مهمة تدريبية فى امريكا

بقلم زكريا كليب شحاتة الامين العام المساعد لجامعة المنوفية

أوفدتني جامعة المنوفية على منحة تدريبية في الإدارة منذ أكثر من عشرين عاماً لمدة عام إلى الولايات المتحدة وقد شمل البرنامج التدريبي بجامعة الينوى المخصص للمديرين الدوليين على ما يلي :-

1. دراسة بعض مناهج إدارة الأعمال والاقتصاد مع طلاب الدراسات العليا .

2. زيارة ميدانية لكبريات الشركات الأمريكية الصناعية والتجارية وشركات المحاسبة والمراجعة .

3. زيارة ميدانية للأمم المتحدة أثناء تولي الدكتور بطرس غالي الأمانة العامة لها .

4. زيارة ميدانية لبورصة الأوراق المالية بنيويورك وبورصة شيكاغو والبنك الفيدرالي الأمريكي .

5. دورات تدريبية على برامج الكمبيوتر المتاحة في ذلك الوقت .

6. إعداد بحث عن أهمية التدريب في التنمية الاقتصادية .

والحقيقة إنني قد استفدت استفادة كبيرة من هذه البرامج التدريبية المكثفة والخبرات والثقافات العالمية التي تعرضت لها مثل الثقافة اليابانية والكورية والباكستانية والأوربية والأمريكية والعربية... كما أن الزيارات الميدانية للشركات جعلتني أتعرف عن قرب على طريقة إدارة هذه الشركات وكيفية وصولها إلى النجاح الذي حققته .

أما عن الموضوع الأهم الذي أتحدث عنه هو موضوع التدريب فأنني أوجز من البحث الذي قدمته في نهاية الدورة بعض المقتطفات منها :-

" يحتل التدريب أهمية كبيرة داخل المؤسسات وجميع الهيئات والشركات وبدون التدريب فان كثير من العاملين والمدرسين والفلاحين وخلافهم لن يتمكنوا من أداء أعمالهم بصورة جيدة"

وتعتمد جودة التدريب على مهارات المدربين وكل من له علاقة بعملية التدريب ، وتدريب المدربين هو عامل أساسي لضمان جودة عالية للتدريب ، والمدربين يجب أن يكون لديهم رؤية مستقبلية لنقل هذه الرؤية للآخرين ، وعندما يتم إعداد المدربين إعدادا جيدا سوف ينقلون ما تدربوا عليه للمتدربين ومن الممكن أن يصبحوا قادة المستقبل .

وعندما يكون المحاضر خبيراً بالموضوع يكون قادراً على شرحة ووصفه بطريقة سهلة وواضحة للمتدربين ، وعملية التدريب هي عملية مستمرة ومسئولية يومية للمديرين باعتبارهم مدربين لمن هم تحت رئاستهم ، ويجب على المدرب أو المحاضر أن يكون على علم ودراية بالوسائل السمعية أو البصرية وان يعرف كيف يتفاعل مع المتدربين وكيف يقوم بتجهيز المادة العلمية التي يقدمها لهم من خلال الوسائل التي يختارها لتقديم هذه المادة وهناك طريقتان للتدريب يمكن الاستفادة منهما حسب الحاجة أو حسب البرنامج التدريبي هما :-

· التدريب الميداني : وهو نقل المعرفة وحل المشكلات أثناء العمل داخل الإدارة ويقع على عاتق المشرفين ورؤساء الأقسام والمديرين مما يقلل من تكلفة التدريب .

وينقسم التدريب الميداني إلى تدريب توجيهي ، تدريب وظيفي ، تدريب مهني ، تمرين ،

وتدوير الوظيفة وتطويرها .

· التدريب الخارجي : وهو اكتساب مهارات وظيفية ومعارف علمية من أماكن متخصصة خارجية بعيدا عن الضغوط اليومية للعمل وتبادل الخبرات الناجحة من محاضرين ومدربين ومتدربين ويشمل التدريب الخارجي المحاضرات والوسائل السمعية والبصرية والتعليم المبرمج المضغوط وأسلوب المحاكاة .

ومن منطق الاستفادة التي حصلت عليها من هذه الدورة التدريبية فقد كنت سببا في إدخال أول خمسة أجهزة كمبيوتر بالجامعة وبدأ التدريب والعمل عليها بالمكاتب الرئيسية ثم بعد ذلك بدأ سيل الأجهزة والميكنة وإدخال الشبكات الالكترونية والعمل بها في الجامعة.

بخلاف ما نراه الآن من تكليف بعض المدربين لتنفيذ وتقديم برامج تدريبية بالجامعة في غير تخصصاتهم ومن أجل وظائفهم القيادية فقط وتكون النتيجة إنهم أثناء تنفيذ الدورة التدريبية يقومون بحكاية السيرة الذاتية لهم أو أنهم يحكون بطولاتهم ومغامراتهم وإنجازاتهم الوهمية والبعيدة تماماً عن موضوع التدريب أو أنهم يفشون أسراراً من واقع أعمالهم للإساءة إلى زملاءهم أو لمن سبقوهم حتى يشغلوا الوقت المخصص لهم في التدريب .

وعلى ذلك فإننا كلما بعدنا عن المحاضرات النظرية وقمنا بتصميم برامج تدريبية تعتمد على ورش العمل التي يتم فيها مناقشة وحل بعض المشاكل أو المواقف التي تواجه العاملين في مجال الوظيفة بدلا من حكايات البطولات الزائفة فيكون ذلك هو الأجدى والأنفع للعاملين والجامعة في ذات الوقت .