«في بيتنا حنش».. حكاية انتشار تربية الثعابين بالبحيرة

تعج محافظة البحيرة بهوايات اقتناء الطيور وأسماك الزينة التي تطورت خلال السنوات الماضية إلى الكلاب، وانتهاءً بالقطط وفئران الهامستر، قبل أن تدخل الزواحف على الخط فتنتشر ظاهرة بيع السلاحف والحرباء، إلا أن "الثعابين" صارت ضيفًا جديدًا ومرعبًا بين هواة اقتناء الحيوانات والطيور مما سبب فزعًا عند تداول أخباره على مواقع التواصل الاجتماعي بعيدًا عن أعين مديريات البيئة والطب البيطري.

فصدق أو لا تصدق "في بيتنا حنش" هكذا يبدأ الشباب الحديث مع أقرانهم، فهذا اشتري أبو السيور والآخر ينافسه بالخضيري أو الدفاس، وثالث يعطي نصائح حول العناية بهما، والأب "لا يري لا يسمع لا يتكلم"، والأم في كثير من الحالات تتعرض للإغماء عند صدمة تربية نجلها لثعبان في المنزل.

يستغرب رامي محمود، صاحب محل، قائلًا "هواية اقتناء الثعابين!!!، هذا جنون، ماذا لو تسرب إلى المنازل المجاورة ولدغ طفلًا أو قتل امرأة أو عجوزًا، هذا أمر غير مقبول بالمرة، فعلي الأقل الكلاب الجولدن والبيتبول والجيرمان والروت وايلر المنتشرة لديها وفاء للإنسان ولا تهاجم إلا عندما يتعرض صاحبها للغدر وهي في جميع الحالات يسهل السيطرة عليها، أما الثعابين فبكل تأكيد لا، يشير آخر أنه يتوجب على أصحاب تلك الهوايات الحذر جيدًا فالموضوع حياة أو موت فالثعابين التي لا تقتل بالسم تقتل بالعصر لو كان حجمها كبيرًا.

ويقول أحد مربي الحيوانات الزاحفة- رفض ذكر اسمه، إن التجارة رائجة في مختلف أنحاء مصر بين المراحل العمرية من 16 وحتى 35 عكس الطيور والكلاب التي قد يصل عمر محبيها إلى 60 عامًا، والحيوانات الزاحفة دخلت حديثًا للسوق البحراوي ولا يتاجر بها سوي عدد قليل جدًا لا يتعدي أصابع اليد الواحدة في مختلف مدن ومراكز المحافظة، على الرغم من وجودها في مختلف الأسواق الشهيرة مثل سوق السيدة عائشة بالقاهرة وسوق الجمعة بالإسكندرية وبائعوها عددهم قليل ولا يتاجرون في السامة منها.

مشيرًا إلى أن اقتناء أحد الزواحف يتطلب عدة أمور أولها توفير لمبات حرارة من نوع خاص، بالإضافة إلى سخان مياه، وصناديق محكمة الغلق لعدم تسربها إلى المنازل المجاورة لكي لا تفزع احدًا، والفئران البيضاء "رات" التي يتغذى عليها الثعبان وهي رخيصة جدًا ويبلغ سهر الفأر الواحد 3 جنيهات، ويقدم وجبة عبارة عن فأر واحد كل 3 أو 4 أيام للثعبان وهي متوفرة عند معظم تجار الزواحف، وهي مختلفة عن فأر الهامستر الذي يتم تداوله بين مربي الحيوانات والطيور مثله مثل القطط والكلاب والعصافير.

يضيف آخر رفض ذكر اسمه أن الأنواع المتداولة في الأسواق بعضها غير سام أو سمه لا يقتل الإنسان – لم يتم التأكد منها - مثل أبو السيور والذي يتراوح سعره بين من 50 إلى 100 جنيه والخضيري من 80 إلى 150 جنيهًا والدفاس وأغلاها الأصلة الهندي وتبدأ من 2000 إلى 3000 جنيهًا والأصلة الأبينو يبدأ سعرها من 4500 جنيه، بالإضافة إلى قيام البعض ببيع أنواعًا سامة جدًا، مثل الطريشة والكوبرا والتي يبدأ سعرها من 200 جنيها، حيث يقومون بحياكة فم الكوبرًا كي لا تلدغ، لكن لو قامت الكوبرا بفك الخياطة سوف تقتل بالتأكيد، وهو ما يمثل رعبًا لأصحابها قبل الآخرين، وهي غير موجودة بين بائعي الثعابين إلا في أضيق الأمور وليس في البحيرة بالتأكيد.

يشير أحمد عبد الله، طالب، تجارة الزواحف وجدت سوقًا كبيرًا على الإنترنت، فهي لا تتطلب مساحات كبيرة للتربية ويتم ترويجها بين الشباب بكثرة على موقع فيس بوك، مؤكدًا أن هناك أيضًا تجارة التماسيح والتي يتم تخبئتها لأنها في حالة وصول البيئة تقوم بغلق المنشأة فورًا وهو ما يحذره البائعون بشدة.