«تقارير الأداء» تفضح «تنابلة الكهرباء»

حالة من القلق والارتباك تسيطر على رؤساء شبكات توزيع الكهرباء، في الأيام الأخيرة، عقب تسريبات تشير إلى غضب مكتوم من وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر تجاه عدد منهم أثبتت تقارير المتابعة تراخيهم عن أداء المهام الموكلة إليهم، وخصوصا فيما يتعلق بملف الإيرادات، وتحصيل الفواتير من المواطنين، لدرجة وصلت إلى تعنيف الوزير لبعضهم خلال أحد الاجتماعات الأخيرة داخل ديوان الوزارة. 

ويعرف عن وزير الكهرباء، بأنه متابع جيد وعلى دراية بكل كبيرة وصغيرة وما يحدث داخل الشركات ويهمه في المقام الأول نجاح كل مسئول في منصبه وأن يحقق طفرة في قطاعه دون خسائر أو تراجع أو خلافه وهي أمور لم تكن في الحسبان عند بعض رؤساء شركات التوزيع، الذين لم يدركوا جيدا أن هناك تقارير يومية وشهرية تراقب الأداء والمؤشرات.

تقارير سلبية
وحسب مصادر مطلعة بوزارة الكهرباء هناك تقارير سلبية عن بعض رؤساء شركات التوزيع وقدمت للوزير في أحد اجتماعات الأسبوع الماضي، بدا منها أن هناك حالة من التراخي تضرب بعض شركات التوزيع بسبب إهمال رؤسائها وعدم متابعتهم المستمرة لما يحدث في القطاعات التابعة لشركاتهم. 

ووفقا للمصادر ذاتها فإن من أول المبشرين بالرحيل عن مناصبهم المهندس حمدي عكاشة رئيس شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء، بعدما أكدت التقارير أنه تقاعس في تنفيذ المطلوب منه حيث لم يحقق طفرة في تركيب العدادات الكودية للعقارات المخالفة وما تبعه من ارتفاع نسبة الفقد في الكهرباء على شبكة التوزيع الخاصة بالإسكندرية من 5 إلى 8 %، بالإضافة إلى حدوث تراجع في متحصلات سرقات التيار من 25 مليون جنيه شهريا كان يتم تحصيلها على مدار العام الماضي إلى 18 مليون جنيه خلال العام الجارى وتراجعت أيضا متحصلات فواتير الكهرباء من المواطنين شهريا من 95 إلى 75%.

المغضوب عليهم
المهندسة ابتهال الشافعي رئيس شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء، هي الأخرى ضمن قائمة المغضوب عليهم، بعدما شهد القطاع التجاري خللا كبير في عهدها بجانب الخلل الإدارى والذي زادت حدته في الآونة الأخيرة، ووفقا للتقارير لم تكن موفقة في إنجاز المطلوب منها حيث تقاعست في مشروع تحويل الخطوط الهوائية إلى أرضية لعدم تنسيقها بالشكل المطلوب مع المحليات في هذا الأمر، بالإضافة إلى أنها لم تنفذ من الخطة غير 35 إلى 50% في المرحلة الأولى، والتي انتهت في الأربعة شهور الماضية بجانب تراجع في إيرادات القطاع التجاري للشركة بنسبة تجاوزت الـ 10% كما ارتفع الفقد الفني في شبكة التوزيع من 4 إلى 8% نتيجة التراخي في التعامل مع سارقي التيار بالشكل المطلوب.

كواليس الوزارة
وحسبما يدور في كواليس الوزارة فمن المتوقع أن يكون المهندس ناجي عارف رئيس شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، ضمن المبشرين بالرحيل وذلك بعد تقارير أكدت أنه حدث خلل في الشأن التجاري، وكان آخرها أنه حدثت أخطاء في طباعة الفواتير في بعض الأماكن كان منها عين شمس والتي أثارت ضجة كبيرة بين المواطنين وهو أمر أغضب الوزير بشكل كبير رغم تعامل رئيس الشركة مع الموقف بدقة متناهية وحل الأزمة.

قرارات الإطاحة ببعض رؤساء الشركات ـــــ وفقا للمصادرــــ من المرجح أن تشمل المهندس مدحت فودة، رئيس شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء، لعجزه في تحقيق طفرة في مشروع تحويل الخطوط الهوائية إلى أرضية حيث كان متوقعا الوصول بتنفيذ الخطة إلى 90% ولم يحقق ذلك ووصل إلى 60% فقط، كما ارتفعت سرقات التيار عن الحد المطلوب، ووصلت إلى 10% وهو أمر أسهم في تراجع المتحصلات بحانب عجزه عن استحداث تطوير المحولات المتهالكة بأخرى حديثة لمواجهة الأحمال. 

المصادر أكدت أن المبشرين بالرحيل من مناصبهم في شركات التوزيع طلبوا وساطة قيادات مقربة من الوزير، ومنهم الحسيني الفار نائب رئيس الشركة القابضة لشئون التوزيع من أجل إقناع الوزير بمنحهم فرصة أخيرة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل لإصرار الوزير على التخلص ممن ثبت فشلهم وتقاعسهم عن أداء المهام الموكلة إليهم. 

وبحسب المصادر فإن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء سيجتمع خلال القريب العاجل مع المهندس جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر لوضع آليات جديدة في اختيار رؤساء الشركات الجدد والاستقرار على أسماء بعينها لم يتم تحديدها حتى الآن، وسبق أن أعلن الوزير صراحة أنه يهمه في المقام الأول تحصيل مستحقات الكهرباء من المواطنين والجهات الأخرى وذلك بعد أن ارتفعت مديونيات مختلف الجهات للكهرباء إلى 27 مليار جنيه في المقابل زيادة مديونيات الوزارة للبترول إلى أكثر من 72 مليار جنيه.