سيارة مصرية.. و”قانون للتطهير”.. وقمة في ”الكامب”..!

ونبدأ اليوم بالحديث في قضايانا المحلية.. ومحاولاتنا لبناء مصر الجديدة بتنشيط قاعدة الصناعة والاقتصاد.
وقد عاد الحديث عن إنتاج سيارة مصرية أخري بعد أن تكرر من قبل علي مدار السنوات الماضية دون اتخاذ خطوات عملية وواقعية لتفعيل المشروع. 
والدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام يتحدث عن مفاوضات تجري حالياً لدخول شريك مع شركة النصر للسيارات لتصنيع سيارة في مصر. 
ونحن نأمل أن تكون المفاوضات جادة هذه المرة وأن تعود الأيام الخوالي بإنتاج سيارة شعبية مناسبة للأجواء والطرق المصرية. 
فمازلنا جميعاً نعيش ذكريات السيارة "الفيات 128" من إنتاج شركة النصر والتي كانت تباع بأسعار في متناول الطبقة المتوسطة وأثبتت هذه السيارة ملاءمتها للطرق في مصر علي مدي سنوات وعقود من الزمان. 
ونحن لا نحلم الآن بأن تعود نفس السيارة بنفس المواصفات فهي لا تصلح مع التطور الهائل في صناعة السيارات وإنما نبحث عن سيارة تحقق الكفاءة والرفاهية معا بحيث يمكنها المنافسة والصمود أمام شركات إنتاج السيارات الأخري. 
ونتعجب من تأخرنا في اتخاذ هذه الخطوة رغم كل ما تمتلكه مصر من إمكانيات فنية وبشرية في هذا المجال. فنحن البلد الوحيد في العالم الذي في مقدوره إعادة سيارة من العدم إلي الوجود مرة أخري وكأنها لم تتعرض لحادث أو تدمير ومع ذلك نحجم عن صناعة سيارة ونتردد في اتخاذ القرار وان كنا هذه المرة نشعر بأن الخطوة قادمة مادام هناك شريك.. وشريك جاد علي ما يبدو. 
*** 
وإنتاج سيارة هو خطوة من خطوات بناء الدولة المصرية الجديدة ولكن هناك من يدخلون الدولة في متاهات وقضايا خلافية تعمق من أزماتنا الداخلية وتدفع المجتمع تجاه حالة من التوتر الدائم. 
فالنائب محمد أبو حامد الذي اقترح من قبل قانونا مثيراً للجدل بشأن تنظيم الأزهر الشريف يعود فيتحدث عن مشروع قانون لتطهير مؤسسات الدولة من الإخوان ويقول في هذا "الإخوان متغلغلون بشكل قوي داخل مؤسسات الدولة وفي جميع الوزارات"..!! 
وقانون أبو حامد هو من القوانين والأفكار التي تحمل نوايا وطنية ولكن تأثيراتها وانعكاساتها تفجر قضايا أكثر ضررا وخطورة. 
فملاحقة الإخوان أو من بقي منهم علي هذا النحو ستثير خلافا دستوريا حادا حول قانونية هذا الإجراء وستعيد المجتمع إلي أجواء من الانقسام في مرحلة نحاول فيها تجاوز الماضي والاصطفاف الوطني والانطلاق للأمام. 
ان قانون الملاحقة لا يجب حصره في الإخوان وحدهم وإنما تطبيقه علي كل من يدعو ويبرر أعمال العنف والإرهاب ويعرض عليها وهي قوانين موجودة بالفعل ويتم تطبيقها في إطار من الإجراءات القانونية التي تحقق العدالة للجميع ولا يوجد ما يدعو إلي قوانين غامضة جديدة..!! 
*** 
وننتقل إلي قضية الساعة والمتعلقة بالأزمة القطرية في ضوء تشدد دول المقاطعة الخليجية ومصر في تعاملهم مع قطر ومحاولة إقناعها بالتوقف عن دعم الإرهاب وإثارة الأزمات. 
ويبدو في هذا ان كل جهود الوساطة الخليجية لإثناء قطر عن مواقفها قد باءت بالفشل ولن تستجيب قطر لأية شروط تفرضها دول المقاطعة وسوف تستمر في عنادها وشق الصف الخليجي والعربي. 
والحل علي ما يبدو سوف يأتي من واشنطن.. فهناك تقارير تتحدث عن رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عقد قمة من زعماء دول المقاطعة مع قطر في منتجع "كامب ديفيد" لإنهاء الأزمة والخروج بتعهدات بوقف تمويل الإرهاب واتخاذ خطوات عملية جماعية في الحرب علي الإرهاب في المنطقة. 
والخطوة الأمريكية هي البديل لكل محاولات الوساطة التي لن يكتب لها النجاح والتي ستطيل أمد الأزمة وتداعياتها. 
وقد يكون مفيداً في هذه الظروف أن يكون هناك إلزام لقطر بالتوقيع علي اتفاقيات برعاية أمريكية تضعها في موقف المسئولية وتلزمها بالانصياع إلي مطالب دول الخليج ومصر بالتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول وإثارة الأزمات بها. 
والحل عن طريق واشنطن قد يكون هو الأنسب الآن. لأن الحل لن يأتي أبداً.. فلا مجلس التعاون الخليجي سيكون قادراً علي فرض إرادته.. ولا الجامعة العربية ستصدر قرارا حاسما.. ولا قطر ستلتزم وتعود إلي الرشد إلا بتدخل أمريكا.. وترامب هو الحل..! 
*** 
أما محاولة الاعتداء علي الحرم المكي في ليلة "ختم القرآن" فهي ترجمة لمخطط تصدير الأزمة إلي داخل السعودية وتأتي في إطار رسالة موجهة لولي عهدها الجديد محمد بن سلمان بأن الخطر قد أصبح موجودا في الداخل..! 
والسلطات الأمنية السعودية أحبطت المحاولة الإرهابية قبل أن يفجر الإرهابي نفسه في جموع المصلين بالحرم ولكنها لن تكون العملية الأخيرة. فالأعداء يتجمعون ويتكاثرون والمواجهة مع الإرهاب لا حدود لها.. والمسئولية كبيرة علي عاتق محمد بن سلمان وفلسفة الحكم الجديد في السعودية. 
*** 
ونعود لأخبارنا مع نهاية الشهر الكريم وحيث استمعنا خلال هذا الشهر لآراء وحوارات عدد كبير من الفنانين والرياضيين والإعلاميين وأدركنا وتيقنا من ان شياطين الجن تختفي في رمضان ولا يظهر إلا شياطين الإنس. فكلامهم كان في معظمه كذبا في كذب ونفاقا في نفاق.. وأفضل من يتحدث في الفضيلة هو من فقدها..! 
*** 
أما العفو الرئاسي عن هشام طلعت مصطفي فقد كان قراراً إنسانياً رائعاً.. فعائلة طلعت مصطفي قدمت الكثير لمصر في فكر إنشاء المدن والتجمعات السكنية المتميزة الجديدة.. وتجربة "الرحاب" ثم "مدينتي" نشهد لها بالنجاح.. وان كان يبقي أن يبادروا إلي تخفيض الأسعار.. فالأرقام فلكية.. والأرباح خيالية.. وهم بذلك يدفعون السوق العقاري كله للارتفاع والرحمة مطلوبة..! 
*** 
وأخيراً.. ربنا يستر علي نجمنا محمد صلاح.. فقد بدأوا يحسبون مرتبه بالجنيه المصري.. بياخد كام في اليوم.. وكام في الأسبوع.. وكام في الشهر وعين واحدة بتفلق الحجر. يبقي عيون ملايين هاتعمل في الراجل إيه..!