اتجاه لتصنيع أدوية السرطان محليا والحد من استيرادها

تتجه الدولة حاليا إلى تصنيع أدوية السرطان التي يتم استيرادها من الخارج بصورة أساسية، من خلال شركات الدواء، وهو الأمر الذي يأتي في ظل ارتفاع أسعار الكثير من أدوية السرطان، والتي ربما يصل سعر العلبة الواحدة منها قرابة 20 ألف جنيه لبعض الحالات، عوضا عن عدم توفر بعض الأدوية، وهي الأزمة التي عانى منها المرضى خلال الفترة الماضية.
وشهدت هذه الأزمة انفراجة خلال الفترة المقبلة، ففي تقرير حديث للإدارة المركزية للصيدلة في وزارة الصحة، أعلنت الوزارة عن تشكيل غرفة عمليات مشروعات المستحضرات البيولوجية، وأدوية الأورام، للبدء في تصنيعها محليًا بتكلفة مليار جنيه.
وأوضح قرار الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، رقم 584، بتشكيل غرفة العمليات للبدء في إنشاء أول مصنع حكومي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، لتصنيع المستحضرات البيولوجية، وأدوية الأورام من خلال المؤسسة الوطنية «إيبكو»، لتأمين احتياجات البلاد من الأدوية البيولوجية والأورام، للاستغناء عن المنتجات المستوردة التي تستهلك ميزانية الدولة من العملة الصعبة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي، أن الاتجاه لتصنيع أدوية السرطان خطوة مهمة، ونحن في أشد الحاجة لها، لما لها من فوائد جمة أهمها نقل التكنولوجيا المعرفية من كبرى الشركات العابرة للقارات، والتي ستتوفر بمصر حال الاتجاه لصناعة الدواء، بجانب توفير الأثمان الغالية جدا لتلك الأدوية، والتي يكون سعرها كبيرا على الدولة، في ظل استيرادها، فضلا عن عدم توافرها في سوق الدواء.
ولفت عز العرب، إلى أن الخطوة من شأنها العمل على منع التهريب داخل الصيدليات المختلفة وهو ما يمنع الاستغلال للمرضى في في غياب للإدارة المركزية للصيدلة في هذا الملف الهام، مؤكدا أن إنشاء مصانع ادوية للسرطان، سيعمل على توفير العملة الصعبة في استيرادها للمستشفيات ومعاهد ومراكز الأورام الحكومية، مما سيعيد الأمور لنصابها.

وأشار عز العرب إلى أن أدوية السرطان من نواقص الأدوية، التى من المهم أن تولي لها الدولة الاهتمام، مشيدًا بدور وزارة الإنتاج الحربي حاليا بالتعاون مع شركة فاكسيرا، وشركة فاركو، للتعاون القائم الآن لإقامة مصنع كبير لإنتاج أدوية السرطان داخل مصر، وهو ما يعد خطوة مهمة لمواجهة الأزمة، ويعمل على توفير 90% من أدوية السرطان للمرضى.
وفى سياق متصل، قال الدكتور صبري عبد الوكيل، الخبير الدوائي وعضو مجلس نقابة الصيادلة، إن أدوية السرطان تمثل أمن قومي وخاصة أنه يوجد في مصر نسب إصابة كبيرة جدا بالسرطان، وخاصة سرطان الكبد والثدي.
ولفت إلى أن النسبة الكبيرة التى يتم استيرادها من أدوية السرطان، والتي تشكل نحو 12% من حجم استيراد الأدوية، بصورة عامة نظرا لأنه لا يتم صناعتها كما أنها تتطلب معايير معينة للنقل والتخزين، لما تتسم به من حساسية لأنها حساسة للضوء والحرارة ويتم صنعها وتخزينها بتقنيات عالية وهو ما يجعلها أدوية مرتفعة السعر على الدولة، في ظل ارتفاع سعر الدولار، الذي يتم استيرادها به.
وأشار عبد الوكيل، إلى خطورة دور السوق الموازية لبيع أدوية السرطان للمرضى، عن طريق التهريب، وهو ما يؤثر على هامش ربح الشركات المستوردة للدواء، ويزيد من فجوة نقص الدواء، وهو ما يشير إلى إيجابية صناعة أدوية السرطان بمصر في ظل الاهتمام بالمبادرة من الحكومة ووجود اتجاه عام لذلك.