"و لكم كثير إحتقاراتى "
بقلم : مصطفى عصام
نعيش فى زمناٍ كثُرت فيه قصص وحكايات الحب بأشكالها المختلفة الصادقة او المختلقة و تعددت فيه المشاعر بين الشباب و المراهقين خاصةً ما بين حبٍ صادق او مجرد إعجاب زمناٍ أصبحت فيه الكتابة أبلغ وسائل التعبير عما يداهمنا من مشاعر او يجول فى أذهاننا من خواطر تستحق التدوين لتخرج إلى العلن و يتداولها الناس كما لو كانت مشاعرهم التى أرادوا أن يعبروا عنها و لكن دون جدوى او معرفة الطريقة المناسبة للتعبير عنها مشاعر ارادت ان تخرج منذ زمن بعيد دفنت فى قلوب أظلمتها الهموم و المشاكل .
زمنا كثُر فيه الكُتاب و الأدباء و الشعراء الشباب و صغار السن لما عاصروه من أحداث مؤلمة اتخذت فيه الكتابات و الأشعار الوسيلة الأكثر أهمية فى التعبير عن هذه الأحداث و لكن قليل منهم من أستطاع بكتاباته و تعبيراته الصادقة أن يعبر بمشاعر القراء و المتابعين من بر الهموم إلى جزيرة الأحلام ليتخيل حاله و حياته بالكامل فى هذه الكتابات و يعيش الأجواء التى طالما حلم أن يعيش بها فكل إنسان بداخله طاقة حب وعطاء، لكن هو الواقع الذى يمنعنا من الاحساس بها لما فيه من أولويات.
نشرت الكثير من الدواوين الشعرية و النثرية و الروايات و غلب على معظمها طابع الرومانسية و مشاعر الحب و الحزن و الفراق فى آن واحد و هو ما تعبر عنه مشاعر شباب و مراهقين هذا العصر.
واقع هو أم خيال ؟
أحلم هو ... أم مجرد شئ حقيقى ؟
هل هذا هو الواقع ؟ ...
أم ما أخترته أنا لنفسى ليصبح واقعا ؟ ...
و لكم كثير أحتقاراتى ...
لكم يا من جعلتم الواقع واقعاً ...
وبأيديكم جعلتم الخيال خيالاً ...
وأنا لن أفعل شيئا سوى أن أغمض عينى و أتخيل ..
لأنكم لا تستحقون أن أفتح عينى لكم لحظة ...
فمنى أنا .. كاتب هذه السطور ...
لكم كثير أحتقاراتى ...
هكذا بدأ الكاتب و الروائى محمد صادق روايته " طه الغريب " .
محمد صادق هو كاتب شاب ، بدأ الكتابة منذ كان في الحادية عشرة، ومع الوقت صقل موهبته، حتى أخرج أول أبنائه.. رواية "طه الغريب"، التي تحثك على ألا تعيش بلا حلم، وتتمسك بأن يكون لك هدف تسعى لتحقيقه.
تدور أحداث الرواية حول بعض من الأصدقاء لا يفترقون منذ طفولتهم و أحدهم هو طه الغريب و هو بطل الرواية و التى سميت بأسمه .
طه شاب تخرج فى معهد الموسيقى أعتاد أصدقاءه أن يروا فيه الفنان مرهف الحس و المشاعر الذى عرفوه منذ الطفولة و يسمعوا منه ألحانه العذبة التى ترقص على أنغامها القلوب من شده جمالها لا تستطيع أن تتوقف عن سماعها بمجرد أن تبدأ ولا يمكنك أن توقف يدك عم التصفيق بعد أن تنتهى أو توقف رغبتك فى سماعها من جديد و كانت حبيبته هى التى تلهمه بهذه الالحان .
تبدل حاله و أختفت الحانه بموتها و أنقلبت حياته وأختفت منها مظاهر البهجة و يتحول الى موظف عادى فى شركة مبيعات كل عمله هو الذهاب إلى الشركات و المنازل لإقناعهم ببضاعة معينة هو يبيعها مهنة بسيطة و لكنها أصبحت مهنته و فجأة تدخل شخصيات و أحداث أخرى مختلفة إلى الرواية فى غموض دون أن تدرى لماذا و كيف و ما دورهم فيها أو ما علاقتهم بالأشخاص أو الأحداث الأصلية التى بدأت بها الرواية .
هكذا هو أسلوب الكاتب محمد صادق فى كتابة رواياته ,ينتقل بالقارئ بين أحداث و شخصيات مختلفة لا تربطهم أى علاقة ببعضهم و لكن تجده فى النهايات يخرج به من حالة الغموض إلى طريقه لمعرفة ما حدث و ما سيحدث و تبدأ خيوط الاحداث فى التشابك إلى أن تتضح العلاقة بينها و تتضح نية الكاتب .
معظم الروايات أصبحت تسير على منهج واحد فى الرومانسية تبدأ بحب مراهقة ثم إلى الفراق و يحاول كلا منهم نسيان الأخر و يقول فى خاطرهحب مراهقة او علاقة عابره و يحاول أن يقنع نفسه انه يبحث عن حب جديد يطيح به الحب القديم من قلبه ولكن فى الحقيقة هو يبحث نفس الحب اللذى بدأ معه و لا يستطيع أن ينساه كما يتوهم.
من وجهة نظرى: «أنا مش مقتنع إن حب المراهقة عابر، لأني قابلت كتير لسه فاكرين الحب الأول، وكل إنسان بتقابلوه بيسيب جواكوا أثر، فما بالكوا بقى بأول إنسان دخل قلبكوا؟».
و كما أقول: « الموسيقى من أهم الحاجات اللي في حياتي...وكل رواية ببدأ أنى اقراها،بحس أن بيبقى ليها لحن خاص بيها...كل ما أسمعه يدخّلني في جو القصة وأعيش أحداثها بخيالى و بلاقى أحداث متشابهة جدا مع أحداث حصلت فى حياتى الحقيقية و أبدأ الاقى نفسى فيها و تدينى أحساس أن الكاتب بيكتب قصة حياتى ...والقصة اللي مابتطلعش من جوايا لحن...بعرف إني مش هكملها».
و كنصيحة منى أنا كاتب هذا المقال: « عشان نقدر نعبر او نكتب لازم نكون بنعرف نتخيل و نحلم لان الحلم بالنسبة لى هو شخصية الإنسان اللى بتطلع و تبان بعد كده كتاباته و تصرفاته ، ومن غيره نبقى مش عايشين، وكل واحد بيحلم على حسب شخصيته، والواقع هو الشيء اللي بيخلي الحلم أصعب ما يمكن، عشان يشوف إذا كنت قده ولا لأ».
