الجمعة 29 مارس 2024 11:02 صـ 19 رمضان 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

إعادة إنتاج الجهل !!

الدكتور محمد سيد أحمد
الدكتور محمد سيد أحمد

 أعلم منذ البداية أن الموضوع به محاذير كثيرة, بل وبه خطورة على شخص يعمل فى نفس المؤسسة الأكاديمية وأحد أعضاء الجماعة العلمية التى نصفها بأنها تعيد إنتاج الجهل, لأن فتح الملف سوف ينكأ جراح ويكشف عورات مؤسسات ترسم لنفسها صورة ذهنية تقترب من القداسة, فدائما ما نسمع مصطلح محراب العلم ونسمع مصطلح الحرم الجامعى الذى يعنى أنه مكان مقدس مثل الحرم المكى والحرم النبوى, ومثلما تحاول المؤسسات الدينية أن تضفي على نفسها قداسة مصطنعة تستمدها من الدين ذاته باعتبار القائمين على هذه المؤسسات هم ظل الله فى الأرض والمتحدثين باسم العناية الإلهية وبالتالى يحاولون إيهامنا بأنهم مقدسون كما الرب وكما نصوصه وكلماته التى أنزلها على رسله.
وأى محاولة لنقد هؤلاء المشايخ المسيطرون على المؤسسات الدينية خاصة الرسمية منها تضع صاحبها فى خانة الكفر أو على أقل تقدير فى خانة النبذ والاضطهاد والوصف بالجهل, فإن أى محاولة للاقتراب من المؤسسة العلمية الجامعية لنقدها سوف تجد من يخرج ليشهر عليك سيفه ويحاربك ويحاول النيل منك بل قد تتم معاقبتك بطرق شتى قد تصل لقطع عيشك على حد تعبير التراث الشعبي المصرى, وعندما حاولت الحديث مع بعض الزملاء الذين ينتمون الى الجماعة العلمية عن أنني أنوى فتح هذا الملف الخطير لعل ما أكتبه يصل الى صانع القرار فيتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان, فوجدت تحذيرات شديدة من بعضهم خوفا من عقاب قد يطولنى من وراء فتح الملف وكشف المستور, فى حين وجدت من يشجعنى على فتح الملف ويلح خاصة وأنهم يعلمون معاركى الطويلة مع الفساد داخل المؤسسة الأكاديمية والجماعة العلمية.
 وقبل الخوض فى موضوع إعادة إنتاج الجهل على مستوى التعليم الجامعى وما بعد الجامعى لابد من التأكيد على أن التعليم ما قبل الجامعى قد تحول الى ميكنة لإنتاج الجهل والتخلف, فالعملية التعليمية منذ البدء تعتمد على أساليب الحفظ والتلقين دون أى محاولة للفهم و النقد وإعمال العقل, بل أن الطالب الذى يحاول أن يستخدم هذه الملكات مصيره الاضطهاد والتنكيل والحصول على درجات ضعيفة لا تؤهله لمواصلة مراحل التعليم التالية. وبالطبع هناك العديد من المظاهر السلبية التى يمكن رصدها لإنتاج الجهل فى مرحلة التعليم قبل الجامعى, لكننى سأستشهد هنا بمظهر واحد فقط وهو سيادة الدروس الخصوصية على حساب دور المدرسة, لدرجة أننا نلام عندما لا نعطى أبنائنا دروسا خصوصية, فى حين كان جيلنا والأجيال السابقة عليه تعتبر من يحصل على درس خصوصى موصوما اجتماعيا, وأصبحت مهمة المدرس الخصوصى هى تحفيظ وتلقين وحشو رأس الطالب بالمعلومات اللازمة لحصوله على درجات عالية لدخول الجامعة.
 وينتقل الطالب الى الجامعة وقد اعتاد على هذه الطريقة فيجد الغالبية العظمى من اساتذته يسيرون على نفس النهج, وأى محاولة من قبل القليل من الاساتذة لتغيير تلك المنظومة ومحاولة إعادة تشكيل عقل الطالب لكى يستخدم للفهم والنقد والتفكير والابتكار تلقى عدم استجابة من الطالب من ناحية ومن القائمين على إدارة المؤسسة من ناحية أخرى, فدائما ما يكون الأستاذ مطالبا بنتيجة مقبولة وإذا جاءت نسبة النجاح منخفضة يتم الضغط على الأستاذ لرفع النتيجة وإذا رفض تتدخل الإدارة برفعها ضاربة برأى الأستاذ عرض الحائط عن طريق ثغرة قانونية تسمى بلجنة الممتحنين, بذلك تترسخ آلية الحفظ والتلقين ويفشل كل من يحاول أن يعمل ضدها لإنتاج علم حقيقي بدلا من الجهل, والنتيجة المتحصلة من هذه العملية هى خريج تمكن من حفظ الكتب دون فهم أو نقد أو إعمال للعقل وملكاته المختلفة ويتصدر الأكثر قدرة على الحفظ قائمة الأوائل ويعين معيدا بالجامعة ويتدرج الى أن يصل لدرجة أستاذ.
 وبالطبع كارثة الكوارث تبدأ عندما يكون هذا الأستاذ الجاهل هو المسئول عن إعداد طلاب الدراسات العليا الذين سيحصلون على درجات الماجستير والدكتوراة, وهنا حدث ولا حرج عن عشرات ومئات وآلاف الرسائل العلمية فى كافة التخصصات التى حصل عليها الطلاب من الجامعات المصرية تحت إشراف أساتذة لا يعملون عقولهم ولم يتعودوا على تشغيل عقولهم بعيدا عن عمليتى الحفظ والتلقين, وإذا كان هناك أستاذ يرغب فى تعليم طلابه أساليب مختلفة قائمة على الفهم والنقد وإعمال العقل سيفر منه الطلاب وإذا شارك فى مناقشة رسالة علمية ورفض منح الطالب الدرجة لعدم استحقاقه يجد زملائه المشرفين يضغطون عليه ويقولون له أن الدرجة تمنح لنا كإشراف وليس للطالب, وإذا رفض يتم استبعاده ولا يأتون به لمناقشة طلابهم مرة أخري.
 وبالطبع هؤلاء الأساتذة هم المسيطرون على اللجان العلمية للترقيات وبالطبع يتم الانتقام من كل ما هو متميز وكل من يثبت أنه قد حاول استخدام عقله بعيدا عن الحفظ والتلقين, هذا الى جانب تدخل العلاقات الشخصية والمحسوبية والهدايا والرشوة أحيانا من أجل الحصول على الدرجات العلمية, هذا الى جانب انتشار السرقات العلمية التى لا تعد ولا تحصى وفى كافة التخصصات, والغريب حقا داخل المؤسسة الأكاديمية أن أخر ما تهتم به الجماعة العلمية هو العلم ذاته, فغالبية الحوارات التى تدور داخل أسوار الجامعة بين أعضاء هيئة التدريس أبعد ما تكون عن العلم, لذلك فإن ما يتم داخل هذه المنظومة هو إعادة إنتاج للجهل, وإذا كانت هناك نوايا حقيقية لإعادة بناء المجتمع وتحقيق نهضة فعلية فعلينا أن نقبل النقد الذاتى ونبدأ بتصحيح مسار هذه المنظومة برمتها سواء فى مرحلة التعليم قبل الجامعى أو الجامعى أو ما بعد الجامعى, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

إعادة إنتاج الجهل

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 11:02 صـ
19 رمضان 1445 هـ 29 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:20
الشروق 05:48
الظهر 11:60
العصر 15:30
المغرب 18:12
العشاء 19:30