الثواب والعقاب.. وحشمت.. وأحلام!!

بقلم - السيد البابلي

يتحدث المهندس إبراهيم محلب. رئيس الوزراء عن الثواب والعقاب. ويطالب الوزراء بتفعيل هذا المبدأ. ومعاقبة كل مسئول مقصر أو مهمل أو فاسد.والكلام حلو وجميل ومطلوب. ولا غبار عليه.. ولكن.. هل سيمكن تطبيقه؟!.. هذا هو السؤال.. وهذا هو التحدي الذي تواجهه الدولة.فواقع الحال يشير إلي أن الموظفين في بلادنا مثل لاعبي كرة القدم. الذين إذا لم يعجبهم المدرب. تعمدوا الخسارة إلي أن يتمكنوا من الإطاحة به.والوزير الذي سيقف في وجه الأخطبوط البيروقراطي. ويحاول أن يفرض مبدأ وقاعدة العمل والإنتاج كأساس للترقيات والحوافز. والمكافآت ستكون نهايته في قهوة المعاشات في أول حركة تغيير وتعديل.ويحدث هذا وسيظل يحدث لأن المسئول لا يشعر بالدعم الكافي من الدولة للمضي قدماً في أي خطط للإصلاح والتطوير والتصدي للانحرافات.والمسئول الذي يحاول أن تكون له رؤيته وفلسفته في الإدارة ومعاقبة المقصرين واستبعادهم سيجد نفسه محاطاً بحملات التشويه والشائعات والتجريح التي ستجعله يفضل الانسحاب قبل أن تعصف به الرياح.وهذه الدولة البيرواقراطية العميقة من الموظفين هي التي تعرقل انطلاقة مصر وهي التي تدير وتتحكم وتقرر معدلات السرعة أو التغيير.ولن يكون سهلاً تطبيق الثواب والعقاب إلا إذا استطاع كل وزير أن يجيد اختيار القيادات الإدارية المعاونة له. وإذا ما استعان بأهل الخبرة بعيداً عن أهل الثقة. فالإدارة من خلال "شلة" هي أولي خطوات الفساد والفشل.. ودعونا نأمل خيراً.

وفي مناسبة الحديث عن الحكومة والحرب علي الفساد والبيروقراطية. والدولة الخفية.. فإن سؤالاً حائراً لا نجد له إجابة. ولا يوجد من في مقدوره الإجابة عليه.. فبكل الصراحة.. ما هو نظامنا الاقتصادي منذ عام 1952 إلي الآن؟!.. هل نحن دولة اشتراكية أم رأسمالية أم اقتصاد مختلط؟!.. أم تجربة هنا وتجربة من هناك. و"حبة" رأسمالي علي "شوية" اشتراكي عند اللزوم؟!!إن الحديث عن فرض مبدأ الثواب والعقاب والإجراءات الإدارية الحازمة يرتبط بنوعية نظامنا الاقتصادي والإداري وفلسفته!!فهل يملك رئيس مجلس إدارة علي سبيل المثال أن يقوم بفصل عامل أخل بمقتضيات وظيفته.. وإذا كان القانون نظرياً يجيز ذلك؟!.. فهل يمكن التطبيق عملياً؟!!وما دمنا لا نستطيع توقيع الجزاءات . ويعمل عشرات الآلاف دون أن يقدموا شيئاً يذكر يوازي ما يتقاضونه.. وتضيع موارد البلد في المرتبات الحكومية التي أصبحت نوعاً من إعانات البطالة.. فأي نظام اقتصادي هذا؟!.. وأي قوانين هذه؟!!إننا في حاجة إلي مؤتمر اقتصادي داخلي لعلماء وأساتذة الاقتصاد والسياسة. لنحدد ونقرر مسارنا الاقتصادي وسياساتنا في هذا الشأن.. فإما الدولة. وإما الفرد.. وإما "الخلطبيطة".. واحنا فعلاً دهنا الهوا دوكو.. احنا بتوع كله!!!

ولنبتعد عن الاقتصاد ودروبه.. فلا احنا هانفهم.. ولا شيء سيتغير.. ولنذهب إلي الدكتور جمال حشمت القيادي الإخواني الموجود في تركيا يتحدث عن أن الإخوان علي استعداد لقبول عودة محمد مرسي للحكم ودعوته لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. أو تشكيل مجلس رئاسي!!وحقيقة لا نعلم.. هل حشمت كان مستيقظاً عندما أدلي بالحديث الذي اقترح فيه ذلك. أم كان في حلم لم يستيقظ منه بعد؟!!إن القيادات الإخوانية الهاربة والموجودة في الداخل مازالت بنفس طريقة وعقلية محمد مرسي. التي كان يحكم بها مصر.. فقد كانت الحشود في الخارج تطالبه بالرحيل.. وكانت النداءات والنصائح تتوالي بأن يقدم علي إعلان انتخابات رئاسية مبكرة.. ولكنه وحده كان لا يري ولا يشعر بما يحدث ويجري.. وجمال حشمت علي نفس الوتيرة لا يري ولا يدرك أن التاريخ لا يعود للوراء. وأن مرسي صفحة وطويت. وعليهم الاعتراف بذلك للتحرك للأمام.

وما يقال عن جمال حشمت يقال أيضاً عن المنصف المرزوقي. الرئيس التونسي السابق الذي لا يكف عن دس أنفه في الشأن المصري الداخلي والذي ذهب يلقي محاضرة في الدوحة في قطر. ليقول فيها إن مصر مؤهلة أكثر من غيرها للانفجار!!فالمرزوقي أيضاً يتحدث عن مصر أخري. وعن واقع مختلف قائم علي بيانات ومعلومات "إخوانية" وأمنيات كاذبة يتمنون تحقيقها.فالبلد الذي حافظ علي وحدته وقوته حتي في غياب الأمن. والبلد الذي وقف شعبه يحمي ممتلكاته ومصانعه. ومنشآته. ويشكل حائطاً للصد ضد الفوضي والانهيار.. هذا البلد قادر علي عبور الأزمات.. وستظل مصر هي بلد الأمن والأمان. والسلام الاجتماعي. رغم أنف المرزوقي وحشمت.. وأوباما!!

أما المطربة الإماراتية أحلام. فتريدها جنازة لتشبع فيها لطماً!!فالممثلة المصرية عبير صبري. ومعها الممثلة التونسية فريال يوسف. كانتا في أحد مراكز التسوق بالإمارات. وتعرضتا لتجريح وإهانات من مواطنة إماراتية. انتقدت مظهرهما.والشرطة الإماراتية بدأت تحقيقاً في الواقعة. واعتذرت لعبير وفريال. وأدانت سلوك هذه المواطنة العدائي. ولكن أحلام لم تتقبل ذلك. وبدأت حملة تدعو لتكريم هذه المواطنة علي موقفها!!وأحلام التي تحاول إثارة الحمية والمشاعر الوطنية سوف تخلق قضية من حادث تافه. في وقت فيه الإمارات في العين والقلب المصري.. وأحلام عليها أن تتعلم الكياسة واللباقة من حسين الجسمي. سفير الحب والمودة الإماراتي في مصر.