النسخة المؤنثة للعكش.. وجولیو الشاب الذى شوهه الإعلام
كتب دينا زكي الجورنالجيكالعادة لا يخلو خبر فى مصر من الشائعات والتنجيم، وعادة أيضا تكون هذه الوظيفة الرئيسية لقراء الأخبار والذين يبدأوا بتحليل الأخبار بناءً علي خلفياتهم الثقافية والمعرفية.. واعتاد الشعب على ذلك، ولكن ما لم نعتاده هو تنجيم الاعلام وخاصة الرسمى، ورمى الناس بالباطل وتحليل الأحداث من منظورهم وليس بناءً على معلومات أو حقائق.
فنجد تخصيص برنامج كامل جديد "انا مصر" للتنجيم و تحليل ما ورد على صفحات السوشيال ميديا يضم من لفظتهم القنوات الخاصة لعدم مهنيتهم، فنجد أمانى الخياط تظهر على الاعلام الرسمى لتحلل ما يتداوله الناس علي صفحات التواصل الاجتماعى وتجمع خيوط المآمرة التى يحيكها المعترضون على النظام و ترميهم بالباطل دون اى دلائل او معلومات مؤكدة لتشوه سمعتهم مثلما يفعل توفيق عكاشة الذى يتفرد بقناته الخاصة لعرض المؤامرات الماسونية التى تدور حوله وحول البلاد.
وهنا نتساءل: كيف وصل الاعلام لهذه الدرجة من الخيبة القوية بينما الشعب كله يضحك ويتندر علي توفيق عكاشة و يسميه العكش، فتجىء قنوات الدولة لتعطينا النسخة المؤنثة منه؟
ربما اصبح ذلك اتجاه عام للاعلام فلم يعد اى من برامج التوك شو يستند على حقائق ومعلومات او تنتظر انتهاء التحقيق. فلم يسلم الشاب الايطالى جوليو الذى وجد مقتولاً على الطريق الصحراوى وعلى جسده اثار تعذيب والمعلومات التى تداولتها الصحف الأجنبية على لسان أهله فهو يعمل على دكتوراه فى الاقتصاد فى الدول النامية ومن هنا يحتك بسياسيين ويساريين.
جوليو كان في مصر بيعمل دكتوراه في تنمية الاقتصاد وكان مهتماً بالنقابات العمالية واحتك بالنشطاء اليساريين فلماذا نقوم بتصدير كلام عكس ده للرأي العام !
ولا نعرف معلومات محددة عن معارفه الشخصية ولكن لم يسلم هو الاخر من اعلام الشائعات و الذى أصبح نمطاً اوحداً فى بلدنا مثل مجلة النبأ و الحادثة فيما مضى.
فيظهر علينا تامر امين ليحلل القضية قائلا "سألنا الجهات الرسمية و قالوا ان المواطن الايطالي ملوش اي نشاط سياسي ولا يعرف ميدان التحرير ده فين" وهنا نتسائل: "طب مطلعوش تقرير رسمى بالكلام ده ليه؟ "
و قال في وسط الحوار "الشبهة جنائية بحته وممكن تبقى حاجة شمال.. انتوا عارفين الحاجات الشمال زادت الايام دي"كونك بنى ادم يتناقل الشائعات دى حاجه و كونك مذيع دى حاجه تانه خالص وجريمة يعاقب عليها القانون.
لماذا اصبح الاعلام اعلام شائعات و لماذا اصبح هذا مستوي المهنية؟ و لماذا في الاصل يجب ان يخضع الاعلام للجهات السيادية؟ ولماذا يجب ان يدخل كل ما يعرض على الشاشة لمراقبة سياسية وأمنية؟ ولماذا بعد كل ذلك يطلقون عليه اعلام حر ! ولماذا يخافون ان يصرحوا انه اعلام السلطة الحاكمة !