يا عزيزي كلنا خريجي توكتوك!!
رئيس منتخب، حكومة مُختارة من الرئيس المنتخب، برلمان مُكتمل أكمل خارطة الطريق المنشودة منذ عزل مرسي، خطط ومشاريع اقتصادية عملاقة أُعلنت وأخرى تُعلن بشكل شبه يومي، اكتشافات نفطية في البحر المتوسط أفصح عنها المسؤولون، وعود اقتصادية تُبشِّر بارتفاع المستوى المعيشي بين كل خطاب والآخر، صناديق يتبرع من خلالها المصريون لمصر كل ثانية، سيول من مليارات الدولارات تُغرق مصر من دول الخليج ومن عائدات المؤتمر الاقتصادي المشهود، مواطنون متقشفون منذ ما يزيد عن خمسة عقود رغماً عنهم أو بإرادتهم حتى ينهض الوطن؛ والنتيجة:
كلنا خريجين توكتوك!!
سأله عمرو الليثي منذ أيام سؤالاً من ٣ كلمات فقط: "بتشتكي من إيه؟"؛ فبادره ذلك المواطن المصري المسحوق بسيل من الأسئلة والإجابات التي تُمثل ملايين المصريين الصامتين خوفاْ على أمنهم ومصائر رغيف عيشهم!!
سأله عن الأرز والسكر، عن آلة الإعلام الموجهة لصالح الدولة التي تزيف الحقائق، عن نهضة مصر التي تدعيها الحكومة والآلات الإعلامية الراضخة لها، عن جدوى المشاريع الاقتصادية التي ضخت الدولة وضخ الرئيس فيها مليارات الجنيهات، عن التعليم الذي وصفه ب"الأسفل"، عن المنظومة الصحية، عن المشاريع الزراعية وجدوى نتائجها الملموسة على المواطن؟!!
أكد له أن الآلاف يموتون جوعاً وفقراً كل ساعة، والدولة تعلن عن مشاريع يومية بملايين الجنيهات لم يشعر المواطن بجدوى نتائجها إلى الآن!!
لخص مشكلات مصر في ٣ نقاط: التعليم والصحة والزراعة. تساءل عن مصر لم يعد يراها بينما كان كوكب اليابان يدرس عوامل نهضتها منذ قرن ليسير على دربها، عن مصر كانت ف نفس الفترة تقريباً من أقدم الدول التي أنشأت خطوط السكة الحديد، وكانت بريطانيا مدينة لها، وكانت تمتلك احتياطياً نقدياً من أكبر الاحتياطات في العالم، عن مصر كانت تحت حكمها وحكم قراراتها عدة دول إفريقية وخليجية والآن تُمتهن من شعوب تلك الدول الخليجية التي تعتبر نفسها تتصدق علينا؟!
عبارات قاسية فندت الواقع الحالي أطلقها هذا المواطن الذي شاهده حتى الآن على التليفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي ما يقرب من ٣ ملايين مصري يشعرون بمرارة ما انطلق من فمه كالصواريخ النووية التي نسفت مشاعرنا وفتت قلوبنا على وطننا.
آخر كلماته في لقاء لم يتعد ال٣ دقائق نصاً: "مفيش حد قلبه على مصر، ولا بيحب مصر، ميرضيش ربنا شوية تجار ضحكوا على الناس بحجة الوطنية والعدالة الاجتماعية والديموقراطية، وعهودهم بعيدة كل البعد عن الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، حرام".
سأله الليثي: "انت خريج إيه؟"، فأجابه: "خريج توكتوك!!".
يا رفيقي دعني أجيبك عن أسألتك كمواطن مصري يشاركك الوطن والواقع المرير. نحن في وطن ثار في ٢٥ يناير على فساد مبارك الذي ارتفعت الأسعار وانتشر الظلم وغابت العدالة الاجتماعية واضمحلت الديموقراطية وانحطت المعيشة في عهده، فجنينا ثمار الثورة إرهاباً وإخواناً متأسلمين وعدوا فأخلفوا، فثرنا في ٣٠ يونية فألقينا بهم في السجون، وانتخبنا رئيساً وعدنا وبشرنا في سنتين، فقفز الدولار من ٦ جنيهات إزاء حكم مبارك الفاسد إلى ١٥ جنيهاً!!
وارتفعت الأسعار ضعفين وثلاثة وأكثر الآن مقارنة بأيام حكم مبارك الفاسد!!
تحول الفشل الاقتصادي من أساسيات معيشية ارتفعت أسعارها إزاء حكم مبارك الفاسد إلى لبن وسكر وأرز تضاعفت أسعارهم بجنون ويتم التلاعب بأسعارهم في السوق السوداء والدولة تُراقب وتتوعد -فقط- والمواطن يتسول!!
رُفع الدعم بشكل كبير عن المواد البترولية والكهرباء وكل موارد الطاقة، وتبرعت دول الخليج بالمليارات وامتلأ صندوق تحيا مصر، وأسست مصر مشاريع عملاقة وفعاليات واتفاقيات اقتصادية لا تُحصى، وتبرعت الحاجة زينب بحلقها، ولازالت المعيشة المتوسطة وتحت المتوسطة ورغيف العيش مكافأة وليست حقَّا!!
لازالت مصر في انتظار الفكة حتى تُبنى بعد حوالي ٦ سنوات على ثورة يناير، و٤ سنوات على ثورة ٣٠ يونية، و ٣ سنوات على حكم الرئيس السيسي!!
صديقي المواطن. لا تيأس، فلست وحدك!! #أنا_خريج_توكتوك
باختصار يا عزيزي، كلنا خريجي توكتوك!!
