استثناء «الخارجية» من تقشف الحكومة يثير الجدل.. «عبد النبي»: مخالف للدستور وإهدار لمليارات الجنيهات.. «الحسيني» ساخرا: «فاتحين سفارات في دول مفيهاش مصريين».. وخبير اقتصادي يطالب بتقليص ودمج البعثات

قرر المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، اليوم الإثنين، استثناء وزارة الخارجية من خطة التقشف التي تم الإعلان عنها في اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية يوم الأربعاء الماضي، وتضمنت اتخاذ كافة الوزارات إجراءات تقشفية لتقليل عجز الموازنة.

وجاء القرار بالكتاب الدوري متضمنا "تخفيض التمثيل الخارجي في البعثات الدبلوماسية لجميع الوزارات بنسبة 50% كحد أدنى، عدا وزارة الخارجية، على أن تتم الاستفادة من الكوادر الموجودة بالوزارة في إنجاز جانب من أعمال هذه البعثات، وتكون الأعداد والمقار التي يسمح لها بالتواجد في أضيق الحدود وللضرورة القصوى".

"مفيش تقشف"
"يبقي مفيش تقشف"، هكذا علق الخبير الدستوري فؤاد عبد النبي على قرار استثناء وزارة الخارجية من خطة الحكومة للتقشف، مشيرًا إلى أن ذلك يدل على جهل الحكومة بالأعباء والميزانية الباهظة لوزارة الخارجية المصرية على مستوى العالم، بما لا يتناسب مع الظروف الاقتصادية، وتدني الدور الفعال للوزارة خلال الفترة الحالية.

وتابع عبد النبي: "إن ذلك يدل على إصرار الحكومة على اللعب تحت الحزام، -بحسب قوله- دون الغوص في المشكلة، موضحا أن عدد السفارات المصرية على مستوى العالم 393 سفارة، لكل منها أكثر من ممثل ومستشار، في الوقت الذي يعاني منه الشعب المصري من أزمة اقتصادية.

وأضاف، أن هذا القرار يفضح ظاهرة فساد ومخالفة للمادة 218 من الدستور، التي تنص على حسن أداء الوظيفة العامة والحفاظ على المال العام، متسائلا: "ما الجدوى من هذه البعثات التي تجتاح جميع دول العالم، وتهدر المليارات تحت مسمى كاذب، بتحسين صورة مصر، وتمر السنين وتسوء صورة مصر أمام العالم أكثر.

لا يصح
وعلى الجانب الاقتصادي، قال عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية: "إن هذا الإجراء غير صحيح، فالعامل الرئيسي للمطالبة بالتقشف كان سببه وزارة الخارجية لما تهدره من ملايين الجنيهات، خاصة أن البعثات الخارجية تتعامل بالعملة الأجنبية، التي تُعد سببا رئيسيا لخفض قيمة الجنيه أمام الدولار، مطالبا بتقليص البعثات الخارجية التي لم تقدم أي جدوى من إرسالها، ودمج بعثات أخرى وتمثيلها بقطاعات تابعة للوزارة.

دول بدون رعايا
ومن جانبه، انتقد الإعلامي يوسف الحسيني القرار، قائلا: إن دولا أجنبية ليس بها رعايا مصريين٬ ورغم ذلك بها قنصليات مصرية٬ مضيفًا: "إجراءات تقشفية فاتحين قنصليات بدول مفيهاش مواطن مصري واحد".

ونفى الحسيني خلال برنامج "السادة المحترمون"٬ المذاع على قناة "أون تي في لايف"٬ صحة ادعاء وزارة الخارجية باستخدامها هذه القنصليات في تكوين اللوبي السياسي مع الدول٬ مؤكدا أن اللوبي لا يتم عن طريق القنصليات ولكن بين الدول في المؤسسات والهيئات الدولية الكبرى، مستطردا: "أنتم بتكلموا مين يا جماعة٬ جهلة مثلا٬ ولا بنفك الخط بالعافية".