الوجه الآخر لأردوغان
"الديمقراطية التركية فى دوامة والبلاد تنزلق إلى الوراء".
"السياسة الخارجية التركية توجهها اليوم أوهام العثمانية الجديدة، وأصبحت عبد لنظريات المؤامرة، وكل من يجرؤ على الحديث أو الكتابة بانتقاد يعتبر بيدقا للقوى الاستعمارية الغربية".
" التزم القادة الأوروبيون الصمت إزاء القمع فيها بسبب حاجتهم للاتفاق الخاص بالتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين".
مقتطفات من مقال إليف شافاق صاحبة الرواية الشهيرة "قواعد العشق الأربعون" لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.. في أول يونيو الماضي قبل أحداث الإنقلاب العسكري الفاشل في تركيا.
كانت إليف شافاق الروائية التركية الكبيرة مثل زرقاء اليمامة تنظر من بعيد لتطلق نبوءة عن الفوضي التي ستعم تركيا.. كان وجعها حقيقياً لأنها ابنة هذا الوطن.. أما نحن فألمنا حقيقياً لأننا نخدع في هذه التجربة ومن يديرها.
الحديث لا يتوقف عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ممزوجاً باستغراب ودهشة من "التأييد الخرافي" له في العالم العربي.. والسؤال البديهي ماذا فعل هذا الرجل؟ وماذا قدم للعرب حتى يتمتع بهذه الشعبيه المبالغ بها؟
كل ما أعرفه أن تركيا لم تقم يوما بمساعدة أي دولة عربية، وحتى في الحروب التي خاضتها بعض الدول العربيه ضد اسرائيل لم نشاهد أو نسمع أن الجيش التركي شارك بسلاح رمزي أو ببيان تضامني.. ويبدو رجب طيب اردوغان قناعاً لصاحب السياسة المبهمة المجهولة، وأحيانا الكاذبة والمنافقة.. في الوقت الذي يغازل العرب بالكلمات، ويحشر نفسه في الشأن المصري الذي وضع حداً لطموحاته بعد سقوط الإخوان.. في الوقت الذي تقام له الإحتفالات وتحيط باسمه التكبيرات فإنه ضالع بشكل مذري وقبيح في تدمير العراق وسوريا من بداية الربيع العربي وتقطيع أواصرهم حتي هذه اللحظه.
أولاً فتح حدود تركيا متعمداً للارهابيين من جميع دول العالم لإعتمادهم والحاقهم بمنظمة داعش الارهابيه وعصابات النصرة الهمجية ليشيعوا الفوضي ويسفكوا الدم بسوريا والعراق حتى وصل عددهم لاكثر من ثلاثين ألف ارهابياً.
ثانياً أطماعه التوسعية جاءت علي حساب الأراضي العربية.. نموذج مراوغ للإحتلال العثماني القديم.. ففي العراق وبالذات مدينة الموصل والتي يعتبرها اردوغان مدينه تركيه زج بجيشه، قبل عدة أشهر، حتى وصل حدودها لاحتلالها بحجة محاربة داعش، وتدخلت الحكومة العراقية، وتقدمت بشكوى لمجلس الأمن الدولي، وبضغط امريكي حتى انسحب من حدودها ومن الاراضي العراقية، واكتفي بالتواجد والإصرار في الموصل، وهو من يستقبل شاحنات النفط من مناطق داعش المحتلة في العراق خاصة الموصل ويبيعها لدول أخرى.
ثالثاً لم تسلم سوريا من أطماع أردوغان.. فأحد أحلامه التي يسعي لها أن يسيطر علي حلب حتى يلحقها بلواء الاسكندرون المحتل أصلاً منذ زمن بعيد.. ولم يكتف بالسيطرة علي منابع المياه لسوريا وفرض الأمر الواقع علي قادتها.
رابعاً دعمه في بداية الربيع العربي لجماعة الإخوان المتأسلمين والموجود مقرهم الرئيسي باسطنبول وتحريضهم ضد حكوماتهم لدب الفوضى وتغيير الأنظمة.
خامساً علاقة تركيا الباهته مع جميع الدول العربيه بسبب سياسة هذا الرجل.
سادسا العودة الى احضان روسيا واعتذاره لها باسقاط الطائرة بعد أن أقسم بانه لم ولن يعتذر.. وأيضا قبل عدة أيام ارساله المبعوث التركي او اتصاله بنتنياهو رئيس وزراء اسرائيل يطلب اعادة العلاقات معها بدل ما طلب ذلك من مصر، والتي قطع علاقته معها منذ الإطاحه بمرسي.. ووعوده الكاذبة للجيش السوري الحر بالدعم وكان دعمه الرئيس لداعش سواء بفتح الحدود لادخال مقاتلين او بالاسلحه او بالمال، ومعظم هذه الأعمال كانت علناً.. وآخر شيء من تحت الطاولة وذلك أيضاً بعد الضغوط والتهديد الامريكي له.. ناهيك عن قمعه وضربه للأكراد، والبالغ عددهم ثلاثين مليون نسمة لمطالبتهم بالاستقلال وبناء دولتهم، ولهم الحق بذلك، كون الأكراد قومية مستقلة.
كل هذا لأردوغان والذي اصبح برمشة عين بطل قومي وتغلب على صلاح الدين الأيوبي ببطولاته، والأدهى من ذلك يخرج عليك بعض الناس ويقولون هذا إسلامي.. اسلام مين؟ شاهد تركيا أولاً وماذا يحدث بها والتي مازالت تحتل أراضي عربية ولها اطماع ببعض الدول العربيه .. ولا تنسوا أيضا تلاعب ولعب اردوغان على ورقة غزه ورفع شعارات انتهينا منها منذ عشرات السنين لدغدغة عواطف العرب بالذات.. أنا لست مع أردوغان ولا مع الانقلابيين لأن أمر تركيا لا يعنيني.. فرئيسهم لهم وديمقراطيتهم لهم.
