الثلاثاء 19 مارس 2024 11:40 صـ 9 رمضان 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

كابوس وزير الصحة

علاء طه
علاء طه

[email protected]
في صيف 2007.. وقفت الابنة في صالة الإستقبال بمستشفي دار الشفاء الحكومي تستجدي الأطباء لإنقاذ والدها صالح عبد الكريم أحمد سعد الذي يئن ويصرخ.. التشخيص السريع أكد إصابته بكسر في مفصل الحوض.. طمأنوها بأنه لا خوف عليه فالأمر يستدعي جراحة، وبالمستشفي أهم أستاذ عظام في مصر ومنطقة الشرق الأوسط.. وهو متواجد الآن.. ارتاحت الفتاة وتنفست الصعداء.. لكن تبدد ذلك سريعاً فالطبيب الكبير، العلامة الذي لا يشق له غبار، اشترط أن تدفع عشرة آلاف جنيه فوراً وعداً ونقداً من أجل إجراء الجراحة.. طلبت أن يبدأ فيها علي أن تستدعي أقاربها لإحضار المبلغ.. لكنه رفض بصلافة قائلاً :الدفع أولاً.. أخذت تصرخ في الجميع قائلة :"حرام نحن في مستشفي حكومي أمال لو خاص كانوا عملوا فينا ايه".. فلم يستجب قلب الطبيب.. وبعد اتصالات بالأقارب ومرور مزيد من الوقت أحضرت المبلغ المطلوب، وأجري الطبيب الجراحة.. لكن الفتاة تمسكت بحقها في تقديم شكوي ضد الطبيب الكبير لمدير مستشفي الشفاء لعدم علاج والدها رغم أنه بالاستقبال واشتراطه دفع الأتعاب أولاً وهو ما يتنافي مع القانون ومع قسم الأطباء.. وحولت الشكوي للتحقيق فثبت صحتها، فقرر مدير المستشفي إنهاء التعاقد مع الطبيب الكبير خاصة مع تكرار حالات الشكوي ضده لنفس السبب.
الواقعة السابقة شهيرة بين عالم الأطباء.. وسجلها المركز المصري للحق في الدواء بتفاصيلها وتواريخها وبالخطابات المتبادلة ومن ضمنها التماس الطبيب الكبير لأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة للموافقة علي تجديد تعاقده مع المستشفي، لكن الإلتماس رفض.
هذا الطبيب في أي دولة بالعالم تحترم حقوق المواطنين في العلاج والصحة.. كان حرياً أن يطارده كابوس الواقعة مخافة أن تنتهي شهرته وتتوقف نجاحاته وأن يطرد من المهنة.. لكن في مصر تحولت الواقعة بعد سنوات لنوع من التباهي لدي هذا الطبيب بأنه جراح العظام الشهير لمن يدفع الأتعاب مسبقاً فقط.. وتحول التباهي في مجتمع فسدت أخلاقه إلي نياشين ومناصب جامعية وعلمية، واشيع أنه يكتب التقارير عن أساتذة جامعة عين شمس للأجهزة، لنفاجأ به في النهاية وزيراً للصحة في حكومة شريف إسماعيل..
الله يقبل التوبة فلماذا لا نقبل نحن؟! لكن لم يتوقف أحد، وهو يشكل جكومة الجباية والضنك الحالية، عند فكرة أن العناد في تحصيل الأتعاب قد يتحول إلي إنكار للكوارث الصحية لنصل إلي كابوس أزمة نقص الأدوية الذي يهدد ملايين المرضي.
(2)
مع قرار الحكومة بتعويم الجنيه.. كان الأمر بالنسبة للمواطنين مثل الزلزال، ولازمه رفع سعر البنزين ليتحول الأمر إلي صدمة.. التصريحات الوردية وكلام أنه القرار الضروري والهام لإنقاذ الإقتصاد وبأن الحكومة تعرف ما لا يعرفه الشعب جعلنا نضع بطيخة صيفي في كروشنا.. لكن لم تمر أيام إلا واصابتنا توابع الزلزال وتيبست الكروش وتلونت الوجوه من أزمة السكر إلي أزمة نقص الأدوية.. في أزمة السكر كان وزير التموين واضحاً، ففتح الاستيراد سريعا ولم يعر اهتماماً للأسعار التي ارتفعت بجنون.. لكن السكر موجود.. أما في أزمة الدواء فقد أنكر بعناد وزير الصحة الأزمة برمتها كذب الإعلام والشركات ونقابة الأطباء.. وعندما ارتفعت أصوات المرضي علي الشاشات وفي مواقع التواصل الإجتماعي بإنقاذ مرضي السرطان والفشل الكلوي تراجع وقال :"هنحل الأزمة".. تمر الأيام ولا يحل الأزمة ويزداد الصراخ.
(3)
أخطر ما في أزمة الدواء أنها أزمة حياة.. أصحاب الأمراض المستعصية يهددهم الموت في حال استمرار نقص أدويتهم.. السؤال الساذج السريع: هل الحكومة التي عومت الجنيه درست القرار وعرفت مخاطره خاصة في الدواء، فاحتاطت واستوردت ووفرت الأدوية الهامة بأسعار الدولار القديمة؟ والإجابة البلهاء: الحكومة لم تحتط ولم تدرس.. لكن الكارثة أنه عندما وقت الفأس في الرأس أنكرت ثم اعترفت ثم نامت في الخط.. والأصناف الناقصة من الأدوية الهامة بالمئات منشورة بالصحف ومواقع التواصل وفي مخاطبات رسمية ما بين الصيادلة وشركات الأدوية ووزارة الصحة ووصلت أخيراً للبرلمان.. لكن لا أحد يتحرك.
هل تقول لنا الحكومة لماذا التأخر في الاستيراد؟ وكيف ستتمكن من التعامل مع الشركات الأجنبية ال25 العاملة في مصر والتي تتحكم في 11 ألف صنف، والتي تدعي الخسارة بعد تخفيض سعر الجنيه وتوقفت عن الإنتاج والاستيراد بل أنها تهدد بالإنسحاب من السوق المصري؟ لا أعرف الإجابات .. لكن ما أفهمه أن الدواء في كل الدنيا حق للمواطنين تلتزم بتوفيره الحكومة بأسعار تناسبهم.. والأزمة فيما تبدو سوء إدارة وزير وقلة حيلة من الحكومة.. فاغيثوا المرضي يرحمكم الله.

كابوس وزير الصحة

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 11:40 صـ
9 رمضان 1445 هـ 19 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:33
الشروق 06:00
الظهر 12:03
العصر 15:30
المغرب 18:06
العشاء 19:23