التعليم واهداف الدولة
الجورنالجيبقلم - المستشار عبد الرحمن الجارحى
اعتنى الدستور المصرى الحالى بالتعليم بكل مراحلة وبكل انواعة عناية شديدة وخصص عدة مواد تتحدث عن التعليم واهدافة وجعل مخصصات التعليم من الموازنة العامة ملغ معتبر يزيد كل سنة حتى يصل الى المقاييس العالمية للانفاق على التعليم وذلك بقصد اصلاح التعليم لتحقيق اهداف المجتمع من خلالة وقدنصت المادة 19 من دستور جمهورية مصر العربية على ان التعليم حق لكل مواطن ومعنى حق هو ان الدولة تلتزم بتوفير التعليم المناسب لكل ابناء الوطن ،
وحدد الدستور اهداف التعليم فى بناء الشخصية المصرية و الحفاظ على الهوية الوطنية ومصر الان احواج ما تكون الى بناء تلك الشخصية القادرة على فهم العصر بمعطياتة والانطلاق الى افاق المستقبل ونحتاج اكثر الى الحفاظ على الهوية المصرية لاننا نتعرض لحرب من اخطر الحروب على الاطلاق حرب موجهة بالاساس الى الشخص المصرى او الشخصية المصرية لارباكها تمهيد لاسقاطها واحد ادوات هذة الحرب التشكيك والاشاعات والتخويف وبث حالة من الاحباط واليأس والقلق وهوا ماصطلح على تسميتة حروب الجيل الرابع ولكى ما يمكن ان تواجة مصر تلك الحرب لابد من وجود روح وطنية والتى لن توجد بدون معرفة حقيقية بهذا البلد وبتاريخة ومعرفة اعدائة واصدقائة ولن يتاتى ذلك غيرعن طريق التعليم وبالنظر الى حال المدارس والى المناهج التى ُتدرس سوف ندرك بمنتهى البساطة انه لن يترت علي التعليم بشكلة الحالى تحقيق الهدف الذى يتطلبة المشرع الدستورى من التعليم ويحتاج الامر الى اصلاح سريع لمنظومة التعليم فى مصر ؟
كما ان التعليم وسيلة الى الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية وهى الاداء الفعالة فى الحفاظ على هذا الوطن بتفردة وتميزة وكما ان لكل دولة او امة صاحبة حضارة تراثها الفكرى والروحى والمعرفى والذى يشكل فى النهاية خصوصية هذة الامة وتفردها عن غيرها فان للمصريين ماضى عريق يجب ان لايغيب ابدا ازاء دعوات التغريب ومحاولات انتزاع المصريين من جذورهم وجعلهم يدورون فى فلك امم اخري وثقافات مغايرة تمهيدا لطمس الهوية المصرية الاصيلة فكما ان الشعب اليابانى متمسك بهويتة ويعتز بها وكما ان الصينيين متمسكين بتاريخهم وحضارتهم ولم يتخلو عن تراثهم الذى يشكل هوايتهم وكما ان الفرنسيين كذلك والانجليز كذلك فان المصريين يجب ان يتمسكوا بهويتهم الوطنية ولن يتأتى ذلك بدون التعليم فهل التعليم فى مصر يحقق هذا الهدف ؟
كما ان الدستور يقرر ان التعليم يهدف الى تشجيع المنهج العلمى والابتكار وتنمية المواهب وترسيخ القيم الروحية و التأكيد على مفاهيم التسامح وقبول الاخر وهذة الاهداف التى وضعها الدستور المصرى ليست مجرد كود اخلاقى او حديث عن قيم يستحسن وجودها ولكن هى احكام دستورية ملزمة للحكومة والدولة ويجب عليها ان تنفذها وبالتالى عدم تحقيق التعليم لهذة الاهداف يترتب علية قيام المسؤلية الدستورية للمسؤلين عن التعليم فى مصر..
المستشار عبد الرحمن الجارحى