العلاقة بين اسعار النفط والذهب والدولار الأمريكي

مازالت اسعار النفط تتهاوى عالميا حيث سجلت الأسعار مستويات متراجعة مع إستمرار المخاوف بشأن تفاقم المعروض العالمى من النفط الخام فى الأسواق.

وبالتوازى مع إنخفاض اسعار النفط فقد إنخفضت اسعار الذهب بنحو 4% إلى أقل مستوى لها فى اكثر من حوالى خمس سنوات، مع إرتفاع الدولار الأمريكي قبيل إجتماع الإحتياطى الإتحادى " المركزى الأمريكي ".

والكثير من الناس يتساءلون حول العلاقة بين أسعار تداول الذهب والنفط ، وهل هى علاقة طردية أم عكسية ؟ وما الذى يربط بين سعر الدولار وسعر الذهب ؟

العلاقة بين أسعار النفط والذهب

يعتبر النفط والذهب من اهم السلع  فى العالم ، نظرا لما يتمتعا به من العديد من المميزات والمقومات التى جعلت منهما اهم السلع حتى أنهما أصبحا من اهم العوامل التى يتم التقييم لإقتصادات الدول بناءا على أساسها ، هذا وبالإضافة إلى أن لهما دورا أساسيا فى التوترات السياسية وخاصة النفط.

ويتمتع الذهب بإعتباره احد اهم وأكثر المعادن النفيسة إنتشارا، وكذلك يعتبر إقتناء الذهب من الرغبات الدائمة لدى الأفراد و الجماعات وكذلك الدول، نظرا للقيمة المادية و المعنوية التى يتمتع بها الذهب.

ويرى أغلبية المحللين وجود علاقة قوية بين الذهب والنفط ، وهذه العلاقة قد نشأت عن إرتباطهما بالعملة الأمريكية من ناحية، ومن ناحية اخرى لكون سعر النفط ذو علاقة بانتاجية أغلبية السلع بإعتباره يمثل جزءا من مكونات التكلفة لأى سلعة، سواء كان ذلك ممثلا  فى تكلفة النقل أو الانتاج، وعليه فإن احداث أى تغيرات فى اسعاره من شأنه أن يؤثر فى الإقتصاد المحلى والعالمى من خلال احداث تغيرات فى اسعار السلع المحلية و العالمية سواء كان التغير بالإرتفاع أم بالإنخفاض.

والعلاقة بين النفط والذهب تعتبر علاقة طردية ، وهذا يعنى أن إنخفاض اسعار النفط يعنى بالضرورة إنخفاض لأسعار الذهب وفى الوقت الذى ترتفع فيه اسعار النفط كانت اسعار الذهب تتجه بنفس الإتجاه ، وإرتفاع اسعار النفط يؤدى إلى إرتفاع حصيلة الدخل القومى للدول المصدرة مما يؤدى إلى إرتفاع مستوى المعيشة وهذا يسهم فى دفع الناس لـ شراء الذهب.

من خلال ما سبق يمكن القول بأن العلاقة بين النفط والذهب علاقة منطقية، فإرتفاع اسعار النفط تحدث إرتفاعا فى اسعار الذهب.

العلاقة بين الذهب والدولار

تعتبر العلاقة بين الذهب والدولار علاقة عكسية ، وكما سبق وأن ذكرنا فهى على عكس تماما من العلاقة بين النفط والذهب حيث يمكن أن نطلق عليها إسم مادتين بديلتين بحيث يكون الطلب متزايدا على احداهما عندما يكون  سعر الأخرى مرتفع ،وهذه العلاقة نابعة من حقيقة أن الذهب احد اهم ادوات التحوط ضد المخاطر التى تطرأ من التغيرات فى معدل الصرف للعملات، حيث يمكن للمتعاملين والمستثمرين فى سوق النقد الأجنبى شراء الذهب لكى يعملوا على تغطية المخاطر التى تنتج من ضعف الدولار، و بالتبعية أية عملات اخرى ، غير أن قيمة الدولار تتحدد اساسا من خلال معدل صرفه بـ العملات الأخرى.

إن إنخفاض القيمة الحقيقية للعملة الأمريكية الدولار، يعنى إنه يتراجع بالنسبة للعملات الرئيسة فى العالم ، و يرجع الخبراء هذه العلاقة إلى السياسة التى قامت بمارستها الولايات المتحدة منذ أوائل السبعينات من القرن الماضى منذ إتفاق "بريتون وودز" عام 1945 الذى اسس لـ ربط العملات بالعملة الأمريكية وفق قاعدة تساوى فيها أونصة الذهب 33 دولارا، وهذه السياسة  أدت إلى زيادة مستوى التضخم عالميا ومازالت الأسواق العالمية تعتمد على السوق الأمريكي فخلال الأزمة الحالية على سبيل المثال، إتجهت قيمة الدولار نحو الإنخفاض فى اوقات عديدة ومع ذلك إنخفض سعر الذهب، وفى اوقات عديدة إرتفعت قيمة الدولار الأمريكي، ومع ذلك إستمر سعر الذهب فى الإرتفاع ، هذا الإضطراب فى العلاقة بين قيمة الدولار وسعر الذهب يأتى نتيجة عمليات المضاربة على الذهب فى اوقات الأزمات ، لذلك فإن الطلب على الذهب يأتى بسبب المضاربة التى ترتبط بالمخاطر الإقتصادية فى العالم والتى تعد العامل الأساسى فى الطلب على الذهب فى الوقت الحالى.

وكما أوضحنا فى سياق هذا التقرير فإن الذهب يتمتع بإعتباره احد اهم المعادن النفيسة ،و يرتبط الذهب والنفط معا بعلاقة عكسية مع الدولار فى حين تتصف العلاقة بأنها قوية فيما بين الذهب والنفط نرى بأنها على العكس من ذلك مع الدولار .