تخليد قناة السويس الجديدة بمسلة فرعونية.. مطلب وطني
بقلم : أحمد ياسين
إن الفرصة لا تجيئ إلامرة واحدة ..ولكن إن جاءت مرتين، ولم تنتهزها فهذه غفلة لا تغتفر.. ولن ينفع الندم. منذ أكثر من200 عام تقريباً في عام 1869 قام فريدريك بارتولدي بتصميم نموذج مُصغر لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلاً، وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم وضعه في مدخل قناة السويس المفتتحة حديثا في 16 نوفمبر من ذلك العام، لكن الخديوي إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي نظراً للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لمثل هذا خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها.
وعلى الجانب الآخر من العالم كانت أمريكا تنتظر هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكري المئوية لإعلان الاستقلال، والتي يحين موعدها في 4 يوليو 1876.. كانت المعارض الفنية والأفلام والمسرحيات وسيلة الأمريكيين لتوفير الأموال لبناء قاعدة التمثال، وقامت الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس بتأليف قصيدة تسمي "التمثال الجديد" في 2 نوفمبر 1883.. على أن هذه القصيدة لم تصبح مشهورة إلا بعد ذلك.. في عام 1903 تم وضع لوحة تذكارية من البرونز علي حائط قاعدة البرج الداخلية مكتوباً عليها كلمات الشاعرة الأميريكية إيما لازاروس وذلك بعد 20 عاما من كتابتها وهكذا اصبح هذا التمثال علامة على بلاد الحريه.
ما الذى يمنع الآن من القيام بهذه التجربة في مصر، وأن يشارك المثقفون والفنانون وكل من يحب أن تكون لمصر علامة على مدخلها الجديد تكون مزار لكل من يعبر القناة؟ هل لا نقدر علي تمويل عمل فنى عالمى مثل هذا يوضع فى مدخل القناة الجديدة ليعبرعن استقلال وارادة المصرين ليرى العالم مدى رقينا وحضارتنا؟ نعم نستطيع..
وهذا مجرد اقتراح يحتاج لقرار شجاع يعرض على شعب علم العالم معنى الفن والحضاره والضمير. ولن نجد أهم وأكبر من المسلات الفرعونيه التى من أشهر الآثار التى خلفها المصريين، وكلمة المسلة تعنى فى اللغة العربية "الإبرة"، وشيدها الفراعنة للإشارة الى إصبع العقيدة الذى يشير الى عرش الإله فى السماء وذلك تعبيراً عن وحدانية الخلق, والمسلة رمز عند المصريين القدماء يعبر شكلها عن هرم (بن بن) ذى الأضلاع الأربعة التى تمثل أركان الدنيا الأربعة، ورأسها المدبب فى عنان السماء ليربط بينها وبين الأرض كرمز للإيمان, وقد أطلق المصريون القدماء اسم (تحن) على المسلة ومعناه "إصبع الشعاع المضئ" وأطلق عليها مؤرخو الاغريق اسم ( Obelisk ) اى الوتر او الإبرة، وهو الاسم الذى اشتهرت به فى الغرب وترجمة العرب الى (مسلة)، ولقد سجل التاريخ ما ارتفع فى سماء مصر بما لا يقل عن مائة وعشرين مسلة..
وبعد ان كانت أرض الكنانة تحتفظ بين جنباتها بـ 12 مسلة ترتفع فى سماء مصر، سرقت تلك المسلات لترتفع فى عواصم وحواضر العالم المتقدم في لندن وباريس وروما والقسطنطينية ونيويورك.. إن تلك المسلات التى وقفت صامدة تقاوم الزمن آلاف السنين تعبر عن عظمة لم يبق منها على أرض مصر سوى خمس مسلات، سقطت اثنتان منها وتركت مهملة فوق الأرض، والثلاث الأخريات معرضة للسقوط والانهيار ! ويقول ( هيرمان ) فى كتابه عن سرقة الاثار: "إذا أردت ان تشاهد عظمة مصر فانظر الى مسلاتها التى تعبر عن الخلود، خلود الحضارة فى اسمى معانيها، واذا أردت ان تشاهد تلك المسلات فاذهب الى اى عاصمة من عواصم العالم المتحضر، فستجد واحدة او اكثر تتصدر أعظم ميادينها فى ما عدا مصر صانعة الحضارة".
ومسلة الفرعون سنوسرت الأول في منطقة المطرية في ميدان المسله بالقاهرة يمكن أن ننقلها إلي مدخل قناة السويس فى الجزيره التى بين القناتين وحولها مسرح على شكل الصوت والضوء تقام عليه المهرجانات الغنائية العالمية والتى يمكن أن تنظمها وزارة الثقافة ويحيط بهما فندق عالمى.. وحتى تكون يا سيادة الرئيس قد وعدت ووفيت بوعدك نحو العاملين بقطاع السياحة والذين يعانون اشد المعاناة منذ ثورة 25يناير، وحتى نكون استفدنا اقصى أستفاده من هذا المشروع العظيم.
العالم اليوم يرث 78 مسلة متبقية من حضارة الفراعنة بالإضافة إلى مسلة غير مكتملة في بنائها لا تزال موجودة وضخمة جدا ويمكن زيارتها في المحجر الفرعوني في أسوان، وكان سيبلغ طولها 41 مترا ووزنها 1170 طن. لنتجه جميعاص إلي انقاذ مسلة من مسلاتنا الباقية ونعيد ترميمها ونضعها في قناة السويس الجديد تعبيراً عن إرادة الإنسان المصرى التى يمكن ان تقهر المستحيل.
[gallery ids="40058,40059,40060,40061,40062,40063"]
⇧
إن الفرصة لا تجيئ إلامرة واحدة ..ولكن إن جاءت مرتين، ولم تنتهزها فهذه غفلة لا تغتفر.. ولن ينفع الندم. منذ أكثر من200 عام تقريباً في عام 1869 قام فريدريك بارتولدي بتصميم نموذج مُصغر لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلاً، وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم وضعه في مدخل قناة السويس المفتتحة حديثا في 16 نوفمبر من ذلك العام، لكن الخديوي إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي نظراً للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لمثل هذا خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها.
وعلى الجانب الآخر من العالم كانت أمريكا تنتظر هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكري المئوية لإعلان الاستقلال، والتي يحين موعدها في 4 يوليو 1876.. كانت المعارض الفنية والأفلام والمسرحيات وسيلة الأمريكيين لتوفير الأموال لبناء قاعدة التمثال، وقامت الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس بتأليف قصيدة تسمي "التمثال الجديد" في 2 نوفمبر 1883.. على أن هذه القصيدة لم تصبح مشهورة إلا بعد ذلك.. في عام 1903 تم وضع لوحة تذكارية من البرونز علي حائط قاعدة البرج الداخلية مكتوباً عليها كلمات الشاعرة الأميريكية إيما لازاروس وذلك بعد 20 عاما من كتابتها وهكذا اصبح هذا التمثال علامة على بلاد الحريه.
ما الذى يمنع الآن من القيام بهذه التجربة في مصر، وأن يشارك المثقفون والفنانون وكل من يحب أن تكون لمصر علامة على مدخلها الجديد تكون مزار لكل من يعبر القناة؟ هل لا نقدر علي تمويل عمل فنى عالمى مثل هذا يوضع فى مدخل القناة الجديدة ليعبرعن استقلال وارادة المصرين ليرى العالم مدى رقينا وحضارتنا؟ نعم نستطيع..
وهذا مجرد اقتراح يحتاج لقرار شجاع يعرض على شعب علم العالم معنى الفن والحضاره والضمير. ولن نجد أهم وأكبر من المسلات الفرعونيه التى من أشهر الآثار التى خلفها المصريين، وكلمة المسلة تعنى فى اللغة العربية "الإبرة"، وشيدها الفراعنة للإشارة الى إصبع العقيدة الذى يشير الى عرش الإله فى السماء وذلك تعبيراً عن وحدانية الخلق, والمسلة رمز عند المصريين القدماء يعبر شكلها عن هرم (بن بن) ذى الأضلاع الأربعة التى تمثل أركان الدنيا الأربعة، ورأسها المدبب فى عنان السماء ليربط بينها وبين الأرض كرمز للإيمان, وقد أطلق المصريون القدماء اسم (تحن) على المسلة ومعناه "إصبع الشعاع المضئ" وأطلق عليها مؤرخو الاغريق اسم ( Obelisk ) اى الوتر او الإبرة، وهو الاسم الذى اشتهرت به فى الغرب وترجمة العرب الى (مسلة)، ولقد سجل التاريخ ما ارتفع فى سماء مصر بما لا يقل عن مائة وعشرين مسلة..
وبعد ان كانت أرض الكنانة تحتفظ بين جنباتها بـ 12 مسلة ترتفع فى سماء مصر، سرقت تلك المسلات لترتفع فى عواصم وحواضر العالم المتقدم في لندن وباريس وروما والقسطنطينية ونيويورك.. إن تلك المسلات التى وقفت صامدة تقاوم الزمن آلاف السنين تعبر عن عظمة لم يبق منها على أرض مصر سوى خمس مسلات، سقطت اثنتان منها وتركت مهملة فوق الأرض، والثلاث الأخريات معرضة للسقوط والانهيار ! ويقول ( هيرمان ) فى كتابه عن سرقة الاثار: "إذا أردت ان تشاهد عظمة مصر فانظر الى مسلاتها التى تعبر عن الخلود، خلود الحضارة فى اسمى معانيها، واذا أردت ان تشاهد تلك المسلات فاذهب الى اى عاصمة من عواصم العالم المتحضر، فستجد واحدة او اكثر تتصدر أعظم ميادينها فى ما عدا مصر صانعة الحضارة".
ومسلة الفرعون سنوسرت الأول في منطقة المطرية في ميدان المسله بالقاهرة يمكن أن ننقلها إلي مدخل قناة السويس فى الجزيره التى بين القناتين وحولها مسرح على شكل الصوت والضوء تقام عليه المهرجانات الغنائية العالمية والتى يمكن أن تنظمها وزارة الثقافة ويحيط بهما فندق عالمى.. وحتى تكون يا سيادة الرئيس قد وعدت ووفيت بوعدك نحو العاملين بقطاع السياحة والذين يعانون اشد المعاناة منذ ثورة 25يناير، وحتى نكون استفدنا اقصى أستفاده من هذا المشروع العظيم.
العالم اليوم يرث 78 مسلة متبقية من حضارة الفراعنة بالإضافة إلى مسلة غير مكتملة في بنائها لا تزال موجودة وضخمة جدا ويمكن زيارتها في المحجر الفرعوني في أسوان، وكان سيبلغ طولها 41 مترا ووزنها 1170 طن. لنتجه جميعاص إلي انقاذ مسلة من مسلاتنا الباقية ونعيد ترميمها ونضعها في قناة السويس الجديد تعبيراً عن إرادة الإنسان المصرى التى يمكن ان تقهر المستحيل.
[gallery ids="40058,40059,40060,40061,40062,40063"]
