عصابات التسول تحاصر الأضرحة
أثار قيام الطرق الصوفية في محافظة الشرقية، بتعيين حارس على الأضرحة المسجلة لحمايتها من أي تعديات، وكذلك تشكيل لجنة للأضرحة غير المسجلة، للتأكد من ماهية الضريح، وكونه للأولياء الصالحين من عدمه، حالة من الجدل، خاصةً فيما يخص المتسولين المتواجدين أمام الأضرحة باستمرار.
وتقدمت النائبة داليا يوسف، بطلب إحاطة، بشأن إهمال الأضرحة، وانتشار التسول بها، وما آل إليه حال هذه الأضرحة لغياب الاهتمام بها، من قبل الجهات المعنية سواء وزارة الأوقاف أو العاملين فيها.
وقالت النائبة: "تشهد هذه الأضرحة حالة مزرية وانتشار القمامة من الخارج وبالقرب منها، وكذلك انعدام النظافة في الداخل وانتشار البائعين، بما أفسد جو الروحانيات المعهودة به هذه المساجد دوما، موضحة انتشار عمليات التسول أمام هذه الأضرحة بشكل ملحوظ بما يسبب ضيق للمترددين عليها، خاصة مع أسلوب المتسولين غير المقبول في بعض الأحيان.
وأضافت، أن التسول أصبح "سبوبة" ممنهجة، يتولى مسئوليتها عصابات تفرض إتاوات على المتسولين، وليس كما يعتقده البعض بكونه وسيلة لتلبية الاحتياجات المعيشية للمتسول، ما يتطلب مواجهة حاسمة من قبل الحكومة، مطالبة بالاهتمام بالأضرحة وتنظيفها من قبل العاملين بها، ونشر كاميرات المراقبة والحراسة لمنع حالات السرقة المنتشرة بشدة داخلها، وإعادة النظر بشأن نظافة المساجد من الداخل والخارج.
بدوره، يرى الدكتور أحمد القاضي، المتحدث الإعلامي لوزارة الأوقاف، أن الوزارة تتولى شأن الأضرحة داخليًا، من حيث وجودها في موقع المسجد ونظافتها داخل المسجد نفسه وتنظيم الزائرين مثل: "الحسين- مسجد السيدة زينب" إلى غير ذلك.
وأكد أنه يتم التوعية للزائرين من قبل الإمام أو الخطيب أو الداعي الموجود داخل المسجد، أما خارج المسجد وهي ساحة الأضرحة فإن الوزارة لا تمتلك أي هيمنة عليها، ولكنها تدخل ضمن مرافق عامة "طريق أو شارع".
وتابع القاضي، أن ما خارج المسجد ليس اختصاص وزارة الأوقاف، ولكن بداخل المسجد فهو اختصاصها، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يسمى بالأضرحة ولكن المساجد التي بها أضرحة مثل "مسجد الفولي بالمنيا- مسجد البدوي في طنطا" وغيرهما، تعمل الوزارة على تنظيم الزائرين للدخول إليها، وفقًا لنظام ثابت يشمل الهدوء والسكينة تليق بصاحب الضريح، من حيث الخطيب والإمام والفقيه والداعية الموجود.
ويضيف النائب خالد حنفي، عضو مجلس النواب، أن الأضرحة موجودة في كل محافظة من محافظات الجمهورية، ولكن هذه الأضرحة يساء استخدامها في بعض الأحيان من قبل بعض المتسولين، نتيجة إقبال الزوار عليهم، لافتًا إلى أن المتسولين يعملون عن طريق جماعات منظمة، وبالفعل أصبحت "تجارة" و"سبوبة" من أجل الحصول على أموال لأغراض عديدة، فإن التسول في حد ذاته فعل إجرامي.
واستكمل أنه على وزارة الداخلية أن تعمل على هذا الملف بشكل أكثر انتشارًا، وأن يكون للأضرحة قدسيتها لأنها تضم شخصا متوفى.
واستطرد: "تنظيم دخول الزوار إلى الأضرحة مطلوب خلال الفترة المقبلة، حيث إنها تتواجد في القاهرة مثل: "السيدة زينب- السيدة عائشة- الحسين" وغيرها، فلا بد من تنظيم الدخول وتفتيشهم لمنع التعديات والأزمات التي تحدث حاليًا في بعض الأوقات، وكذلك ألا تكون الأعداد كبيرة جدًا، وخاصةً في الزيارات المرتبطة بالأعياد والمناسبات، وأن يكون هناك تكثيف أمني جيد على هذه الأضرحة، والتوعية من الجانب الإعلامي بأن زيارة الضريح له قدسية خاصة.
