«اتهامات عيني عينك» في الأمم المتحدة.. أمريكا: روسيا تستعيد مجدها بالقوة.. قطر: أوباما تخطى الخطوط الحمراء.. السعودية تتهم إيران بعدم احترام المواثيق الدولية.. والقادة يغادرون القاعة خلال كلمة أردوغان

يعقد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مرة كل عام في محاولة لتقارب وجهات النظر بين الدول المعنية، ومناقشة القضايا المشتركة للوصول للحل الأمثل لها، ولكن في مشهد لافت للنظر وجهت عدد من الدول اتهامات علانية لغيرها، وكأنها الحرب الباردة التي كشفت في ثناياها عن كل ما يدور في الخفايا بين دول العالم المختلفة، في مشهد فسره نشطاء التواصل الاجتماعي على أن هناك دول قطعت الآلاف الأميال للإطاحة بها، والإساءة لسمعتها أمام الجميع.

أوباما ورسيا
على رأس التهم التي وجهها الرئيس الأمريكى باراك أوباما لروسيا، جاءت خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمحاولة استعادة مجدها السابق باستخدام القوة رغم انتهاء عصر الإمبراطوريات، وسط تدخل موسكو العسكري في سوريا واتهامها بالتدخل في أوكرانيا، لافتًا إلى أنه يجب السعى لوضع نهاية للصراعات في الشرق الأوسط من خلال حل سياسي.
وأضاف «أوباما» خلال كلمته في الاجتماع الـ 71 للجمعية العامة بالأمم المتحدة، أنه يجب احترام قيم الشعوب المستمدة من عرقياتها وأصولها وديانتها، مشيرا إلى أن تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط يرجع لشيطنة الآخر وظهور جماعات متطرفة مثل تنظيم داعش، مردفا: «يجب توحيد الجهود للقضاء على داعش بالفكر وبالقوة».

أوباما وسوريا
انتقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن سوريا، فيما يسلط الضوء على تزايد مشاعر الإحباط بين حلفاء الولايات المتحدة إزاء ما يعتبرونه تحركا ضعيفا من واشنطن بشأن الحرب الأهلية.
وفي حديث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتقد الشيخ تميم «الخطوط الحمر» المزعومة لأوباما بخصوص سوريا، قائلًا:«وضعت خطوط حمراء للنظام وقام الأخير بخرقها دون أن يحرك من وضعها ساكنا، وظل الخط الأحمر يتحرك حتى فهم النظام أنه لا يوجد سقف لما يمكنه ارتكابه دون حساب».

السعودية وإيران
وخلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن نايف، على أن تكون علاقة إيران قائمة على حسن الجوار، وعدم التدخل في شئون الجوار وإعادة الجزر الإماراتية المحتلة.
وأشار الأمير محمد بن نايف إلى تعرض سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد في يناير الماضي للاقتحام والاعتداء، قائلا:«إن ذلك حدث تحت مرأى السلطات الإيرانية التي لم تقم بواجبها في توفير الحماية الكافية وفق الاتفاقيات الدولية الملزمة»، مضيفًا: «ندعو السلطات الإيرانية للقيام بواجباتها في هذا الشأن وفق مقتضيات القانون الدولي، وأن تكون علاقة إيران مع دول المنطقة قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث».

أردغان والقاعة الفارغة
والأبرز إلقاء رجب طيب أردوغان الرئيس التركي كلمته أمام الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومغادرة القادة القاعدة ولم يهتم أحد بالاستماع إليه، وظلت وسائل الإعلام التركية تناقش هذا المشهد لفترة طويلة، بينما قامت الصحف الموالية لأردوغان بالتلاعب بالصور وفبركتها لتظهر القاعة وكأن مقاعدها امتلأت بالحضور للاستماع إلى أردوغان، بينما الصور الحقيقية كانت تؤكد خلو القاعة.
ووفق ما ذكرته صحيفة «زمان التركية»، فإن خلو قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفت الأنظار، حيث تراجعت أعداد الحضور بشكل كبير أثناء كلمته، بينما امتلأت بالحضور خلال كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، ففي عام 2014 تكرر المشهد حيث خرج الحضور ولم يهتم أحد بالاستماع إليه.