قصة الكنيسة البطرسية ضحية الإنفجار الإرهابي .. بنتها في 1911 عائلة بطرس غالي باشا لتجسيد تاريخها السياسي.. وتحفة معمارية لا تقدر بثمن
كتب الجورنالجى الجورنالجيتعد الكنيسة البطرسية أشهر كنيسة كرست على اسم الرسولين "بطرس" و"بولس" وتقع هذه الكنيسة في شارع رمسيس بالعباسية، حيث تولت عائلة " بطرس غالى باشا " بناءها علي نفقتها الخاصة فوق ضريحه عام 1911 م ، تخليداً لذكراه، بعد اغتياله على يد أحد القوميين في 21 فبراير 1910، وانتهت أعمال البناء بها في 21 فبراير 1912 أي بعد عامين. حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة.
وقام البابا كيرلس الخامس، بتكريس وافتتاح الكنيسة في حفل حضره مندوب الخديوي عباس حلمي وكبار رجال الدولة والطائفة.
بُنيت الكنيسة البطرسية على الطراز "البازيليكى" ويبلغ طولها (28) متراً وعرضها ( 17 ) متراً، ويتوسطها صحن الكنيسة والذي يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية في كل جانب، وقد تولى تصميم المبانى والزخارف مهندس السرايات الخديوية "أنطون لاشك بك "، ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي " بريمو بابتشيرولى" وقد أمضى خمس سنوات في تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة والتي تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين.
وتضم الكنيسة العديد من لوحات الفسيفساء التي قام بصناعتها " الكافاليري انجيلو جيانيزى" من فينسيا مثل فسيفساء التعميد، والتي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن ، ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة عمدان، كما توجد صورة بالفسيفساء في قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح العرش وعلى يمينه السيدة العذراء وعن اليسار "مارمرقس الرسول" .
والجدير بالذكر أن العائلة البطرسية، هي عائلة مصرية قبطية سطر أبناؤها العديد من صفحات تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وشاركوا في صنع العديد من الأحداث الفاصلة في تاريخ مصر منذ الثورة العرابية، مرورا بتوقيع إتفاقية السودان، وثورة 1919 ، وإتفاقية 1936 ، ووصولاً إلي توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد، ووصول واحد من أبنائها إلي منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصري وعربي يصل إلي تلك المكانة المرموقة.
وتحتل الكنيسة مساحة مستطيلة الشكل، قسمت إلى ثلاثة أروقة بواسطة أعمدة من الرخام، وغطيت بأسقف جمالونية من الخشب المغطى بالقراميد، وللكنيسة هيكل ومذبحين.
والكنيسة بها 9 أبواب، يؤدي الباب الرئيسي إلى الرواق الأوسط الذي ينتهي إلى سلم آخره ضريح بطرس باشا، الواقع تحت أرض الكنيسة، وخصصت مساحته لدفن كل أفراد العائلة به.
وأوقفت عائلة «غالي» 71 فدانًا من أرضهم لصالح الكنيسة (تحت ملكيتها).
وفي عام 1922، قام نظار الوقف، بشراء الأراضي الموجودة حول الكنيسة بشارع رمسيس، لضمان عدم إقامة عقارات قرب الكنيسة وتشويه منظرها.
وعام 1924، قرر نظار وقف الكنيسة، عمل مسابقة بين فنانين تشكيلين عالمين، لتصميم زخرفة حوائط الكنيسة، وفاز البروفيسور بريمو بانشيرولي، الإيطالي الجنسية، بالجائزة الأولى وأسند العمل له، كما أسند عمل فسيفساء الهياكل لشركة من البندقية.
وأشرف على الزخرفة وديكور الكنيسة، مرقس باشا سميكة، مؤسس المتحف القبطي.
و كان أول اجتماع بالكنيسة للشباب والأطفال بمدارس الأحد في 29 أكتوبر 1934.
و عام 1948، أنشأت ميريت بطرس غالي، مذبحًا جديدًا، بجانب الهيكل؛ لتخليد ذكرى والدتها.
و قام المهندس واصف بطرس غالي، عام 1960، بتصميم امتداد جديد للكنيسة، شمل إلغاء الثلاثة مداخل المطلّة على شارع رمسيس، واستبدالها بباب واحد يفتح على صحن سماوي محاط بثلاثة أروقة، بها مقر جمعية الآثار القبطية، وقاعة السيدة صفا التذكارية، نسبة لزوجة بطرس باشا غالي، والمتحف الذي يحتوي على مقتنياته.
وكهنة الكنيسة البطرسية على مدار مائة عام، عددهم 6 فقط، وهم: «القمص بطرس عوض الله من 1912 - 1934»، و«القمص غبريال إسحق من 1934 - 1954»، و«القمص باسيليوس باسيليوس من 1954 – 1985»، و«القمص ميخائيل فهمي من 1987 حتى اليوم»، و«القس أندراوس فهمي من 1968 حتى اليوم»، و«القس أنطونيوس منير من 1996 حتى اليوم».