ضحية لقمة العيش.. حكاية مصرع عامل أثناء هدم سقف في حدائق القبة
كتب الجورنالجى الجورنالجيليس من القدر مفر، شابان في مقتبل العمر لم يجدا عمل لكسب لقمة عيش شريفة سوى العمل في الهدم، فيخرجان صباحا يجلسان على أحد أرصفة منطقة حدائق القبة ينتظران رزقهما، ما أن يلمحا إحدى السيارات قادمة نحوهما حتى يسبقا الزمن إليها، لعل رزقهما معها.
وفي أحد الأيام وكعادة الرجلين بعد أن صليا الفجر سويا، خرجا سعيا على رزقهما وأكل أطفالهما، فجاء إليهما أحد الشباب "انتو فواعلية" فردا: "بنجري على أكل عيشنا"، فطلب منهما أن يرافقاه إلى أحد المباني في شارع بورسعيد، لهدم سقف عقار، فحملا معداتهما على ظهورهما وسارا معه فرحين بما بعث إليهما الله من رزق، ولم يكن يعلما أن هذا العمل سيكتب نهاية أحدهما.
توجه كمال.م، ومحمد.ر بصحبة الرجل إلى المنزل المقصود، وصعدا إلى سقفه وأشعلا سيجارتهما، وبدآ في الهدم، وأثناء وقوفهما على السقف ومع شدة اصطدام معداتهما به، انهار بهما السقف إلى أسفل، فوقع جزء منه على الأول، وجزء ضئيل على الثاني.
هرول أهل الشارع لنجدة الرجلين، وبسرعة أزالوا الحطام عن الرجلين، ولكن كانت المفاجأة "كمال لا يتحرك، لا يتكلم"، فظنوا أنه أغمى عليه، فحملوه سريعا إلى المستشفى التي فاجأتهم بأن الساعي على رزقه قد مات شهيدا للقمة عيشه، بينما أصيب محمد بإصابات سطحية وتم عمل الإسعافات الأولية له.
وعلي الفور أخطر مستشفى اليوم الواحد نيابة حدائق القبة، التي انتقلت على الفور إلى مكان الحادث وفتحت تحقيقات موسعة وأمرت بالتصريح بدفن الجثة، واستدعاء صاحب البيت والمصاب لسماع أقوالهما حول الواقعة.
وكان قسم شرطة حدائق القبة، تلقى إخطارا من مستشفى اليوم الواحد يفيد وصول جثة "كمال.م" متأثرا بإصابته بكسر في الجمجمة وكسر في الساقين، و"محمد.ر" مصاب بجروح سطحية، وعلى الفور انتقل رجال المباحث، وبالفحص تبين أنه أثناء عملهما في إزالة أحد العقارات، انهار عليهما السقف مما أسفر عن مصرع الأول وإصابة الثاني.
وبسؤال مشرف الشركة التي تقوم بتنفيذ هدم العقار بشارع بورسعيد، أفاد أنه أثناء عملهما انهار جزء من السقف عليهما.