عبرة الوداع
الجورنالجيبقلم - أماني البحيري
من أصعب المواقف في حياة كل منا هي لحظة الوداع, و إن كان أصعبها الوداع الذي لا رجعة فيه ألا وهو وداع الموت الذي لا يعلم حينه إلا الخالق العظيم.
وهناك فرق بين وداع ووداع, فهناك وداع بطمأنينة ووداعا آخر يملؤه الخوف والقلق
من مصير لا يعلمه إلا المولي عز وجل علام الغيوب.
فالموت صدمه أينما كان ووقتما شاء الله
وعندما نصدم به في شخص قريب كان أوبعيد , فهذا لأننا نعلم أن الموت هو الحقيقة الأكيدة في حياتنا,
حتى وإن اختلفت أ شكاله، فهو مفاجئة مفزعة للقلوب تهتز له كل الجوارح بالخشوع والإحسا س بالضعف مهما كبر المقام وعلت المراتب.
ومن هنا تأتي العبرة بأن كل شيء خلقه الله كما له بداية فلابد وأن تأتي نهاية له,
و لكل خليقة رسالة ودور في الحياة لابد وأن تكتمل هذه الرساله ، على خير وجه كما وجهنا
الخالق عز وجل وهيأ لنا من مسخرات الكون.
فحياتنا مليئة بالعبر والمواعظ و أعظمها عبرة الموت, الوداع الأخير فلنسارع إلى إكمال ر سالتنا التي خلقنا من أجلها ,على خير وجه يرضاه الله بالعمل الطيب والبحث عما يفيد الجميع وينفعهم.
فالسعادة الحقيقية والحياة الأبدية تكمن في إسعاد الأخرين ومساعدتهم ..
وقال تعالى:
(وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) ,فالحياة الطيبة مكمنها العمل الطيب الذي هو صلب
العبادة التي خلقنا الله من أجلها, فلنعمل ونعتبر قبل النهاية.