الحادث.. وتضارب التصريحات.. وقصف الكعبة..!
بقلم :السيد البابلي
[email protected]
مرة أخري تظهر أزمة جديدة مدي ضعفنا وتخبطنا في إدارة الأزمات. وعجزنا عن التنسيق بين مختلف الأجهزة عند التحدث لوسائل الإعلام أو محاولة شرح أبعاد وملابسات أي حادث.
فقد وقع حادث الواحات الذي قتل فيه عدد من السياح من المكسيك.. والحادث كارثة علي السياحة بكل المقاييس. وهو حادث وارد حدوثه في بلد يخوض معركة ضد الإرهاب الذي يحتمي بالصحراء ويتحصن فيها.
وبدلاً من أن نستوعب آثار الحادث وانعكاساته ونحاول احتواء تأثيراته بسرعة فإننا اختلفنا فيما بيننا. ولم يكن هناك خطاب إعلامي موحد وتضاربت الآراء والتصريحات التي وصلت من البعض إلي الحديث عن وجود فساد داخل وزارة السياحة وتواطؤ ومؤامرة.. ولم نفهم أو ندرك أو نستوعب أن هذه الأحاديث ضارة ومثيرة للشكوك ولا تساعدنا في إيضاح وجهة نظرنا للمجتمع الدولي الذي ينتظر منا إجابات وتفسيرات مقنعة ومطمئنة أيضاً.
ووزارة السياحة تركت المتحدثة الإعلامية للوزارة رشا العزايزي وحدها في الميدان تدير الأزمة وتجتهد في الردود والإجابات والتفسيرات لوسائل الإعلام. فألقت بالاتهامات هنا وهناك. ودخلت في مواجهات مع شركات السياحة وأصحاب سيارات النقل. ووجدت نفسها تتحمل عواقب الأزمة في غياب وزير ظل مختفياً وتجنب الظهور معتبراً أن دوره قد انتهي..!!
***
وفي الوقت الذي كانت فيه وزارة السياحة والمرشدون السياحيون في الصدارة للتعليق علي الحادث فإن وزارة الخارجية كانت الأهدأ وحاولت أن تضع الأزمة في حجمها الحقيقي كما قالوا - ومسألة الحجم علي أية حال نسبية - واتصل وزير خارجتنا بوزير خارجيتهم. وسفيرنا في المكسيك ياسر شعبان قال إن "المكسيك تفهمت ملابسات حادث الواحات" والمستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم الخارجية قال نفس الكلام.. وعلي هذا.. وطبقاً لهذه التصريحات تبقي الأمور قد هدأت ورئيس المكسيك اقتنع.. والأزمة عدت.. نأمل ونتمني.. وندعو..!
***
والعالم يجب أن يعرف اننا في حرب مع الإرهاب. واننا أمام إرهاب لم يشهده العالم من قبل. فهو إرهاب مسلح بأحدث الأسلحة ويتلقي تمويلاً ودعماً هائلاً.. ويرتكب من المجازر والمآسي ما لا وصف له.. وإعدام عدد من المصريين في ليبيا كان عملاً وحشياً لم يحدث علي مر التاريخ.
وهذا الإرهاب يتحرك الآن في مصر وفي السعودية وفي البحرين وفي العراق وفي ليبيا.. وفي اليمن.. ويحاول الانتقال إلي دول المغرب العربي ويهدد هنا وهناك إلي الحد الذي انتشرت فيه أقاويل ومخاوف عن إمكانية قصف السعودية وبصفة خاصة الكعبة المشرفة بصواريخ سكود خلال الفترة المقبلة.
إن العالم يجب أن يتفهم ظروفنا وأوضاعنا والتهديدات التي نتعرض لها. ويجب أن يدرك أن حربنا ضد الإرهاب هي حماية للغرب من تنظيمات إرهابية متطرفة تشكل أيضاً تهديداً لدوله وشعوبه.
وخطابنا الإعلامي الخارجي في ذلك يجب أن يكون واضحاً وواثقاً وهادئاً.. والمصيبة أنه لا يوجد جهة تدير هذا الخطاب أو تدرك معني ومفهوم الإعلام الخارجي..!
***
وفي مناسبة الحديث عن الإعلام. فإن الفضائيات تخالف الآن مفهوم العدالة والحيادية في الدعاية للمرشحين في الانتخابات البرلمانية. وتقوم باستضافة بعض المرشحين و"تلميعهم". ومنحهم الفرصة دون غيرهم وتصويرهم أيضاً علي أنهم الأفضل والأجدر.
وأحد أصحاب الحظوة والعلاقات الجيدة مع المصريين والمذيعين ظهر في برنامج تليفزيوني ليقول بكل غرور "إن البرلمان المقبل يحتاج إلي أمثالي".. ولا تعليق علي كلامه ولا علي أمثاله..!
***
ونعود إلي المرور ومشاكل المرور المعقدة والمزمنة ونتساءل عن اليوم الذي سنري فيه حملات مرورية في محافظات مصر التي لا تعرف مدنها وقراها شيئاً عن المرور وقواعد المرور وسلامة الطريق والتي تنتشر فيها المطبات الصناعية في الطرق علي هيئة "متاريس" و"تلال" قادرة علي تحطيم أي سيارة..!!
وما يحدث علي الطرق بين المحافظات مخيف ورهيب وتتضاءل معه مخالفات المرور في القاهرة ومثيلاتها من المدن. فلا انضباط ولا قواعد ولا سلوك إنساني حضاري محترم. والعديد من السائقين لا يملكون رخصاً للقيادة وتحت السن أيضاً.. ويقود بعضهم الجرارات الزراعية ليقطع بها الطريق باستهتار ورعونة ودون إدراك للخطأ والجريمة التي يرتكبها..!
***
ولم تعد مشكلة حرق "قش الأرز" هي وحدها من يسبب سحابة الدخان وانما امتدت عمليات الحرق الجماعية إلي حرق أكوام من القمامة ليلاً بعد أن تحولت القمامة إلي مصدر للأوبئة. واعتقد سكان القري والمحافظات أنه من الأفضل أن يقوموا بحرقها أيضاً للتخلص منها.. والمصيبة بقت اتنين..!
⇧
[email protected]
مرة أخري تظهر أزمة جديدة مدي ضعفنا وتخبطنا في إدارة الأزمات. وعجزنا عن التنسيق بين مختلف الأجهزة عند التحدث لوسائل الإعلام أو محاولة شرح أبعاد وملابسات أي حادث.
فقد وقع حادث الواحات الذي قتل فيه عدد من السياح من المكسيك.. والحادث كارثة علي السياحة بكل المقاييس. وهو حادث وارد حدوثه في بلد يخوض معركة ضد الإرهاب الذي يحتمي بالصحراء ويتحصن فيها.
وبدلاً من أن نستوعب آثار الحادث وانعكاساته ونحاول احتواء تأثيراته بسرعة فإننا اختلفنا فيما بيننا. ولم يكن هناك خطاب إعلامي موحد وتضاربت الآراء والتصريحات التي وصلت من البعض إلي الحديث عن وجود فساد داخل وزارة السياحة وتواطؤ ومؤامرة.. ولم نفهم أو ندرك أو نستوعب أن هذه الأحاديث ضارة ومثيرة للشكوك ولا تساعدنا في إيضاح وجهة نظرنا للمجتمع الدولي الذي ينتظر منا إجابات وتفسيرات مقنعة ومطمئنة أيضاً.
ووزارة السياحة تركت المتحدثة الإعلامية للوزارة رشا العزايزي وحدها في الميدان تدير الأزمة وتجتهد في الردود والإجابات والتفسيرات لوسائل الإعلام. فألقت بالاتهامات هنا وهناك. ودخلت في مواجهات مع شركات السياحة وأصحاب سيارات النقل. ووجدت نفسها تتحمل عواقب الأزمة في غياب وزير ظل مختفياً وتجنب الظهور معتبراً أن دوره قد انتهي..!!
***
وفي الوقت الذي كانت فيه وزارة السياحة والمرشدون السياحيون في الصدارة للتعليق علي الحادث فإن وزارة الخارجية كانت الأهدأ وحاولت أن تضع الأزمة في حجمها الحقيقي كما قالوا - ومسألة الحجم علي أية حال نسبية - واتصل وزير خارجتنا بوزير خارجيتهم. وسفيرنا في المكسيك ياسر شعبان قال إن "المكسيك تفهمت ملابسات حادث الواحات" والمستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم الخارجية قال نفس الكلام.. وعلي هذا.. وطبقاً لهذه التصريحات تبقي الأمور قد هدأت ورئيس المكسيك اقتنع.. والأزمة عدت.. نأمل ونتمني.. وندعو..!
***
والعالم يجب أن يعرف اننا في حرب مع الإرهاب. واننا أمام إرهاب لم يشهده العالم من قبل. فهو إرهاب مسلح بأحدث الأسلحة ويتلقي تمويلاً ودعماً هائلاً.. ويرتكب من المجازر والمآسي ما لا وصف له.. وإعدام عدد من المصريين في ليبيا كان عملاً وحشياً لم يحدث علي مر التاريخ.
وهذا الإرهاب يتحرك الآن في مصر وفي السعودية وفي البحرين وفي العراق وفي ليبيا.. وفي اليمن.. ويحاول الانتقال إلي دول المغرب العربي ويهدد هنا وهناك إلي الحد الذي انتشرت فيه أقاويل ومخاوف عن إمكانية قصف السعودية وبصفة خاصة الكعبة المشرفة بصواريخ سكود خلال الفترة المقبلة.
إن العالم يجب أن يتفهم ظروفنا وأوضاعنا والتهديدات التي نتعرض لها. ويجب أن يدرك أن حربنا ضد الإرهاب هي حماية للغرب من تنظيمات إرهابية متطرفة تشكل أيضاً تهديداً لدوله وشعوبه.
وخطابنا الإعلامي الخارجي في ذلك يجب أن يكون واضحاً وواثقاً وهادئاً.. والمصيبة أنه لا يوجد جهة تدير هذا الخطاب أو تدرك معني ومفهوم الإعلام الخارجي..!
***
وفي مناسبة الحديث عن الإعلام. فإن الفضائيات تخالف الآن مفهوم العدالة والحيادية في الدعاية للمرشحين في الانتخابات البرلمانية. وتقوم باستضافة بعض المرشحين و"تلميعهم". ومنحهم الفرصة دون غيرهم وتصويرهم أيضاً علي أنهم الأفضل والأجدر.
وأحد أصحاب الحظوة والعلاقات الجيدة مع المصريين والمذيعين ظهر في برنامج تليفزيوني ليقول بكل غرور "إن البرلمان المقبل يحتاج إلي أمثالي".. ولا تعليق علي كلامه ولا علي أمثاله..!
***
ونعود إلي المرور ومشاكل المرور المعقدة والمزمنة ونتساءل عن اليوم الذي سنري فيه حملات مرورية في محافظات مصر التي لا تعرف مدنها وقراها شيئاً عن المرور وقواعد المرور وسلامة الطريق والتي تنتشر فيها المطبات الصناعية في الطرق علي هيئة "متاريس" و"تلال" قادرة علي تحطيم أي سيارة..!!
وما يحدث علي الطرق بين المحافظات مخيف ورهيب وتتضاءل معه مخالفات المرور في القاهرة ومثيلاتها من المدن. فلا انضباط ولا قواعد ولا سلوك إنساني حضاري محترم. والعديد من السائقين لا يملكون رخصاً للقيادة وتحت السن أيضاً.. ويقود بعضهم الجرارات الزراعية ليقطع بها الطريق باستهتار ورعونة ودون إدراك للخطأ والجريمة التي يرتكبها..!
***
ولم تعد مشكلة حرق "قش الأرز" هي وحدها من يسبب سحابة الدخان وانما امتدت عمليات الحرق الجماعية إلي حرق أكوام من القمامة ليلاً بعد أن تحولت القمامة إلي مصدر للأوبئة. واعتقد سكان القري والمحافظات أنه من الأفضل أن يقوموا بحرقها أيضاً للتخلص منها.. والمصيبة بقت اتنين..!
