الجمعة 19 أبريل 2024 04:18 صـ 10 شوال 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

لماذا لا يعلنها حكومة حرب وننتهي ؟!

 الدكتور محمد سيد أحمد
الدكتور محمد سيد أحمد

هناك فى مجال العلوم الاجتماعية ثلاثة اتجاهات أساسية للتعامل مع الواقع, الاتجاه الأول يغرق فى التنظير بعيد عن الواقع, والثانى يغرق فى الواقع دون محاولة الوصول لنظرية, والثالث يحاول الجمع بين التنظير والواقع الملموس, ويرى عالم الاجتماع الأمريكى " رايت ميلز " أن الاتجاهين الأول والثانى كلهما يزيف الواقع ولا يقدم الصورة المثالية للعلم الذى يتكون من جانبين إحداهما عقلي تمثله النظرية والثانى حسي يمثله البحث الواقعى, لذلك حين أتعامل مع الواقع الاجتماعى المصرى لا أغرق فى عملية التنظير بعيدا عن الواقع الملموس كما يفعل الكثير من الكتاب الذين يحاولون تحليل الواقع وتفسيره.
ومن المقولات الشائعة الآن من قبل بعض الكتاب والمحللين السياسيين أن مصر تحكم عسكريا منذ ثورة يوليو 1952 وهذه مقولة متهافتة الى حد كبير لأن نظرة سريعة لواقع المجتمع المصري تاريخيا يجهض الفكرة تماما, فالمجتمع المصرى منذ الفراعنة ورأس السلطة رجل عسكرى فأحمس ورمسيس ومينا كانوا قادة عسكريين, وعمرو بن العاص وقطز وبيبرس قادة عسكريين, ومحمد على وخلفائه حتى فؤاد وابنه فاروق الذى أطاحت به الثورة قادة عسكريين, والشعب المصرى تاريخيا لا يهمه من الحاكم وما هو تأهيله ومهنته قبل توليه السلطة, لكن شغله الشاغل كيف سيعيش ؟ وما الذى سيوفره الحاكم ليحيا حياة كريمة ؟
ومنذ ثورة يوليو حتى الآن لم يهتم المصريون بخلفية الحاكم عسكرية أم مدنية كما يحلو للمغرقين فى التنظير أن يصدعوا رؤوسنا, خاصة وأن الحكام الثلاثة من خلفية عسكرية, الأول هو القائد والزعيم جمال عبد الناصر الذى انتهج مجموعة السياسات المنحازة للفقراء والكادحين فحقق لهم العدالة الاجتماعية المفقودة, لذلك حين هزم عسكريا وتنحي عن السلطة خرجت الجماهير الشعبية فى كل ربوع الوطن بل وفى طول وعرض الوطن العربي تطالبه بالبقاء, وحين وافته المنية وصعدت روحه الى خالقه خرجت الجماهير الشعبية فى أعظم جنازة فى تاريخ البشرية تودعه بالدموع فقد كان نصير الفقراء والكادحين والمقهورين ليس فقط فى وطنه لكن حول العالم. ونفس الجماهير الشعبية هى التى خرجت ضد الرئيس المنتصر فى الحرب أنور السادات فى 18 و19 يناير 1977 وهتفت ضده لأنه انتهج سياسات منحازة للأغنياء ضد الفقراء والكادحين. وهى نفس الجماهير التى ثارت على مبارك فى 25 يناير لسياساته التى أفقرت الغالبية العظمى من المصريين. وحين تولى مرسي الحكم كانت خلفيته مغايرة أى مدنية وليست عسكرية ومع ذلك ثارت عليه الجماهير بعد أقل من عام نتيجة للسياسات التى ظلت ضاغطة على الفقراء والكادحين.
إذن مقولة العسكرى والمدنى مقولة متهافتة الى حد كبير وليس لها سند واقعى ملموس ويمكننا أن نضرب العديد من الأمثلة على ذلك فى تاريخ الديمقراطيات الغربية التى يستند اليها المغرقين فى عمليات التنظير داخل مجتمعنا المصرى, فالعديد من الرؤساء الأمريكيين كانوا من خلفيات عسكرية وكذلك رؤساء فرنسا وأشهرهم القائد العظيم ديجول, ورغم ذلك لم يهتم المواطن الأمريكى أو الفرنسي حتى اللحظة الراهنة بخلفية الحاكم قدر اهتمامهم ماذا سيقدم لهم من سياسات تدعمهم على المستوى الاجتماعى والاقتصادى هذا هو الفيصل فى من يصعد لسدة الحكم.
ولا يمكن أن ننسي أن الشعب المصرى هو الذى استدعى قائد الجيش عبد الفتاح السيسي منقذ مصر ومخلصها من كابوس الجماعة الإرهابية, وطالبه بالترشح للرئاسة, لكن وبعيد عن الاغراق فى التنظير ومن خلال رصد الواقع الملموس فإن الجماهير الشعبية والتى قوامها الرئيسي من الفقراء والكادحين, حين طالبت الجيش وقائده بتولى أمورهم كانوا يأملون فى تغيير أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية البائسة, وعبر الثلاثة أعوام الماضية ومنذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن لم يرى الفقراء والكادحين مردود فعلي لتحسن أوضاعهم المعيشية, بل أحوالهم تسير بفضل سياسات الرئيس السيسي وحكومته من سيئ الى أسوء.
وبعيدا عن التنظير أيضا ومن خلال رصد الواقع الملموس نجد الرئيس السيسي يعلن دائما أنه لا يثق إلا فى الجيش, لذلك نجده يلجأ الى الجيش فى كل المشروعات الكبرى ويسندها إليه, الجيش ينفذ مشروع قناة السويس وشق الطرق ومشروعات الاسكان الاجتماعى وتطوير العشوائيات ومنظومة الكهرباء ومنظومة الخبز تسند لوزارة الانتاج الحربي ومنافذ بيع المواد الغذائية مفتوحة بواسطة القوات المسلحة, وبالطبع هذا الوضع يعنى أن الحكومة ليس لها دور, لذلك نتساءل لماذا لا يحل الرئيس السيسي هذه الحكومة ويعلن عن تشكيل حكومة حرب قوامها الرئيسي من القوات المسلحة التى يثق بها.
لكن عليه أن يتخذ خطوتين سريعتين الأولى مواجهة شاملة وعنيفة مع رموز فساد نظام مبارك المسيطرين على الاقتصاد الوطنى فيصادر أموالهم وثرواتهم المنهوبة من قوت الشعب, والثانية هى التخلى عن السياسات الرأسمالية وفقا لآليات السوق, وليعلم أن المجتمع الدولى الداعم للصوص نظام مبارك لن يتحرك ضده مادام الشعب خلفه, فالفقراء والكادحين لا يهمهم غير تحسين أحوالهم سواء بواسطة حكومة مدنية أو حكومة عسكرية خاصة وأنهم يدركون أننا فى حرب حقيقية مع الإرهاب من جانب ومع رموز الفساد والنهب والسرقة من جانب آخر, وحكومة الحرب بواسطة الجيش ودعم الشعب هى الحل فلماذا لا يعلنها الرئيس السيسي وننتهى, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

حكومة حرب

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 04:18 صـ
10 شوال 1445 هـ 19 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:52
الشروق 05:24
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:46