موضة العصر
الجورنالجي بقلم: إيناس صديق
عجباً لما آل إليه حالنا! فين أيام جدي وجدك؟ لا الدنيا دنيا .. ولا الناس ناس! انتهى بياض القلوب، وأصبحنا نعيش في بيئة ملوثة باللإنسانية.. واقع مغمور بالمشاعر المستعارة، والأحاسيس المزيفة.. واقع سيده النفاق والكذب ومتطلبات العصر من مجاملات ومحاباة ومحسوبيات.. نعطي من لايستحق، وصرنا من هول النفاق نلفظ أجمل العبارات :"بحبك" مجردة الأحاسيس، منزوعة المعاني.. واقع مؤسف طغت عليه المصالح.. لم تعد الإبتسامة تخرج من قلوب صافية كما في السابق.. ابتسامة زائفة مغموسة بمشاعر المصلحة. واقع تغيرت فيه المعايير والمبادئ، نحمل شعارات الوطنية والإصلاح، ونحن نعاني من نوبات تمرد بداخلنا وركام من التناقض، فنقول مالانفعل، ونفعل مالا نقول. هذا زمن تغيرت فيه موازيين الحكم علي البشر.. فلم يعد الحب مقياس للصداقة الحقيقية وإنما بحجم المصلحة. لم يعد الحب في الله.. أنا احبك الآن طالما لي مصلحة معك.. بحجم ماتعطي بحجم ماتأخذ. اصبحنا بخلاء في التسامح، لانحتمل العفو عن زلات الآخريين، نرقص علي أنين جروح الاخريين، ولا نشعر بهم، مع احترامي لجميع أنواع الرقص. كرماء نحن في إظهار العيوب والتشهير بمجرد خلاف بسيط بيننا علي وجهات النظر. أصبحت حاجة الإنسان تسعى دائما إلي إشباع غريزة القوة والتحكم بالمخلوقات ومن هنا يتجلى القهر بأبشع صورة. نفكر في رد الإساءة قبل أن نتعرض لها ولا نلتفت الي أخطائنا. عجيبة ايتها الدنيا قست القلوب.. فهي كالحجارة او اشد قسوة. لانعلم نوايا البشر وما اقترفته اياديهم.. وأصبحت طعنات الظهر هي موضة العصر.