أطول حيوان يعيش على كوكب الأرض حاليا
كتب الجورنالجى الجورنالجيربما تبلغ أبدان الثعابين والحيتان الزرقاء أطوالا كبيرة للغاية، ولكنها قد لا تكون رغم ذلك الحيوانات الأطول على الإطلاق.
يمكن أن يكون المرء طويل القامة أو قصيرها، نحيف الجسد أو بَدِينَهُ، ولكننا عادة لا نميل للحديث عن طول الجسد نفسه.
وربما يفسر ذلك، لِمَ يسترعي الطول المفرط انتباهنا في أغلب الأحيان. وفي أي نقاش بشأن الحيوانات طويلة البدن، تتصدر القائمة بوضوح حيواناتٌ بعينها: مثل الثعابين، وهي المخلوقات الأطول من بين تلك التي تعيش على البر.
وفي أبريل 2016، قال عمال لشق الطرق كانوا يتولون مد طريق سريع في ولاية بينانغ الماليزية إنهم اكتشفوا ثعبانا من نوع "الأصلة الشبكية" (بايثون ريتكولايتس) يبلغ طوله 26 قدما وثلاث بوصات (قرابة ثمانية أمتار).
رغم ذلك، قلص مسؤولون هذا الرقم إلى 24 قدما وسبع بوصات (نحو 7.5 أمتار). الأسوأ، أن هذه الأصلة نفقت – بحسب تقارير - بعد اصطيادها، لذا لن يتسنى لنا قط التعرف على الحجم الذي كان يمكن لها الوصول إليه.
ووفقا لكتاب "جينيس وورلد ريكورد" للأرقام القياسية، فإن أطول أصلة شبكية تعيش في الأسر، هي أنثى ثعبان يُطلق عليها اسم ميدوسا، وتقبع في مدينة كانزَس سيتي الأمريكية، ويصل طولها إلى 25 قدما (نحو 7.67 أمتار).
ولكن ثمة من يقول إن طول هذا النوع من الأصلات قد يبلغ ضعف ذلك تقريبا. ففي إندونيسيا، هناك أصلة تحمل اسم "فريغنانت فلاور"، كانت معروفة بأن طولها يصل إلى 47 قدما وست بوصات (نحو 14.5 مترا)، إلى أن أثبت القياس – على نحو محرج – أن الطول لا يناهز سوى الـ 23 قدما (قرابة سبعة أمتار).
ويقول دان نيتوش من جامعة سيدني الأسترالية، الذي قضى أعواما طويلة عاكفا على دراسة الأصلات الضخمة، إنه يرى بحسب خبرته أن غالبية الادعاءات الخاصة بوجود ثعابين بلغت من الطول أو الوزن أقصاهما "ليست إلا إفراطا في المبالغة".
ويوضح نيتوش بالقول إن "الأصلات الشبكية تُصاد بأعداد كبيرة من أجل جلودها. على مدى العامين الماضيين، فحصنا قرابة 8 آلاف منها، جُمِعَتْ لهذه التجارة (في جلودها). ومن بينها، كان هناك ثعبانان زاد طولهما – حسبما أتذكر - على سبعة أمتار '23 قدما'. أكثر من ذلك بالقليل. ويدعي المتعاملون في هذه التجارة أن طول تلك الثعابين لا يزيد كثيرا عن ذلك".
ويمضي الرجل بالقول: "شعوري الداخلي يفيد بأن مستوى الأمتار الثمانية (26 قدما وثلاث بوصا) هو على الأرجح أقصى طول لهذا النوع. رغم ذلك، فيمكن تصديق أن عينة شاذة نمت بشكل أكبر. فقد يكون دقيقا ذاك الرقم القياسي في الطول، والبالغ 10 أمتار (32 قدما وتسع بوصات)، والذي يخص عينة وُجدت في سولاويسي (الإندونيسية) أوائل القرن الماضي. لكن ليس بمقدورنا التحقق من دقة نظم القياس" التي اتبعت في الماضي".
وأورد نيتوش عدداً من أنواع الثعابين، التي يُقال إنها تتجاوز الرقم القياسي للأصلات الشبكية في الطول. ومن بينها، الأصلة البنفسجية الاسترالية، وأصلة الصخر الأفريقية، إلى جانب "الأناكوندا الخضراء" (يوناتيس ميرونيس)، وهي ربما النوع الأكثر شهرة فيما بين هذه الأنواع.
فلطالما شكلت تلك الزواحف، التي تمثل الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية موطناً لها وتبدو طويلة البدن على نحو يصعب تصوره، محل افتنان ومصدر جاذبية، منذ أن روى المغامرون الأوائل حكاياتهم عنها.
كما باتت بمثابة مرشح مثالي للتناول في الأعمال الخيالية، بفعل موطنها البعيد عن العمران وعاداتها الحياتية التي تتسم بالتكتم والتحفظ، وذلك نظرا لأنه من العسير للغاية العثور على عينات منها، لكي يتم قياسها وتسجيل صفاتها على نحو واقعي دقيق.
فبوسع "الأناكوندا الخضراء"، إذا عاشت في ظروف طبيعية ودون إزعاج من البشر وتوافر لها الكثير من الفرائس، أن تبلغ حجما هائلا، سيجعلنا في حيرة من أمرنا.
وهنا يقول نيتوش إنه من المحتمل أن تكون الأناكوندا الخضراء هي النوع الوحيد من الثعابين، الذي تفيد عمليات تسجيل موثوق بها أن طوله يقترب من مستوى الثمانية أمتار (26 قدما وثلاث بوصات). ويضيف قائلا إن القياسات الخاصة ببلوغ أنواع أخرى طولا كبيرا للغاية "عتيقة وأعتقد بشكل شخصي أنها مشكوك فيها".