في أول ظهور تليفزيوني لمحلب بعد الخروج من رئاسة الحكومة : الحمد الله ”معندناش” فقر زى بلاد كتيرة.. والإصلاح الاقتصادى الحالى لصالح الفقراء

ـ لم يعد هناك إغراء للسفر لدى الشباب إلى الخارج لأن الفرص موجودة والرواتب متوفرة
ـ على الغنى أن يتحمل أكثر وأطالب ربة المنزل بحسن الإدارة
في أول ظهور له تليفزيونياً بعد خروجه من رئاسة الحكومة، دافع المهندس ابراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق عن قرارات حكومة شريف اسماعيل في يوم الخميس الأسود، مؤكداً أنها لصالح الفقراء.
وكشف رئيس الوزراء السابق، مع الإعلامى معتز الدمرداش، ببرنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور"، أمس، عن سر اختفائه عن الظهور إعلاميًا، قائلاً: "بشتغل.. فموقعى يتطلب المتابعة والعمل ولكل مكان ظروفه ودائمًا أقول إنه على قدر المعلومات يأتى من العمل نفسه ولكنى أتواصل مع الإعلام عن طريق المتحدث الرسمى".
وأوضح إن الظهور المتكرر الذى لا يكون غير مبنى على أسباب جوهرية مضيعة للوقت، وأحرص على العمل أكثر من الظهور الإعلامى.
وأشاد ورئيس الوزراء السابق، بالقرارات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة مؤخرًا، قائلاً: إن مصر كانت فى دوامة ودوائر مفرغة، وما جرى الآن من إصلاح اقتصادى ووقفة مع النفس، وعملية إصلاح سريع للاقتصاد يمثل نقطة فارقة فى التاريخ، مشيراً إلى أن حد الديون وصل إلى 3 تريليونات جنيه وكان لابد من اتخاذ القرارات الاقتصادية الأخيرة.
وشبه مصر بـ"رب أسرة" دخله الشهرى 2000 جنيه ينفق 4 آلاف جنيه ويأخذ 200 جنيه ديونًا يتم إنفاقها بطريقة غير مناسبة، ما يؤدى إلى أن ترث الأسر العذاب والدين والضياع.
وفى رده على منتقدى المشروعات القومية الكبرى، شدد محلب على أهمية توقيت تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، لدورها فى بث الثقة والطمأنينة فى نفوس المصريين، مضيفاً: "كان حلمى أن تمتلك مصر ماكينة أنفاق، واليوم تمتلك مصر 4 ماكينات أنفاق بإدارة مصرية، ولست منزعجًا من المنتقدين للمشروعات القومية وأقول لهم عن ده وقتها، والحمد الله الحلم بدأ يتحقق، ونحن نرسم لوحة جميلة جدًا لمصر من خلال المشروعات الكبرى وتعالوا نشوفها سوا.. وبقول للمنتقدين ده وقتها".
وأكد المهندس إبراهيم محلب، أن المشروعات القومية خلقت المئات من الشركات وملايين الفنيين والعمال، مضيفًا: "اليوم مفيش مهندس أو فنى أو حرفى بيدور على شغل، لأن هناك نوع من الغليان فى قطاع الإنشاءات وغيره والعمل 24 ساعة".
وأكد أن الدولة تصارع الزمن، والبيروقراطية لن تعطل المشروعات القومية، لافتًا إلى أن الحكومة نفذت 200 ألف وحدة سكنية وجارٍ تنفيذ 400 ألف وحدة بأعلى جودة وأقل سعر، ما ساهم فى كسر حدة اختناق السكن، وتم توفير مساكن بأسعار معقولة جدًا للشباب، مضيفاً :"لم يعد هناك إغراء للسفر لدى الشباب إلى الخارج لأن الفرص موجودة والرواتب متوفرة".
وطالب رئيس الوزراء السابق، المواطنين الذين يمتلكون بطاقات تموينية لا يستحقونها بإعادتها للدولة مرة أخرى، وأن يعيد المواطن المصرى منظومة تصرفاته لسد احتياجاته، لافتاً إلى أن القرارات الاقتصادية الأخيرة التى تم اتخاذها لصالح المواطن لتجنب وجود موروث من الديون على الأجيال المقبلة، والإصلاح الاقتصادى بداية الطريق للإصلاح الاجتماعى وغرس الوطنية.
وأشار إلى ضرورة وجود قاعدة معلومات للوصول إلى المواطنين الأكثر احتياجًا، مضيفًا: "هنعدى ونعبر.. متخضوش.. وهناك بعض الضغوطات"، مضيفا أن مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة، ولكن هناك أمل وفجر بدأ فى الظهور، متابعًا: "على الغنى أن يتحمل أكثر وأطالب ربة المنزل بحسن الإدارة".
عن ثورة 25 يناير وتداعياتها، قال إنه بعد الثورات يكون هناك ارتباك، وتحديات صعبة تتطلب المواجهة، مضيفًا: "لما نزل الجيش حضن الشعب وأخذه لبر الأمان وأصبح لدينا دولة ودستور ورئيس منتخب وحكومة تنفيذية ومجلس نواب، وخرجنا بسرعة من مشهد الارتباك بعد 2011، رغم وجود بعض التحديات مثل الفقر والأمية والزيادة السكانية، والظروف الاجتماعية الكبيرة، وندرة الطاقة والظروف السياسية".
وأكد أن مصر تشهد طفرة هائلة فى المشروعات القومية الكبرى، وما يحدث إعادة بناء دولة جديدة، ولا يمكن النظر للمشروعات القومية بالتجزئة، لافتًا إلى أنه تم فتح شرايين التنمية من خلال المشروعات القومية للطرق، حيث تم شق 5 آلاف و400 كيلو متر طرق تربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، مشيرا إلى موقع مصر المتميز جغرافيًا، والأراضى الزراعية الشاسعة ووفرة المياه، بجانب الأيدى العاملة، مستطردًا: "الفجر بدأ يطلع وبان وأرى أملاً فى الإصلاح.. والشاب بدأوا فى العمل بالمليون ونصف فدان بجانب أنفاق قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة وده وقتها ولو لم يتم إنشاؤها الآن سنكون مقصرين جدًا فى ظل الزحام الشديد بالقاهرة والزيادة بمعدل 2.1 مليون سنويًا".
وأوضح أن منطقة وسط القاهرة والقاهرة التاريخية ليس لها مثيل بالشرق الأوسط ولكن أسيء استغلالها، قبل أن تعيد الحكومة إعادة ضبطها مرة أخرى، مضيفا أن مصر بحاجة إلى ناس ينظرون بلقب طاهر وعيون صائبة لما يحدث فى مصر".
وأوضح محلب أن الإصلاح الاقتصادى الحالى فى مصر لصالح الفقراء، ويمثل عملية جراحية لإصلاح المسار، مضيفًا: "إن شاء الله لن يكون فى مصر فقر، حتى وإن كان نسبته 25%.
وتابع :"الحمد الله معندناش فقر زى بلاد كتيرة، والإصلاح الاقتصادى الحالى لصالح الفقراء.. إزاى كان الدعم يزيد والفقر كان يزيد، معنى كده إنه بيروح لواحد زيك"، فيما رد الدمرداش: "أنا لست من المستحقين".
وقال محلب، إن كثيرًا من المشروعات القومية الكبرى تدار عن طريق الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتنفيذ الشاب والشركات المصرية.
وأكد أن الهيئة الهندسية استطاعت نسف البيروقراطية واتخذت القرارات وحكمت التكلفة وضمنت الجودة، واستغلت قوة البشر والإمكانيات الرائعة بالشركات، فى منظومة رائعة بين تداخل إمكانيات مصر، مستطردًا: "محدش يقولى جيش وشعب.. الاتنين حاجة واحدة.. والهيئة تحدت الزمن ومثلت صمام أمان للشعب المصرى، وكل جنيه دفع بالمشروعات كان فى محله".
وأكد المهندس إبراهيم محلب، أن هناك آلية لحصر الأراضى إليكترونيًا بالتعاون مع وزارة الاتصالات، مضيفاً: "فوجئنا بأطلس لجميع أوقاف مصر جنوبًا وشمال بالأمس والوقف والإحداثيات.. كان تايه ولقيناه مع موظف شريف ووزير الأوقاف منحه 10 آلاف جنيه".
وأكد محلب، أن مصر تمر بمرحلة صعبة، وهذا الوقت ليس لثراء أحد على حساب الآخرين، وهناك كشف حساب "عسير" لمن أربك منظومة العمل والاقتصاد فى البلد واحتكر السلع، والمصريون ليس لديهم رفاهية بقبول التجاوز من أى أحد، والأجهزة الرقابية ستحاسب المتجاوزين.
وكشف "محلب" أن هناك آلية لحصر الأراضى إليكترونيًا بالتعاون مع وزارة الاتصالات، عن حصاد لجنة استرداد الأراضى منذ إنشائها، موضحًا أنه تم حصر أكثر من 70% من الأراضى المستولى عليها، مشيداً بمنظومة المعلومات لدى القوات المسلحة، ومضيفاً أن لجنة استرداد الأراضى مثال لمواجهة أى فساد ولا تسمح به إطلاقاً.
وأشار "محلب"، إلى أن البيروقراطية والفساد وراء وضع البعض أيديهم على أراضى الدولة، موضحاً أن اللجنة استطاعت استرجاع 80 ألف فدان، وحصر مليار و800 مليون جنيه مخالفة للنشاط، و450 مليون جنيه من المزادات، لافتاً إلى أن القرارات الصادرة من لجنة استرداد أراضى الدولة بالإجماع وليست للأغلبية، مضيفاً: "أرسلنا ملفات واضعى اليد على الأراضى من السفر وما بنى على باطل فهو باطل، وبعض أنواع الفساد هناك من بنى على أملاك الدولة بعقود مزورة".
وأكد مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، أن الدولة تستهدف تنمية سيناء من خلال خطوات جادة وواقعية ومشروعات قومية كبرى جارى تنفيذها الآن، وثمار ذلك ستأتى خلال عام ونصف.
وأشاد بالمؤتمر الوطنى الأول للشباب، مؤكداً أنه كان بمثابة رسالة قوية أن شباب مصر ملتف حول رئيسه وحكومته ولم يكن هناك سقف للحديث أو النقاش، والجميع تحدث فى حضور الرئيس والوزراء بحرية، مضيفاً: "الشباب هم الأمل وبكره بتاعهم ..واحنا مستلمناش بلدنا زى ما أحنا إنشاء الله هنسلمهالهم، ونحتاج لتواصل الاجيال وليس صراعهم"، معتبراً أن الحواجز بين القيادة والشباب "صناعية".
وعن دعوات التظاهر يوم 11/11، قال :" دعوات مش من المصريين ..ناس مش عاوزة استقرار البلد، ويحاولون إفساد جو البناء والأمل والشعب لا يقبل ذلك وحريص على بناء ووحدة بلده..الثورة تقوم بهدم الفساد ثم تهدأ لبناء الأمجاد..ومفيش ثورة مستمرة فأركان الدولة اكتملت وبزوغ الفجر بدأ يبان بالمشروعات، وأعلم أن هناك مشكلات وضغوط بس سنة ونص وسنعبر ببلدنا".
ووجه محلب، الشكر لرئيس الوزراء الحالى المهندس شريف إسماعيل، مشيداً بالقرارات الاقتصادية التى اتخذتها حكومته مؤخراً.
وفى رسالته لـ"إسماعيل"، قال "محلب" فى حواره مع الإعلامى معتز الدمرداش، ببرنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور": "ربنا معاك اتخذت قرارات صعبة.. كمل وإحنا كلنا معاك".
وقال إن المناخ الإعلامى فى مصر يشهد قدرًا كبيرًا من الحرية، موضحاً: "المناخ الإعلامى فى مصر إلى حد كبير لديه حرية، ومفيش سقف إعلامى"، نافياً ما تردد عن صدور قرار بمنع الوزراء من الظهور فى الفضائيات، مؤكداً أن التواصل مع الإعلام ضرورة لا بد منها.
وعن إطلاق لقب "البلدوزر" عليه، قال: "عملى صباحاً ومساءً هو أسلوبى حياتى نتيجة طبيعة عملى والظروف الصعبة التى كانت تتطلب منى ذلك حتى يكون ضميرى مرتاحاً"، مضيفاً: "واجهت نقدًا إعلاميًا كبيرًا خلال رئاستى للحكومة ولكننى لم أغضب من أحد لأننى فعلت أقصى ما عندى وما أستطيع فعله".