حنة مسمومة في الأسواق

تعد «ليلة الحناء» عند العروسة من أهم الليالي التي تمر بها، لأنها تمثل ليلة «توديع العزوبية» لهذا تحرص كل عروس على رسم «الحناء» برفقة الصديقات، لكن سرعان ما تتحول تلك الليلة لكابوس بسبب نوع «الحناء» الرديئة التي يتم استخدامها وتسبب تشوهات في اليد للبنات، بل بلغت حدة المخاطر الخاصة بها الموت، وحذر منها عدد من الدول آخرها الجزائر.

59 حالة وفاة 
وبالأمس حذرت وزارة التجارة الجزائرية، جميع المديريات التابعة لها في البلاد، من مادة حناء قاتلة مهربة من ليبيا إلى الدول العربية تؤدي إلى التهابات جلدية وتسممات تصل إلى الموت السريع.

وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه يتم تسويق حنة سوداء تسببت في 59 حالة وفاة، لاحتوائها على مادة كيميائية سامة تسبب التهابات جلدية وتسممات تؤدي إلى الوفاة، ويجب توخي الحذر والحيطة.

وأضاف البيان، أنه خلال الفترة الماضية شهدت ليبيا حالات تسمم وفرط حساسية خطيرة، وصدمات تحسسية قاتلة عند بعض النساء بسبب الحنة السوداء السامة، وظهرت العديد من الالتهابات الجلدية التي أدت إلى سرطان الجلد، وكذلك تسببت في إصابة العديد من النساء بجلطة دماغية، وفشل في وظائف الكلى، بسبب وجود مواد سامة مضافة إليها عبارة عن مواد كيميائية شديدة الخطورة.

وفي السنوات الماضية، انتشرت ظاهرة تشويه جلد عدد من السيدات في القاهرة والمدن الساحلية بسبب استخدام نوع حنة مجهول المصدر يحتوي على مادة كيميائية تسبب التشويه.

المواصفة الرسمية للحنة
ووفقا للمواصفة الرسمية للجنة المسجلة بالهيئة العامة للمواصفات والجودة تحت رقم «3731/2006»، أن من الاشتراطات العامة التي يجب أن تتوافر في المنتج، أن يثبت الفحص الميكرسكوبي خلو مسحوق الحنة من المواد الغريبة وألا تزيد نسبة الرماد على 15% وأن يكون خاليا من المواد الثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ وأن يكون مسحوقها لونه أخضر مائلا للبنى وأن يجتاز اختبار الحساسية، وأن يجتاز الفحص الميكروبيولوجي طبقًا للمواصفة القياسية المصرية رقم 4636 والخاصة بمستحضرات التجميل.

اقرأ: أحدث تقاليع ليلة الحنة (فيديو)

سموم
وكشفت دراسة للهيئة من الاتحادية للبيئة أن معظم عبوات الحنة الموجودة بالأسواق تحتوي على نسبة كبيرة من مركب البارافينيلين ديامين السام التي تصل إلى 30 % من هذه المادة، وهى مرتفعة جًدا، لا سيما أن الاتحاد الأوروبي يسمح باستخدام هذه المادة بنسبة لا تتجاوز 6 % حدًا أعلى في تركيب صبغات الشعر، ووضعه على الجلد محظور تماما لمخاطره.

PPD
وهذه المادة عبارة عن مادة كيمياوية فقط دون نبات الحناء، ولهذه المادة مخاطر صحية جمة فصبغة الـPPD هي أحجار صغيرة من السهولة جدا تحويلها إلى بودرة وبمجرد إضافة الماء إليها تتحول إلى صبغة شديدة السواد، وكانت سابقًا تستخدم في صبغ ورق الجدران والملابس وكحبر للطابعة.

ومن الأضرار الصحية لهذه المادة الحساسية والحكة في أجزاء الجسم الملاصقة للمادة، والنزف في منطقة التلامس، كما أثبتت التجارب التي أجريت على الحيوانات المختبرية أن هذه المادة تسبب السرطان في حالة التعرض المستمر لها، والعجز الكلوي وتغير لون البول إلى اللون البني، وضيق التنفس، وانخفاض ضغط الدم.

أمراض جلدية بالجملة
وبهذا الصدد، ذكر الدكتور أحمد البديري، استشاري أمراض الجلدية، أن حنة الرسم والحجر الأسود تضر الجلد، خاصة إذا تم استخدامها كثيرا ما يجعلها تتسبب في تسمم لما تحتويه من مواد يستخدم فيها الرصاص، وإذا كانت المرأة نفسها تعاني حساسية من تلك المادة فيؤدي إلى ضرر عميق يتسبب في تورم.

نبات طبيعي
بينما أكد الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، المدير السابق للمركز القومي للبحوث، أن الحنة تعد نباتا طبيعيا لا تضر على الإطلاق، لكن المواد التي تضاف لها لتثبيت لونها تحتوي على مركبات كيميائية تتفاعل على الجلد وتسبب الحساسية والالتهابات التي قد تصل إلى الحروق، لذا يجب منع استخدام الحنة تماما حفاظا على صحة الجلد.