مافيا «تهريب الأدوية» تهدد حياة مرضى «الغدة الدرقية»
كتب الجورنالجى الجورنالجيرغم المحاولات الجادة التي تقوم بها وزارة الصحة لإنهاء ظاهرة «نواقص الأدوية»، سواء بالنشرات الدورية، أو العمل على تعويض «نقص العقارات» إلا أن سوق الدواء المصري لا يزال يعاني من تبعات هذه الظاهرة، ويأتي المريض على رأس قائمة «المعاناة».
المثير هنا أن قوائم «نواقص الأدوية» تضم عقاقير مهمة جدًا، بعضها يعالج الأورام، والبعض الآخر للأمراض المزمنة، ومؤخرًا انضم عقار «الكاربيمازول» الذي يستخدم لعلاج «الغدة الدرقية» للقائمة، ليهدد حياة آلاف المرضى.
الغدة الدرقية
طبيًا.. يمكن وصف الغدة الدرقية بـ«مايسترو الجسم»، لا سيما وأنها المسئول الأول عن عمليات التمثيل الغذائي، ويجب ضبط نشاطها، لأنها بمثابة عملة ذات وجهين إذا انخفض نشاطها تسبب في خطورة على جسم الإنسان والإصابة بتخلف عقلي، وإذا زاد فإنها تسبب ضعف عضلة القلب وجحوظ العينين، ولعلاج مرض نشاط الغدة الدرقية يوجد عقار مصري أكثر استخداما بين المرضى، إلا أنه غير متوافر في الأسواق، بحسب الصيادلة أنفسهم وأطباء الغدد الصماء الذين أكدوا أن العقار مختفٍ من الصيدليات منذ 8 أشهر دون سبب معروف.
من جانبه قال الدكتور حاتم البدوي، سكرتير شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية: عقار الكاربيمازول مساعد في علاج زيادة هرمون الثيروكسين الذي يفرز من الغدة الدرقية، وانضم لقائمة «نواقص الأدوية» منذ أكثر من 8 أشهر.
وفي نفس السياق قال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الدواء باتحاد الغرف التجارية: «الكاربيمازول» عقار تنتجه إحدى شركات قطاع الأعمال حيث تنتج شهريا 200 ألف عبوة ولا تكفي حجم الاستهلاك، لذا يشعر المرضى بنقصها، فضلا عن أنه نظرا لانخفاض ثمنها يتم تهريبها للخارج.
وأوضح رئيس شعبة الدواء باتحاد الغرف التجارية، أن «العبوة تضم 50 قرصا تباع بـ10 جنيهات، ويباع الشريط بجنيهين ولا تمثل تكلفة المادة الخام، مع الأخذ في الاعتبار أن المستحضرات المنتجة من ذات المادة الخام تباع في دول الخليج بأغلى من ذلك بثمن يصل إلى 300 جنيه للعبوة».
زيادة الإنتاج
كما أكد أن «الشركة المنتجة للعقار سوف تزيد من حجم إنتاجها إلى 400 ألف عبوة شهريا الفترة المقبلة لتغطية السوق، إلا أنه إذا تعرضت للتهريب في السوق سيظل المرضى يبحثون عنها، والشركة الحكومية طاقتها الإنتاجية حاليا 200 ألف عبوة شهريا، ويتوفر لديها المادة الخام، ومن الشهر المقبل سوف تزيد من دوريات العمل لديها بسبب زيادة السحب على المستحضر».
السوق السوداء
وتابع: عقار كاربيمازول يعتبر العقار الأشهر والأكثر استخداما، إلا أنه نظرا لانخفاض ثمنه أصبح غير متوفر في السوق، ويتم بيعه سوق سوداء وتهريبه، خاصة وأنه يحقق فعالية ونتائج للمريض، فضلا عن أن المثيل المستورد لها ثمنه يعتبر أضعاف الدواء المصري ويزيد على 100 جنيه، والفرق في السعر تسبب في وجود ضغط على الدواء المصري لأنه كفء ورخيص الثمن.
أسباب الإصابة
وعن أسباب الإصابة بمرض نشاط الغدة الدرقية ومدي خطورتها على المصاب بها قال الدكتور جمال سالم نائب مدير المعهد القومى للسكر والغدد الصماء، استشاري علاج السكر والغدد الصماء: لا توجد إحصائيات عن نسب الإصابة بمرض نشاط الغدة الدرقية، وأعراض المرض تشمل زيادة ضربات القلب سريعا وعدم النوم ويشعر المريض بانخفاض شديد في الوزن، وحينها عليه إجراء تحليل الغدة الدرقية لتحديد نسبة نشاطها أو انخفاضها في الإفراز.
وأكمل: بروتوكول العلاج لمرض نشاط الغدة الدرقية يختلف من شخص لآخر حسب درجة المرض فيه، والعلاج الدوائي للحد من نشاط الغدة الدرقية هو المادة الفعالة (ميثيمازول) وهي الاسم العلمي الوحيد المتوفر للعلاج وينتج منها عقار مصري والآخر مستورد، وأشار إلى «وجود دواء ثانٍ مساعد يقلل من الأعراض المصاحبة لمرض نشاط الغدة الدرقية منها تقليل حدة ضربات القلب»، موضحا وجود حالات من الإصابة بنشاط الغدة الدرقية عنيفة يمكن علاجها باليود المشع إذا كان عمرها يسمح بذلك.
وأضاف: أحيانا يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي واستئصال جزء من الغدة وترك جزء صغير لتقليل نشاطها، وأغلب أسباب الإصابة ترجع إلى المناعة، مع الأخذ في الاعتبار أنه هناك خطورة من ترك المرض خاصة لدى كبار السن، لأنه يمكن لزيادة اضطرابات القلب أن تؤدي وضعف عضلة القلب إذا لم يعالج المريض، والعلاج الدوائي يمكن أن يستمر مع المريض لسنوات حتى ذبول الغدة أو الشفاء ويظل المريض يجري تحاليل كل شهرين أو ثلاثة أشهر لحين ضبط نشاط الغدة الدرقية.
وحذر من خطورة نشاط أو انخفاض إفراز الغدة الدرقية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة حاليا تجري للأطفال حديثي الولادة عينة دم من كعب القدم لتحديد إذا كان الطفل مصابا بانخفاض إفراز الغدة الدرقية، لأن الطفل حينها يمكن أن يصاب بتخلف عقلي إذا لم يتم علاجه.