مشايخ تل أبيب.. إسرائيل تستعين بتصريحات الجندي لتشريع قانون منع الأذان.. عمرو خالد الداعية المفضل بالإعلام العبري.. رواية سيد العفاني وفتوى جهاد القرضاوي تسعدهم
القراءة المتأنية لتاريخ “الكيان الصهيونى”، وممارساته طوال السنوات الطويلة الماضية، تكشف أن “تل أبيب” توظف كل شىء سياسيًا وتستغل أي ثغرة لشرعنة جرائمها على مرمى ومسمع من العالم، وهو ما حدث عندما بدأت وسائل إعلامها في استغلال ما أصدره بعض الدعاة المصريين في الآونة الأخيرة من فتاوى اعتبرتها إسرائيل ذريعة لتمرير أحد قوانينها العنصرية، وتحديدا القانون المتعلق بعدم رفع الأذان.
منع الآذان
الداعية الشهير، خالد الجندي، كان محط أنظار وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، والتي استغلت تصريحات سابقة له استنكر فيها رفع صوت المؤذن، ليمنح “الجندى” –دون أن يقصد- مبررا لتمرير قانون “المؤذن العنصري الذي يقضي بمنع الأذان عبر مكبرات الصوت في فلسطين.
تعجب مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية من الضجة التي أثارها قانون “المؤذن” الإسرائيلي في العالم العربي في ظل وجود دعاة مصريين يؤكدون أن رفع صوت المؤذن يؤذي أصحاب الديانات الأخرى، في محاولة تبرير لتمرير القانون العنصري.
تصريحات “الجندي” التي ذهب فيها إلى أبعد من ذلك بتشبيه صوت الأذان المرتفع بصوت الحمير، لم يكن الأول من نوعه الذي تهلل له إسرائيل وتتعامل معها كونها ذريعة تبرر ممارساتها المتوحشة.
سم النبي
الداعية الإسلامي، سيد العفاني، الذي ولد في بلدة بنى عفان بمحافظة بني سويف من محافظات صعيد مصر، هو الآخر قدم هدية لإسرائيل على طبق من ذهب دون أن يدري بظهوره على قناة “الرحمة” الفضائية وزعمه أن سبب كراهية المسلمين لإسرائيل ليس فلسطين أو غزة وإنما اعتقادهم أن امرأة يهودية هي من قتلت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن دست السم له في الطعام.
تصريح “العفاني” أثار فرحة عارمة في إسرائيل وأشادت وسائل الإعلام العبرية بكلامه، واعتبرته من صميم الحقيقة وأنه بالفعل يقول مسلمات حول الصراع العربي الإسرائيلي، في محاولة من إسرائيل للاستشهاد بآراء مغلوطة عن النبي تهدف إلى طمس القضية الفلسطنية والادعاء بأن الفلسطينيين ليسوا أصحاب الأرض وأن الصراع ديني وليس صراعا على الأراضي المقدسة.
نجوم في إسرائيل
يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أيضًا يأتي ضمن قائمة دعاة مصر الذين أصبحوا نجومًا في إسرائيل بسبب تصريحاتهم المرحب بها داخل الدولة العبرية، إذ سبق أن أكد أنه لا ضرورة ولا واجب شرعي لفتح باب الجهاد في فلسطين حاليا، مؤكدًا أن الله عز وجل يختبر صبر المرابطين في الأراضي المقدسة.
ومن بين تصريحات “القرضاوي” التي تخدم إسرائيل تحريمه زيارة القدس لغير المسلمين، وهو تصريح اعتبرته “أوقاف غزة” مخالفًا للشرع ويخدم أهدافها الصهيونية.
الداعية عمرو خالد، لم يكن أيضا بعيدا عن المشهد وارتبط اسمه بإسرائيل أيضًا بعد فتواه التي منح فيها شرعية لإسرائيل تطالب بموجبها بالمسجد الأقصى بدعوى أن اليهود بنوه على بيت رجل يهودي.
أثارت تلك التصريحات في حينها ضجة كبيرة، وإعلام تل أبيب لم يفوت الفرصة وجعل خالد تحت دائرة الأضواء في إسرائيل، ووصل إلى درجة تشبيه القناة العاشرة الإسرائيلية أحد برامج عمرو حالد ببرنامج شهير في إسرائيل يدعي “الأخ الكبير” وينال هذا البرنامج إعجاب حيز كبير من المجتمع الإسرائيلي، لافتة إلى أنه يقيم ورش الهدف منها توعية الشباب بأمور دينهم.
آراء مغلوطة
من جانبه قال عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق: كل ما تستغله إسرائيل هي آراء مغلوطة، فمثلًا الأذان تعريفة في اللغة هو الإعلان عن الصلاة، والإسلام أمر برفع الأذان في كل المساجد حتى القريبة من بعضها البعض، والحديث الشريف يقول إن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة.
“الأطرش” تابع حديثه قائلا: أذان الفجر لم يمنع قط في مصر، لكن الذي منع هو التواشيح التي تقال قبل الفجر لأن هناك مرضى وغير ذلك لذا منعتها وزارة الوقاف أما الأذان فلن يجرؤ أحد على منعه في مصر.
وحول ادعاء مقتل النبي مسمومًا قال، رئيس لجنة الفتوى الأسبق: النبي لم يقتل مسموما وإنما دعته امرأة يهودية ودست له السم في الطعام ولم يأكل منه، والحقيقة أنه مات في حجرته بحضن السيدة عائشة، والدين الإسلامي دين يسر وسهولة وتسامح والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عاهد النصارى واليهود، والذمي له حق في رقابنا، وما دام يعيش معنا في سلام له ما لنا وعليه ما علينا.
وفيما يخص بيت المقدس قال “الأطرش”: هو ملك للمسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها وهو أول قبلة بعد البيت الحرام، وينبغي على العالم الإسلامي جميعًا أن يدافعوا عنه، والجهاد يكون فرض عين على الصغير والكبير والرجال والنساء إذا احتل العدو شبرًا من أرض المسلمين.
في ذات السياق يوضح الدكتور منير محمود، الخبير في الشئون الإسرائيلية أن: الإعلام الإسرائيلي وتوجه حكومات إسرائيل يتعامل بشكل ممنهج مع نقاط الضعف في العالم العربي، سواء من جانب أجهزة الأمن أو المتخصصين في مجال اللغة العربية، ويركزون على الشيء الذي يخدم عملية تهويد كل ما هو عربي.
الخبير في الشئون الإسرائيلية، واصل حديثه بقوله: الجانب الإسرائيلي خلال فترات الصراع دائمًا يؤكد أن جانب المعرفة عن العرب سلاح مهم لإسرائيل لذا نشر تلك الاقتباسات عن دعاة أو غيرهم يأتي نتيجة التعمق الإسرائيلي في الشأن العربي، ولهذا أرى أنه يجب تشجيع خريجي أقسام اللغة العبرية في الجامعات المصرية لأنهم الجنود المجهولون والاستفادة منهم ومن مجال تخصصهم، كل الكوادر متاحة في مصر لكننا لا نفعلها، كما يجب على إعلامنا أن يسلط الضوء أيضًا على اقتباسات دعاة الدين اليهود، فكما يأخذون هم عن الشيخ فلان وعلان ينبغي أن نقتبس عنهم من منطق شهد شاهد من أهلها لتوضيح الصورة وإظهار جوانب الضعف لديهم لمنع تشويه الحقائق ولديهم الكثير من الفتاوى المسيئة للإنسانية مثلما فتى أحد الحاخام لديهم بقتل كل ما هو مسلم، وشدد على أن كل ما تسعى إليه إسرائيل من أبراز اقتباسات بعض الدعاة المصريين هو التخديم على المشروع الاستيطاني والصهيونية.
وقال أيضا: إسرائيل تبرز اقتباسات بعينها لقلب الحقائق مثل جعل الصراع العربي لإسرائيل ديني هدفه أن تبرز أمام العالم أن هناك عداء لكونهم يهود وليس بسبب السياسة الاستعمارية وهذا للأسف لا نرد عليه بشكل واضح وصريح، تلك المقولات سواء كانت نتيجة عدم إدراك أو جهل يجب الرد عليها بالدلائل العلمية، ولا بد من وجود آلية منهجية من مؤسسة إعلامية ومن وزارات لإظهار الحقائق أمام الرأي العام والعالم.
وتساءل، الدكتور منير محمود، هل يعقل أن يتيح الدين الإسلام الزواج من اليهودية ويحث على كره اليهود بصفة عامة؟ مشيرًا إلى أنه من غير المنطقي، وهذا نوع من أنواع التحريف والتزييف للهواة أو الجهلة الذين يفتون دون علم، وهم موجودون في كل مكان بالعالم حتى في إسرائيل، لذا يجب أن يكون لدينا الرد جاهزًا دومًا لدحض أي أكاذيب.
