الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:04 مـ 14 شوال 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

غول الأسعار يلتهم الفقراء .. والحكومة عاجزة !!

الجورنالجي

تعد المشكلات الاقتصادية أحد أهم تداعيات ثورة 25 يناير 2011 والتى سبقها ومنذ العام 2008 أكبر إضرابات فئوية فى تاريخ مصر, وكانت هذه الإضرابات والتظاهرات الفئوية مؤشرا على عدم رضاء قطاعات واسعة من المصريين عن السياسات الاقتصادية التى انتهجتها حكومات الحزب الوطنى المتتالية, والتى جسدت فى مجملها رؤية نظام مبارك المتحيزة للأغنياء على حساب الفقراء وهو ما أدى الى زيادة رهيبة فى عملية الفرز الاجتماعي حيث الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا.
وفى هذا الإطار سجلت مؤشرات الفقر فى مصر ووفقا للتقارير الدولية - تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة لعام 2010 - أكبر نسبة للفقر حيث بلغت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر 41% أقل من 2 دولار فى اليوم, هذا بخلاف ما يتراوح بين 23 و25 % يعيشون فى حزام الفقر ومهددون بالسقوط تحت خط الفقر فى أى وقت, ورغم ذلك لم يهتم مبارك ونظامه بالإضرابات والتظاهرات التى خرجت معترضة على تدهور مستويات معيشتهم وبدلا من تغيير السياسات وإحداث عدالة اجتماعية حقيقية فى ظل إعلان نظام مبارك أن عملية النمو فى الاقتصاد الوطنى وصلت لأعلى معدلاتها 7% لكن عائد عملية النمو لم يكن يعود على الشعب المصري بل يذهب لجيوب فئة محدودة من رجال الأعمال المقربين من دائرة صنع القرار وفى هذا الإطار قام بقمع الإضرابات والتظاهرات الفئوية بواسطة أجهزته الأمنية, مما أدى فى النهاية للطوفان الذى أطاح به وحكومته من سدة الحكم ولو مؤقتا.
وعندما خرج الشعب المصرى الغاضب فى 25 يناير كان على وعي تام بمطالبه وما يريده من النظام وتجسدت هذه المطالب فى شعار شديد الدقة وهو العيش والحرية والعدالة الاجتماعية, وهو ما يعنى أن المعاناة الاقتصادية وغلاء الأسعار وعدم قدرة المواطنين على الوفاء بمتطلبات العيش الأساسية كانت فى المقدمة, وبالطبع تعد غياب العدالة الاجتماعية فى ظل مجتمع يمتلك ثروات حقيقية ظاهرة هى المطلب الذى يأتى ملتصقا بالمطلب الأول, ويأتى معهما المطلب الخاص بالحرية لأنهم حين كانوا يطالبون بحقهم الطبيعى فى العيش والعدالة الاجتماعية كانوا يقابلون بالقمع.
وبعد الثورة ظن الفقراء والكادحين أن مطالبهم وأحلامهم قد أصبحت قيد التحقيق لكنهم ومنذ 11 فبراير 2011 وحتى الآن يعيشون فى كابوس كبير فقد أقسم مبارك ورجاله أن ينتقموا من الشعب المصري الذى ثار عليهم, وبالفعل عندما تتأمل ما حدث للمواطن المصرى الفقير سوف تتأكد أنه تجسيد لأشد وأقسى أنواع الانتقام فقد تركته الحكومات المتتالية بعد 25 يناير فريسة سهلة ولقمة صائغة لآليات السوق نفس الآليات التى أفقرته وأزلته خلال الثلاثين عاما التى حكمها مبارك بل ويسبقها عدة سنوات فى حكم السادات الذى أعلن عن انتهاجه لهذه السياسات بعد حرب أكتوبر 1973 , وفى ظل حكم المجلس العسكرى تم إطلاق غول الأسعار ليلتهم الفقراء وهو يعلن ومعه حكومته العاجزة أننا فى مرحلة انتقالية وعندما تستقر الأوضاع سوف يشعر الفقراء بتحسن فى أحوال معيشتهم. 
وقام المجلس العسكرى بتسليم السلطة لجماعة الإخوان الإرهابية التى سارت على نفس النهج وتركت المواطن فريسة لغول الأسعار ليلتهم المزيد من الفقراء, وأكدت الجماعة أنها مؤمنة بآليات السوق وكانت تحلم بأن يحل رجالها محل رجال مبارك المسيطرون على مقدرات الاقتصاد الوطنى, لكن فشلت مساعيهم حيث لم يحتمل الفقراء الضغط الرهيب عليهم بواسطة غول الأسعار الذى يلتهم كل يوم الكثير منهم, هذا الى جانب المشكلات والأزمات اليومية المفتعلة من قبل رجال مبارك, فخرجوا ثائرين عليهم وأطاحوا بهم من سدة الحكم, ليعود رجال مبارك ولكن بثوب جديد حيث تم الدفع بصبيانهم من الصفوف الخلفية للحزب الوطنى ولجنة السياسات ليتولوا الحقائب الوزارية لذلك لا عجب أن تجد وزير المالية الحالى كان أمين صندوق جمعية جيل المستقبل التى كان يرأسها جمال مبارك ولا عجب أن يقول الرجل أن نسبة الفساد فى عصر مبارك كانت قليلة جدا ولا تصل الى 10 %.
ولا عجب عندما يصل سعر الدولار الى 11 جنيه فى حين أنه لم يتجاوز نصف هذه القيمة عندما قامت الثورة قبل خمسة أعوام, ولا عجب عندما تجد الرئيس لا يعتمد على حكومته العاجزة فى مواجهة المشكلات الرئيسية التى تواجه المواطن, بل يعتمد وبشكل أساسي على القوات المسلحة فهى التى تتولى إقامة المشروعات الكبرى مثل قناة السويس ومد الطرق والإسكان الاجتماعى وتطوير العشوائيات وأخيرا توفير السلع الغذائية بأسعار مقبولة من خلال منافذ للبيع, وبالطبع نحن تجاوزنا المرحلة الانتقالية المزعومة ولكن مازال غول الأسعار يلتهم الفقراء والحكومة عاجزة, والسؤال الذى يطرح نفسه وبقوة الآن الى متى يؤجل الرئيس دخول معركة القضاء على نظام مبارك وسياساته التى تفقر المصريين ؟! إن ما يقوم به الجيش المصرى العظيم ليس دوره ولا يجب أن نشغله بالشأن الداخلى فالمخاطر التى تهدد حدود الوطن كبيرة للغاية والمتربصين بمصر كثيرين, والمواطنين الفقراء على وشك الانفجار, ولابد من التحرك السريع, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

 
 
 

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 12:04 مـ
14 شوال 1445 هـ 23 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:47
الشروق 05:20
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:27
العشاء 19:50