محاصيل شوهت صورة مصر بالخارج.. «فراولة» تصيب الأمريكان بالتهاب الكبد الوبائي.. روسيا تعيد شحنات «بطاطس وبرتقال »بسبب الآفات الزراعية.. منع دخول «خس» مصاب لموسكو.. وخبير: معمل «تحليل المبيدات» السبب


تسببت بعض المحاصيل المصرية المصدرة للخارج في إثارة البلبلة عقب ادعاءات أن بعضها أصاب قاطني هذه الدول بأمراض، في حين أعادت دول أخرى هذه المنتجات للأراضي المصرية، باعتبارها غير مطابقة للمواصفات، رغم أنها حاصلة على شهادة من المعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية.
الفراولة الأمريكية
وتمثلت آخر الوقائع في سحب وزارة الصحة الأمريكية الفراولة المصرية من الأسواق، بعد أن تسببت في إصابة أمريكيين بالتهاب الكبد الوبائي بعد تحويلها لعصير.
وكشفت القناة الثامنة الأمريكية في تقرير لها أمس، أنَّه تمَّ تسجيل عشر حالات إلى الآن مُصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي؛ بسبب استهلاك العصائر في ولاية فرجينيا الأمريكية، مضيفة: «سحبت سلسلة محال العصائر Tropical Smoothie جميع عصائر الفراولة التي مصدرها من مصر، من المحال، وقد استجاب عملاء الشركة بعد خوفٍ من انتشار مرض التهاب الكبد أ في ولاية فرجينيا .
وذكرت القناة: «إذا قمتُ بشرب أي عصير مُثلج بنكهة الفراولة في الفترة من 5 حتى 8 أغسطس، فما زال هناك وقتٌ للحصول على اللقاح المضاد لمنع المرض»، وبحسب القناة، أكَّدت وزارة الصحة أنَّها تبحث حاليًّا فيما إذا كانت هناك مطاعم أخرى لديهم أي من العصائر المُثلجة بنكهة الفراولة التي تم استيرادها من مصر.
في حين أكد الدكتور أبو العز عيسى، رئيس قسم محاصيل الخضر بمركز البحوث الزراعية، استحالة تسبب الفراولة المصرية في انتقال فيروس التهاب الكبد الوبائي A، موضحًا أن الفيروس يعيش في وسط يختلف عن الوسط الثمري والنباتي.
البطاطس في روسيا
بعض المنتجات كان مصيرها العودة لمصر مرة أخرى، كما فعلت روسيا في مايو من العام الماضي، حيث صادرت السلطات الروسية المختصة، في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، 3 شحنات من البطاطس المصرية بزنة 439.5 طنا، نظرًا لإصابتها بآفات زراعية.
وحسب ما نشرته «روسيا اليوم»، أكدت مصلحة الرقابة البيطرية والصحة النباتية الفيدرالية الروسية في إقليم كراسنودار وجمهورية أديغيا، أنه خلال عمليات التفتيش الدورية على البضائع القادمة إلى روسيا، تم اكتشاف يرقات حية لفراشة البطاطس في شحنات ذات منشأ مصري، وتم حظر دخول هذه الشحنات إلى الأراضي الروسية.
ووفقًا لبيانات مصلحة الرقابة البيطرية والصحة النباتية الفدرالية، أنه خلال هذا العام تم حظر دخول 14 شحنة من البطاطا المصرية عن طريق المعابر الحدودية في إقليم كراسنودار، وزنها الإجمالي يبلغ 2200 طن، نتيجة لإصابتها بعثة البطاطس.
البرتقال المصري
وفي أبريل من العام الماضي، احتجزت مصلحة الرقابة البيطرية والصحة النباتية الفيدرالية الروسية في ميناء نوفوروسيسك شحنتين من البرتقال المصري بزنة أكثر من 200 طن بسبب الإصابة بذبابة فاكهة البحر المتوسط، وتم إعادتهما إلى القاهرة.
الخس المصري
أما الخس المصري فيحوي آفة "التربس"، الذي تسبب الأذى لأكثر من 244 نوعا من النباتات، نظرا لأنها تتغذى على نباتات ذات قيمة تجارية من خلال ثقبها وامتصاص محتوياتها، وهو ما أكدته الهيئة الاتحادية للرقابة البيطرية والصحة النباتية الروسية.
الأمر دفع الهيئة في مارس الماضي إلى منع دخول شحنة من الخس المصري تزن 10.5 أطنان، وأكدت الهيئة أن تفتيش شحنة من الخس من نوع "أيسبرج" وصلت من مصر عن طريق البحر، اكتشف المفتشون في مكتب اللجنة لإقليم كراسنودار وجمهورية أديغيا، آفة "التربس".
المعمل المركزي لتحليل المتبقيات
ومن جانبه، علق سعيد خليل مستشار وزير الزراعة المستقيل، قائلًا إنه: «عند تصدير أي منتج لأي دولة أجنبية لابد من اعتماد شهادة من المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، بأن هذه السلع المصدرة سواء خضراوات أو فواكة لا تحتوي على أي مبيدات أو عناصر غير صحية، وبناءً على هذه الشهادة تدخل هذه المنتجات الدولة"، مضيفًا: ولكن هناك العديد من الدول الأجنبية لا تعترف بهذه الشهادة، وتجري اختبارات على هذه المنتجات في المواني الخاصة بها، ولا تعتمد على شهادة المعمل، وتفاجئ بمخالفة المنتجات للشهادة كما حدث مع إيطاليا ورسيا التي أعادت العديد من الشحنات المصرية باعتبارها غير مطابقة للمواصفات، مما أساء لسمعة مصر في الخارج».
وأضاف «خليل» أنه تم تقديم العديد من البلاغات والمذكرات للبحوث الزراعية المسئولة عن المعمل، وكذلك وزارة الزراعة، ولكنها لم تحرك ساكنًا أو تتخذ أي إجراء إيجابي، لأنها تحصل على أموال من وراء هذه الشهادات، فالمعمل منذ عام 2015 يعاني من خلل فني وإداري، مما ساهم في تدمير المؤسسات الزراعية بمعرفة قياداتها والكارثة الكبرى تتحملها سمعة مصر، كما حدث مع منتج الفرولة المصدر لولاية فرجينيا الأمريكية»، ملفتا إلى أنه رغم ذلك فهو أول معمل معتمد لإجراء التحاليل المتعلقة بسلامة الغذاء في مصر، وحاصل على شهادة الاعتماد الدولية طبقًا لنظام الأيزو 17025 من هيئة الاعتماد الفنلندية.FINAS
وطالب المستشار المستقيل بوقف التلاعب في الشحنات المصرية المصدرة للخارج، والاعتماد على شهادات جودة جيدة، وهو ما لم يحدث إلا بتغيير قيادات هذه المعمل.