رسائل المصري الجبار
بقلم أحمد زيادة الجورنالجيلاحظت العديد من اليافطات ضخمة الحجم التي يُطلق عليها المعلنون "بيل بورد" في بعض المناطق بالقاهرة مثل كوبري ٦ أكتوبر وطريق صلاح سالم تدعو المصريين لما أدَّعي أنه الجنون المطلق في هيئة عبارات تهديدية مفادها: "استحمل متاكلش، أو استحمل أمرمط بكرامتك الأرض" !!
يافطات تُستأجر بقيمة ملايين سنوياً مكتوب عليها تلك الرسالة: "كرامتنا حتى لو نضحي بلقمتنا" .. وباقي الرسائل بعضها: "مصر بالإصلاح الجريء تقصر الطريق" - "بالخوف والتشكيك بنطول الطريق" - "ننسى الجدل ونقوم نشتغل"؛ وغيرها من العبارات التي لا يصح حتى أن يكتبها موظف علاقات عامة مبتدِئ في مؤسسة لا توفر لموظفيها سوى العمل الشاق مقابل رُفات المال المتبقي من مرتبات أصحابها ومديريها!!
أي كرامة إنسانية يمتلكها مواطن يموت جوعاً بينما الكبار ربما سيموتون لانفجار "كروشهم"؟!
"المصري جبار يكسر أي حصار" .. ماذا كان يقصد ذلك الموظف المبدع الذي كتب تلك الجملة بكلمة "حصار"؟!! هل يقصد حصار الأجهزة الإعلامية للمصريين لتبرير الفساد الاقتصادي الذي يديره رجال الأعمال ناهبو قوت الشعب ومالكو نفس تلك الأجهزة الإعلامية؟ أم يقصد مشروع حصار الماء الذي تديره إثيوبيا من خلال سد النهضة بدعم أمريكي إسرائيلي قطري تركي -وربما يكون سعودياً الآن-؟
أم حصار الدولار لمعظم أسعار المواد الغذائية والصناعية الخام وغير الخام المستوردة من الخارج نتيجة عدم وجود صناعة حقيقية بمصر؟ ربما كان يقصد حصار الاثنا عشر مليار دولار قيمة قرض صندوق النقد الدولي للحكومة وإخضاعها لشروطه المتعسفة، المقصود بها إذلال المصريين والقضاء على معيشتهم وحياتهم؟
أم كان يقصد حصار وعود الرئيس السيسي لطموحات وأحلام هذا الشعب منذ عزله للجماعة الإرهابية؟!
ما المقصود بكلمة "الإصلاح الجريء"؟! وهل مفهوم الإصلاح الجريء أن تتحمل فئة من الشعب المصري -السواد الأعظم- عقبات ونتائج قرارات ووعود سياسية واقتصادية لم يُنفذ الكثير منها، بينما تعيش فئات أخرى يُفترض أنها تحمي أمنهم وغذاءهم ومعيشتهم على حسابهم؟!
الخلاصة: "الإصلاح الجريء" هي حملة الرسائل المجنونة التي صدقت فقط في إحدى رسائلها: "المصري جبار يكسر أي حصار"!! اللهم بلغت اللهم فاشهد