظور شامل يتضمن معالجة الأسباب الجذرية التى تدفع المواطنين للهجرة، دون التركيز فقط على الحلول الأمنية قصيرة الأجل، بالإضافة إلى أهمية تعزيز التعاون في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، ودعم دول الجنوب في جهودها لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي ديسمبر 2019، قال الرئيس السيسي، على هامش نقاش الطاولة المستديرة حول "سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط في مواجهة التحديات المشتركة" ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ في نسخته الثالثة، إن الدولة المصرية استطاعت أن تتحكم في الهجرة غير الشرعية حينما استعادت حالة الاستقرار التي فقدت خلال الـ5 سنوات الأولى بعد 2011، ولم يجرى ضبط الموقف إلا في 2016، ثم في ختام النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم؛ كلف الرئيس "السيسي" وزارة الهجرة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، إطلاق مبادرة "مراكب النجاة" وذلك للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية.
طرق الأبواب للتوعية بالمخاطر
وبحسب السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، فإن "مراكب النجاة" تستهدف الوصول لـ 150 ألف مواطن بمحافظة الفيوم، كما أن المبادرة تنقسم لـ3 شرائح مجتمعية؛ حيث ستوجه لطلبة المدارس الإعدادية والثانوية الفنية والفندقية، بالإضافة لشريحة الشباب وهنا يأتي التعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة للتعريف بالفرص والمشروعات المتاحة، كذلك الوصول لشريحة المرأة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والذى استطاع الوصول إلى 40 ألف سيدة عن طريق تدريب 150 متدربة تقوم كل منهم بالعمل وتوعية 600 امرأة أخرى من المحافظة.
كما أطلقت "مكرم" شعار مبادرة "مراكب النجاة"، الذي يتألف من ألوان العلم المصرى على هيئة يد تمتد لإنقاذ الشباب، وتكسوهم شمس التنمية التي تشرق بأنوارها على مراكب النجاة، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها الدولة لدعم الاستثمار وتوفير فرص العمل الآمنة للشباب من خلال المشروعات القومية؛ كي لا يجازفون بحياتهم في رحلات الهجرة غير الشرعية التي تودى بحياة الكثيرين، موجهة الشكر لمؤسسات ووزارات الدولة التي رحبت بالتعاون في المبادرة والمساهمة في فعالياتها منذ إعلان رئيس الجمهورية عنها.
ويقول الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، إن الشباب ينظر إلى مبادرات التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية على أنها مُجرد شعارات؛ لن تحل المشكلة ولن تثنيه عن سلك طريق مخاطر الهجرة لفتح أبواب لكسب المال في دولة أخرى، غير أن مبادرة "مراكب النجاة" مُختلفة كونها تُقدم للشباب فرص عمل بجانب التوعية، وهو ما يبرز أهمية مشاركة جهاز المشروعات الصغيرة.
ويُتابع عامر: "مراكب النجاة تُقدم بديلًا للشباب عن الهجرة غير الشرعية بجانب التوعية بخطورتها، مُمثلًا في مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، وهو ما يُميزها عن غيرها من المبادرات، كما أن المبادرة تستهدف قرى تصدير الهجرة غير الشرعية في محافظات مصر؛ والبداية كانت من محافظة الفيوم التى تحوى العديد من تلك القرى، ثم ستستهدف محافظتي؛ سوهاج والغربية".
ويُشير عامر إلى أن "مراكب النجاة" أتت لتُقدم البديل للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية ولتقدم يد العون للشباب من خلال مشاركة وزارة التضامن الاجتماعي وجهاز المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من أجل طرح البديل على الشباب حتى لا يفكروا في الهجرة غير الشرعية التي تودي بحياة الكثيرين منهم".