الإعلانات "فاضح" ونواصل
الجورنالجيخاص _ جورنالجى
اتفق خبراء الإعلام على أن الإعلانات التى يتم إذاعتها على شاشات الفضائيات فى رمضان لا تقل سوءاً عن بعض المسلسلات، وأشاروا إلى ارتفاع عدد الإعلانات مع زيادة أعداد المسلسلات بشكل نسبى، حيث تعتمد على عناصر الإبهار والإيحاءات والسخرية والأغانى الشعبية.
يقول حسن عماد عبدالمنعم، وكيل المجلس الأعلى للصحافة: «ما نراه من إسفاف فى الإعلانات بمختلف أنواعها أكبر دليل على ضرورة وجود حزمة من التشريعات والقواعد التى تعيد بناء منظومة الإعلام فى مصر، ومحاسبة كل من يتجاوز، والقنوات الفضائية تحاول الآن جذب الانتباه من جمهور انصرف عن المشاهدة لأنه شعر بـ«القرف» من المواد المقدمة، وبعد أن شهدت القنوات خسائر مفجعة لجأت إلى تقليل كثافة العاملين بها واللجوء إلى عرض الإعلانات بغضّ النظر عن محتواها، حتى يتربحوا بأكبر صورة ممكنة، ومن قواعد المهنة المعروفة أن كل ساعة عرض يقابلها 6 دقائق فقط للإعلانات، ولكن ما نشاهده أنه عندما ترصد القناة كثافة المتابعة لبرنامج ما أو مسلسل، تقوم بعرض عدد كثيف من الإعلانات تتسبب فى نسيان المشاهد، وكأن القنوات قررت أن تجبر المشاهدين على رؤية الإعلانات».
وأضاف عماد قائلاً: «القنوات التى ظهرت مؤخراً بمسميات غريبة والتى تروّج فى إعلاناتها لمنتجات مضروبة شىء خطير جداً، حيث يستخدمون الآيات القرآنية، ويوهمون الناس بعلاج أمراض الجن والمسّ وغيرها من الخزعبلات، أو يروّجون لمنتجات وأعشاب وهمية تعالج الناس من أمراض مزمنة، فتلك كارثة ويجب أن تخضع للرقابة من خلال جهات حماية المستهلك».
من جانبه يقول جمال النجار، رئيس قسم الإعلام بكلية البنات جامعة الأزهر: «ما نراه فى رمضان، وهو شهر عبادة وروحانية، يستفز مشاعر الجمهور، خاصة ما تقدمه القنوات من إعلانات غريبة لا تلتزم بأى معايير مهنية من حيث اللغة التى تملأها الإيحاءات المسفة والصور الفاضحة والألفاظ الخادشة للحياء، والسبب الأساسى فى انتشار تلك الإعلانات أن القنوات أصبحت تضع الربح والتوجه التجارى فى المقام الأول، فلم تعد هناك رقابة على محتواها، بل الأمر أصبح مزاداً، من يدفع أكثر تذاع إعلاناته بشكل مستمر، والمقلق فى المادة الإعلانية على وجه التحديد أنها تذاع أكثر من مرة فى اليوم، وما تقدمه القنوات من دعاية وإعلانات للمسلسلات أشبه بصراع للفت نظر المشاهد لأكثر الصور الصادمة فى العمل الفنى، حتى تلقى رواجاً ونسبة مشاهدة أعلى».
أضاف النجار: «إعلانات المنتجات أصبحت تحمل شعار السخرية من المواطنين أنفسهم، فهناك إعلانات لشركات كبرى تستهزئ من قصار القامة، وتستخدم مرضى السمنة كمادة للسخرية، ولو كانت تلك الإعلانات تُعرض فى أى مكان فى العالم غير مصر لوُجهت ضدها دعاوى قضائية بتهم التمييز، والعجيب أن تلك الشركات تكسب ثقة المواطن فى حين أنها تنال من كرامته، والأكثر خطورة استخدام المرأة فى الإعلانات كوسيلة لترويج السلع، خاصة أجساد النساء، وفى إعلان شهير للسخرية من الرجل يظهرونه فى صورة امرأة، وفنانات شهيرات يقبلن باستخدامهن فى تلك الإعلانات التى تحمل إهانة كبيرة ضد المرأة». وعن تكرار الإعلانات بشكل مستمر خلال البرامج والمسلسلات، ومقاطعتها للعمل المعروض أكثر من مرة، يقول النجار: «فى كل مكان فى العالم، هناك معايير لعرض الإعلانات، فليس من حق القنوات أن تُرغم المواطنين على مشاهدة إعلانات بصورة مكثفة خلال مشاهدتهم لمسلسلهم المفضل أو البرنامج، وأحياناً يكون هناك اختلاف صارخ بين محتوى البرنامج الذى يقدم ربما يكون دينياً على سبيل المثال، والفواصل الإعلانية التى لا تمت للموضوع بصلة، فتقطع البرنامج، وتشتت انتباه المشاهد، ولذلك يجب تحديد وقت محدد تذاع فيه الإعلانات، وأن تكون هناك جهة رقابية تشرف على محتواها».