"الطلاق".. حكايات الحل المُر
الجورنالجيخاص _ جورنالجى
شهور قد تستغرقها لتأخذ هذه القرار الصعب، فهي كانت تحلم ببيت صغير تعيش مع أسرة سعيدة، إلا أن حلمها البيسط اصطدم بعواصف الخلافات والأصوات العالية والبكاء والحزن، التي ظلت تستحمل لها تبعد عن لقب "المطلقة" الذي يصبح في مجتمعنا مثل وصمة العار.
قصة الحب التي جمعت بين (ر.ع) وزوجها لن تنساها، ولن تمحي ذاكرتها كيف قالتها "طلقني" قبل أن تكُمل العامين، تتذكر الليلة الأخيرة التي لم تنس وكأنها الأمس، تفاصيل الشجار والضرب والسباب والإهانات، ولم تستطع أن تدافع عن نفسها ضد الشجار الذي زادت حدته حتى اتصلت بشقيقها ينقذها.
بقيت في هذه الليلة (ر.ع) تجمع أشياءها من منزلها، كانت تنظر إلى طفلها الذي خشيت أن عليه من صوت الشجار والصراخ أن يتربى في هذه الأجواء، خرجت وتركت المنزل لتسدل الستار على صفحة من حياتها ازادت قاتمة بالإهانات التي قررت أن تضع لها حدا.
حين سُألت عن سبب طلاقها حبست دموعها "ناداني باسم غير اسمي"، تطلبت (م.أ) الانفصال دفاعًا عن كرامتها التي أهدرتها الخيانة، لم تكن هذه المرة الأولى، فقد اعتادت على تغيبه عن المنزل، ورائحة العطور النسائية على ملابسه، لم يخش حتى تهديدها أنها ستترك له المنزل "المطلقة بتدفع ثمن الطلاق ونظرة المجتمع ليها إنها ملهاش حق تعيش بشكل طبيعي"، وصفت (م.أ) الحياة التي تعيشها بـ"القاسية"، بخاصة بعد معاناتها في الحصول على حقوقها من زوجها وحقوق أبنائها.
"الثورة اللى داخل الستات والبنات أقوى من أي شيء"، هكذا وصفت هدير الشرقاوي، منسق مركز أنثى لقضايا المرأة، الحال الذي وصلت له المرأة المصرية من عدم تقبلها الإهانات والتنازلات، ما أدى إلى زيادة الصراع بين الراجل والمرأة داخل الأسرة لعدم تفهم الراجل لحريتها ومساحتها الشخصية، مضيفة أن الانتهاكات التي يرتكبها الأزواج تؤدي إلى استحالة العيش "لو كانت المشكلة بسبب العلاقة بين الاتنين يبقى في الغالب بسبب تمسك الراجل بأفكاره القمعية ضد المرأة".
وأكدت الشرقاوي، أن يجب عدم إجبار المرأة على الشكل التقليدي للزواج، بجانب تقبل الطرف الآخر للمساحة والحرية والاختيار الخاصة بها، وتغير الشكل النمطي "للبنت"، والصورة الأفلاطونية عن المرأة "أنها عروسة حلاوة بتتزوق طول الوقت وحلوة وجميلة"، "لازم يعرف إنى بنى آدمة بزعل وبعيط وشعري بيبقى منكوش، بتعب وبشتغل مش آلة ولا مكنة للغسيل والمكوى ولا بوتجاز للطبخ".