سيجاره يناير وأرض الخوف
الجورنالجيبقلم _ محمد عبد الوهاب
منذ سنوات بعيده،،، صادفتني تجربه لا تزال تلاحقني حتي الان،،،،،، فانا لست من هواه دخول السينما في الاعياد لاسباب تتعلق بنوع الجمهور خاصه في الحفلات الصباحيه حيث عشاق الاقاليم النازحين لسينمات عماد الدين ببنطلوناتهم الجلد السوداء الضيقه و جولييت ذات الطرحه المرصعه بالترتر مصحوبا بتجمع دموي في الوجنتين بفعل الميكاب وهذه الطيبه و الرومانسيه تأبي مشاعري ان تعكر صفو ارادتها القويه ومزاحمتها بدور العرض لاختلاس قبلات العشاق ممزوجه برائحه الحواوشي المنبعثه من الافواه ،،حتي صدمني افيش فيلم للمخرج داود عبد السيد يجمعه بالمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم ،،،ياالله كيف اجتمع صاحب اغنيه سيجاره اول يناير علي مخرج فيلم ارض الخوف ?
وفي اللحظه التي نزل فيها تتر النهايه مصحوبا بالاغنيه الشهيره ،،،( مواطن ومخبر وحرامي فيها ايه ? لو نبقي واحد ونبدل الاسامي ) وقصته باختصار شديد لمن لم يشاهده عن مواطن اعزب يعمل مؤلفا لروايات ادبيه يراقبه مخبر ويتطفل علي حياته بل ويفرض عليه خادمته وهي بدورها علي علاقه محرمه بحرامي ثم لاتلبث ان تقوم صداقه مفروضه من المخبر بين الحرامي والمواطن ثم يتزوج كل منهم عشيقه الاخر لينجبا ابناء بدورهم لتستمر علاقات شاذه بين جميع الاطراف المتناقضه،،،،،،، انتابني الرعب من المستقبل المجهول لمجتمع توحدت فيه
السلطه والحراميه وامتزجت مع المواطن في خليط نادر ?
هل يمكن ان يثور شعب علي نفسه ? وعلي من يثور وقد اختلطت عناصر الفساد بتكوينه ? هل يمكن ان تصبح السلطه الجباره القويه ان تجعل المواطن. صديقا لسارقه والاخطر ان تكون تلك السلطه عاجزه لا تنجب ( مشهد القدير صلاح عبدالله ) هل يمكن للحرامي ان يتخذ من الدين غطاء ليتحول لفقيه اسلامي
ويحرق افكار المواطن لمجرد عدم وجود آذان وتكبير بروايه ادبيه ?
المواطن الغارق في مشاكله الجنسيه لا يسطيع حمايه فكره
،،،وثورته سيسرقها حرامي فقد احدي عينيه ووضع مكانها عين مستعاره ومع ذلك يدعي الرؤيه ويتحدث باسم الدين. محرما افعال المواطن وبينهما مخبر يصفق لعظمه اخلاق الحرامي ومعاتبا لاخلاق المواطن في ذات الوقت
ومرت سنوات والاسئله تؤرقني ،
،ماذا لو اختفي المخبر لظرف ما ?
في احداث الفيلم فاجعه تعرضت لمقص الرقيب (مخبر الواقع) وتتمثل في تبادل الزوجات بين المواطن والحرامي.ليخرج لنا ( جيل من ابناء الحرام )،،هم هجين من مواطن يعاني. وحرامي عتيد بلسان طيب مؤمن،،،،، ،،،،
واختفاء المخبر لم يغير الواقع الحالي،،،
فقط. توقفت عمليه استحداث لعلاقات غير شرعيه جديده ويظل ابناء الحرام تهديدا للوطن وتزداد المعاناه باحداث الفيلم بظهور علاقات حب بين الابناء ورغبتهم في التزاوج وليس الزواج،، ،،انها ذروه المآساه الثوريه فهم اشقاء لاب حرامي مؤمن وام.هي زوجه للمواطن وعشيقه الحرامي المؤمن وهي علاقه غير شرعيه ،،،الابناء. اشقاء ولكن زواجهم.استمراريه لزني محارم والام مهدده بالانتحار ( مشهد هند صبري ) وترسيخ حب الاشقاء جائز ولكن انصهارهم قنبله موقوته لا تقل خطوره عن جريمه المخبر،،،،،
،( لابد من تصحيح المسار) وهو فصل خليط المخبر السابق وضمان عدم عودته للحصول علي جيل نقي لم تلوثه افكار الحرامي الطيب ولا تسيطر عليه عبوديه المخبر ،،،،،،،لم تفارقني ثوره داود في كل لحظه اري فيها
مواطن يتعاطف مع الحرامي المؤمن حينا ويشتاق للمخبر.العاجز احيانا،،،،،،، لن يقوم وطن من شذوذ فكري يقبع بين احضان التبعيه ،،،لن تفلح امه تغطيها اكفان الماضي اللعين ،،تدب في اوصالي الرعب من
( ابناء سيجاره يناير ) التي تغني بها الحرامي مستغلا نيكوتين السماء ،،،،،
و( نفعيه المخبر ) ،،،
لنسقط جميعا في هاويه ،،،،
علي ارض الخوف ،،،