جمال مبارك رئيساً مُحتملاً لمصر!!
بقلم احمد عزت زيادة الجورنالجيبعد حوالي ما يقرب من ست سنوات على ثورة 25 يناير 2011 التي ثار فيها المصريون على مبارك ورجاله الذين التفوا على السلطة وتآمروا على مصر وعلى قوت شعبها حتى تمتلئ "كروشهم" وتتضخم حساباتهم في بنوك سويسرا، ومرور مصر بالعديد من الفترات الصعبة بداية من الفترة الانتقالية للمجلس العسكري وحكم الإخوان الإرهابية ثم عدلي منصور وحتى الرئيس السيسي حالياً، لم تتحسن أحوال المصريين ولم يجدوا سوى رغيف عيش يلتهمهم!!
استوقفني مشهد جديد من مشاهد التسول منذ أيام، في أحد البقالات حين استوقفتني سيدة خمسينية العمر تمسك في يدها كيساً من الدجاج المجمد، وتسألني أن أدفع لها ثمنه حتى تأكل هي وأولادها!! والحقيقة أني لم أفسر الأمر سوى في اتجاه واحد من خلال سؤال طرحته على نفسي: ما الذي يدفع إنساناً يمتلك كرامة أن يتسول الطعام من الناس بذلك الشكل المهين سوى أنه لا يملك فعلاً ثمنه!! والحقيقة أننا ثرنا على مبارك "الحرامي" حين كان سعر تلك الدجاجة حوالي ثمانية عشر جنيهاً، وليس حوالي ثلاثة وثلاثون جنيهاً الآن!!
انتفض المصريون في مظاهرات شعبية في 18 يناير عام 1977 أطلقوا عليها "انتفاضة الخبز" بعد مشروع سياسات تقشفية أعلنها الدكتور عبدالمنعم القسيوني نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية أمام مجلس الشعب في 17 يناير من العام نفسه بهدف تخفيض العجز شرط الحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي؛ فتراجعت الحكومة عن ذلك القرار بعد خروج المصريين للشوارع وإطلاق السادات على تلك الانتفاضة "ثورة الحرامية" و"تطبيل" الإعلام المصري المُستعبد دائماً من الحكومات المختلفة متهمين المنتفضين بتنفيذ مخطط شيوعي لتخريب البلاد، ومتحدثين عن مؤامرات خارجية على مصر.. و"الحدق يفهم"!!
بعد ما يزيد عن سنتين على حكم الرئيس السيسي تتخذ الحكومة قراراً باللجوء لصندوق النقد الدولي أو صندوق الاحتلال الدولي للحصول على اثنتا عشر مليار دولار، مقابل شروط أعتبرها هي المؤامرة الحقيقية على شعب مصر!!
فبعد تحرير سعر الدولار ورفع الدعم بشكل جزئي عن المواد البترولية للمرة الثانية خلال سنتين ورفع الدعم عن الكهرباء والطاقة، وارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية كالأرز والسكر والعيش "الغير مدعم" وغيره، نتساءل عن مليارات عائد قناة السويس الجديدة التي تكلف حفرها مليارات الجنيهات.. نتساءل عن المليارات "الخزعبلية" التي تحصلت عليها مصر من المؤتمر الاقتصادي العالمي السنة الماضية، والتي تحولت أرقامها إلى مزاد بين القنوات الاتصالية المتعددة من المسؤولين إلى الإعلاميين .. نتساءل عن عوائد الاكتشافات البترولية البحرية التي أعلنت عنها وزارة البترول ... نتساءل عن مليارات الدولارات التي وهبتها دول الخليج لمصر في إطار مساعدة الدولة المصرية للنهوض الاقتصادي!!
وكأن التاريخ يعيد نفسه بشكل أكثر سوءاً يتخذ معظم الإعلاميون -مع التحفظ على مُسماهم الحقيقي- منابرهم لاتهام كل من تسول له نفسه مجرد طرح التساؤل مثلما أفعل الآن ذريعة لإلقاء الاتهامات بالانتماء لجماعات إرهابية تهدف لتخريب الوطن!!
الفارق أنه عندما يحين الوقت ليثور المصريون ليطالبوا بلقمة عيشهم لن يطلقوا شعار "كيلو اللحمة بقى بجنيه"، بل سيطلقوا "كيلو اللحمة ب 120 جنيه"!!
ولأن المصريين يتميزون بالرضا والقناعة والطيبة المفرطة، فقد بدأوا إطلاق شرارة الأمل الأخيرة، وهي الدعوة من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لانتخاب جمال مبارك رئيساً لمصر ٢٠١٨، بعد قناعة الكثير وترديده لجملة "ولا يوم من أيام مبارك، يا ريتنا ما عملنا ثورة!!"
سيادة الرئيس السيسي .. شعب مصر لم يعد يطيق العَيْش، وبدا يطمح للأقل الذي يراه الآن في مبارك وجماعته التي وفرت له يوما معيشة يراها أكثر إنسانية، وشبابها يموتون في البحر بينما يحاولون الهرب خارج حدودها.. فلترفق بنا، ولا يعيب سيادتك التراجع عن قرارات وسياسات حكومية بدأت ظلالها تهبط بالطبقة المتوسطة إلى طبقة الفقراء، وتذهب بطبقة الفقراء إلى حد الموت جوعا قبل فوات الأوان.
اللهم بلغت اللهم فاشهد