كوني فراشة.. ولا تكوني جارية
الجورنالجيبقلم : إيناس صديق
نحن في زمن العجائب ..
بت في دهشة وحزن وألم من أمرك أيتها المرأة.. فأنت أمي وأختي وصديقتي وجارتي وابنتي..أنت/ أنا، وصلت لعصر الحريات، وتخلصت من السلطة الذكورية والذل والإستعباد، وأصبحت تمتلكين الإرادة الكاملة التي تمنحك التعلم والعمل بلا قيود، فلا توجد وظيفة علي سطح الأرض إلا وبرعت فيها نساء، كما برع فيها رجال.. تبدين أيتها المرأة العصرية جريئة، وقوية، ومستقلة، ذات فكر خاص تدافعين عنه، ولكن سرعان ماتنصهر هذه الصفات وتذوب وتتلاشي في بيت الزوجية.. المفاهيم الزوجية الخاطئة تعيد تشكيلك في قالب جديد يختاره هو/الرجل/الزوج لك فتتنازلي شيئا فشيئا عن الحقوق التي منحها لك الشرع، فأصبحت قليلة "الحيلة".
أنت تعملين ثم تعودين إلي المنزل لتنجزي اعمال البيت بأكملها: إعداد الطعام، وتنظيف المنزل، والتدريس للأبناء.. أنت المُربية والخَادمة والمُعلمة داخل البيت، ثم عليك تلبية احتياجات سي السيد الزوجية كاملة.. وظناً منك أنه احتراماً لرب البيت تُسلمين زوجك راتبك بالكامل، مشفوعاً بملامح الخجل ومقولة :" شكراً لك سيدي علي تفضلك علي والسماح لي بالعمل".. فيزداد غُروراً وجبروتاً في العلاقة الزوجية.
عفوا سيدتي.. لا تظني أن انعدام الشخصية والتنازلات تقرب المسافات بينكما.. الرجال قوامون علي النساء كما قال تعالى في كتابه الحكيم، ولكن تعلمي كيف تصنعي بجمالك وأنوثتك لنفسك مملكة داخل بيتك، فأنت الزوجة والحبيبة والصديقة، وكلما ازدادت ثقتك بنفسك كلما حصلت علي حياة زوجية قائمة علي العدل في جميع التعاملات.. كوني كالفراشة داخل البيت تحلق حول الجميع لتغمرهم بالسعادة والحب والحنان، ولا تكوني آلة تتلقى الأوامر والتعليمات دون إبداء رأي.. يمكنك أن تتخلي عن بعض قناعاتك التي تمتلكينها للوصول الي علاقة زوجية متكاملة للحفاظ علي أعمدة البيت والأولاد.. لكن لا وألف لا لأن تكوني جارية وتختفي ملامحك تماماً.