الثقافة حق
الجورنالجيبقلم : المستشار عبد الرحمن الجارحى
إهتم الدستور المصرى بالثقافة، وأفرد لها العديد من مواده، وألزم الدولة بالحفاظ على الهوية الثقافية المصرية بروافدها، وقد نص الدستور أيضاً على أن الثقافة حق لكل مواطن تكفله الدولة، وتلتزم بدعم المواد الثقافية بجميع أنواعها لكل فئات الشعب، كما أعطى إهتماماً خاصاً بالمناطق النائية والفئات الأكثر احتياجاً.
وخلاصة القول فيما تضمنه الدستور فى مجال الثقافة أنه وضع التزام على الدولة بالحفاظ على تراث مصر الثقافى، وهذا التراث يضمن بالتأكيد بالإضافة إلى الفنون والآداب بمختلف أنواعها وأشكالها، العادات والتقاليد الأصيلة التى يتميز بها المجتمع المصرى، والتى تشكل شخصية هذا الشعب، التى تكونت عبر أجيال، وامتدت إلى عمق التاريخ حتى سبعة آلاف سنة ماضية، وهذه الشخصية المصرية المميزة يجب الحفاظ عليها وعدم السماح بأن تذوب وتندثر أمام الثقافات الواردة والمستوردة والتى تريد على الأمد البعيد أن تحل ثقافة أخرى محل الثقافة المصرية الأصيلة.
والثقافة التى نقصدها فى هذا المقام تعنى مجموعة القيم والأفكار والعادات والتقاليد والأعراف التي يختص بها الشعب المصرى وتميزه عن غيره من الأمم والشعوب الأخرى، والشعب المصرى صاحب ثقافة عظيمة تكونت عبر أجيال متعاقبة كانت وما تزال مصدر إلهام للمصريين وغيرهم من الشعوب الأخرى.. وقد تميز هذا الشعب عبر عصور طويلة بقيم نبيلة وأصيلة مثل خلق الشهامة والنجدة ومد يد العون لكل محتاج وحب الوطن، كما أن حب العمل صفة أصيلة فى أخلاق المصريين، وليس صحيحاً أن المصريين لايحبون العمل.. ويكفى لدحض هذا الزعم أن تعلم أن الأهرامات بُنيت على أكتاف المصريين، وأن قناة السويس شقها بالمعاول المصريين، وأن السد العالى بناه المصريون، وأن قناة السويس الجديدة تتم بيد المصريين، ففى كل مرحلة زمنية تجد دليل ماثل على أن ثقافة حب العمل أو قل العمل لدى المصريين ثقافة أصيلة.
غير أنه فى السنوات الاخيرة طغت ثقافة مغايرة وهى إعلاء قيم الإنتهازية والانتفاعية وعدم الإعتبار للعمل والعاملين، وظهر المتسلقون والطفيليون وكونوا ثروات ضخمة مما أصبح نموذج للثراء بدون جهد أو إجتهاد، وقد ترتب على ذلك إهتزاز لقيمة العمل وعدم الإهتمام به لكونه لايؤدى إلى نتائج، ولوجود وسائل أخرى أكثر يسراً وسهولة وتحقق مكاسب أكبر مما يحققة العمل بكثير، وأصبح يتردد فى كل مكان أن المصريين لايحبون العمل، ولايريدون العمل، وهذه كلها محض إفتراء لأن المصريين يحبون العمل ويقدرونه، والتاريخ ناطق بذلك.. كل مانحتاجه المناخ أو الثقافة التى تقدر قيمة العمل، وعندما يوضع المصري فى بيئة أخرى تقدر وتعطى من يعمل حقه، تجد المصرى يعمل بجهد وإخلاص، والواقع يشهد بذلك فالعديد من أبناء مصر المقيمين فى الخارج حققوا نجاحات كبيرة بالعمل والاجتهاد فقط.
إن كل ما تحتاجه مصر الآن هو جعل العمل هو المعيار للتميز والتقدم، وليس المعارف والاقارب وللدولة دور فى إعتماد معايير موضوعية وعادلة وإحياء الثقافة المصرية التى تقدر العمل.. وعلى مستوى رجال الفكر، ومن يتصدرون المشهد الثقافى والاعلامى والفنى يجب أن يكرس الوقت والجهد لاحياء القيم الايجابية ومحاربة القيم السلبية.
⇧
إهتم الدستور المصرى بالثقافة، وأفرد لها العديد من مواده، وألزم الدولة بالحفاظ على الهوية الثقافية المصرية بروافدها، وقد نص الدستور أيضاً على أن الثقافة حق لكل مواطن تكفله الدولة، وتلتزم بدعم المواد الثقافية بجميع أنواعها لكل فئات الشعب، كما أعطى إهتماماً خاصاً بالمناطق النائية والفئات الأكثر احتياجاً.
وخلاصة القول فيما تضمنه الدستور فى مجال الثقافة أنه وضع التزام على الدولة بالحفاظ على تراث مصر الثقافى، وهذا التراث يضمن بالتأكيد بالإضافة إلى الفنون والآداب بمختلف أنواعها وأشكالها، العادات والتقاليد الأصيلة التى يتميز بها المجتمع المصرى، والتى تشكل شخصية هذا الشعب، التى تكونت عبر أجيال، وامتدت إلى عمق التاريخ حتى سبعة آلاف سنة ماضية، وهذه الشخصية المصرية المميزة يجب الحفاظ عليها وعدم السماح بأن تذوب وتندثر أمام الثقافات الواردة والمستوردة والتى تريد على الأمد البعيد أن تحل ثقافة أخرى محل الثقافة المصرية الأصيلة.
والثقافة التى نقصدها فى هذا المقام تعنى مجموعة القيم والأفكار والعادات والتقاليد والأعراف التي يختص بها الشعب المصرى وتميزه عن غيره من الأمم والشعوب الأخرى، والشعب المصرى صاحب ثقافة عظيمة تكونت عبر أجيال متعاقبة كانت وما تزال مصدر إلهام للمصريين وغيرهم من الشعوب الأخرى.. وقد تميز هذا الشعب عبر عصور طويلة بقيم نبيلة وأصيلة مثل خلق الشهامة والنجدة ومد يد العون لكل محتاج وحب الوطن، كما أن حب العمل صفة أصيلة فى أخلاق المصريين، وليس صحيحاً أن المصريين لايحبون العمل.. ويكفى لدحض هذا الزعم أن تعلم أن الأهرامات بُنيت على أكتاف المصريين، وأن قناة السويس شقها بالمعاول المصريين، وأن السد العالى بناه المصريون، وأن قناة السويس الجديدة تتم بيد المصريين، ففى كل مرحلة زمنية تجد دليل ماثل على أن ثقافة حب العمل أو قل العمل لدى المصريين ثقافة أصيلة.
غير أنه فى السنوات الاخيرة طغت ثقافة مغايرة وهى إعلاء قيم الإنتهازية والانتفاعية وعدم الإعتبار للعمل والعاملين، وظهر المتسلقون والطفيليون وكونوا ثروات ضخمة مما أصبح نموذج للثراء بدون جهد أو إجتهاد، وقد ترتب على ذلك إهتزاز لقيمة العمل وعدم الإهتمام به لكونه لايؤدى إلى نتائج، ولوجود وسائل أخرى أكثر يسراً وسهولة وتحقق مكاسب أكبر مما يحققة العمل بكثير، وأصبح يتردد فى كل مكان أن المصريين لايحبون العمل، ولايريدون العمل، وهذه كلها محض إفتراء لأن المصريين يحبون العمل ويقدرونه، والتاريخ ناطق بذلك.. كل مانحتاجه المناخ أو الثقافة التى تقدر قيمة العمل، وعندما يوضع المصري فى بيئة أخرى تقدر وتعطى من يعمل حقه، تجد المصرى يعمل بجهد وإخلاص، والواقع يشهد بذلك فالعديد من أبناء مصر المقيمين فى الخارج حققوا نجاحات كبيرة بالعمل والاجتهاد فقط.
إن كل ما تحتاجه مصر الآن هو جعل العمل هو المعيار للتميز والتقدم، وليس المعارف والاقارب وللدولة دور فى إعتماد معايير موضوعية وعادلة وإحياء الثقافة المصرية التى تقدر العمل.. وعلى مستوى رجال الفكر، ومن يتصدرون المشهد الثقافى والاعلامى والفنى يجب أن يكرس الوقت والجهد لاحياء القيم الايجابية ومحاربة القيم السلبية.