مصير برنامج إبراهيم عيسي ”مجهول”.. تكرار لسيناريو باسم ويسري وسعد وليليان.. والنهاية مفتوحة.. والحريري يقدم بيان لوزير الداخلية

 لا يعرف أحد مصير برنامج إبراهيم عيسي علي قناة "القاهرة والناس".. الهجوم الحاد والعنيف المنزوع من الكياسة من البرلمان يوم الإثنين الماضي علي إبراهيم عيسي وما يقدمه بدا مخططاً لإقصائه واسكاته علي طريقة باسم يوسف ويسري فودة ومحمود سعد وليليان داوود وعمرو الليثي.. اختلفت السيناريوهات ما بين التهديد والوعيد أو الدفع للهجرة أو الترحيل أو المنع من السفر لكن النتيجة النهائية واحدة:"اصمت".
 المقدمات أيضاً واحدة سواء أكان الهجوم من المواطنين الشرفاء الذين حاصروا مسرح "البرنامج" وروعوا العاملين به، أو بلاغات من مجهولين، أو اتصالات هاتفية خشنة ثقيلة النبرة، او إجبار صاحب القناة علي فسخ التعاقد، ثم حالة من الضباب والشائعات، ليدخل الإعلامي المستهدف في الثقب الأسود، ليكتفي بالتغريد علي تويتر وحضور المناسبات العامة، أو يضطر للهجرة والعمل بقناة من خارج مصر، أو خليك بالبيت فهذا هو أفضل.
 لم تمر ساعات يوم الإثنين الماضي علي تلويحات وتهديدات الدكتور علي عبد العال رئيس البرلمان ضد ابراهيم عيسي وقناة "القاهرة والناس" حتي توقف نبض البرنامج.. توقع الجمهور أن يخرج في السهرة عيسي ليرد عن نفسه الإتهامات التي كيلت له من التحريض إلي هدم الدولة، لكن أذيعت حلقة مسجلة.. وتكرر الأمر أمس، وأكدت المصادر أن حلقة اليوم أيضاً مسجلة.
 في الخلفية لا حديث رسمي ولا تصريح من عيسي، وطارق نور فضل الصمت خاصة بعد تلقيه صدمة الغاء معرض لو مارشيه للأثاث الذي يرعاه، تحت دعوي الإجراءات الأمنية.. لكن الرسالة واضحة بالنسبة لرجل أعمال كبير.
 لا لغز في الموضوع.. هو نوع من الحصار المشدد علي بيزنس صاحب القناة، وعلي الإعلامي المخضرم ابراهيم عيسي، وسط صدمة من المشاهدين والمتابعين، ولهاث من السوشيا ل ميديا لمعرفة نهاية الصراع هل سيصمت عيسي ام ينحني أو ينجح في تجاوز المشكلة كما تجاوز مشاكل أخري في عصر مبارك.
 مصادر من داخل قناة الناس أكدت أن النية تتجه لفسخ تعاقد إبراهيم عيسي ووقف برنامجه.. لكن الأمر ليس مؤكداً بعد.. وقالت مصادر مقربة من عيسي أنه تعرض لـ"ظرف طارئ" منعه من الظهور على الهواء في الحلقتين السابقتين، ولم تصدر تعليمات أو توجيهات بإيقاف البرنامج.. وهذا كلام ليس صحيحاً تماماً، فضيوف البرنامج للحلقات التي ألغيت في اليومين السابقين احدهم الخبير الاقتصادي هاني توفيق، الذي كشف عن وقف البث الحي لبرنامج «عيسى»، وكتب عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك": "عيب جداً عندما يُلغى البث الحى لبرنامج إبراهيم عيسى إعتباراً من اليوم (عرفت ذلك الآن حيث كنت مدعواً بها للحديث عن بعض القضايا الاقتصادية فى حلقة الغد)".
 وأضاف: "وعندما يلغى معرض لومارشيه الذى ينظمه طارق نور مالك القناة، قبل عدة أيام من موعده بحجة أمنية خائبة لم تقنع أحداً، فهذا يعنى ببساطة ووضوح أن البرلمان قد نجح فى قرص ودن إبراهيم عيسى وصاحب القناة إللى مشغلاه لتجاوزه في الكلام".
 وتابع: "أنا شخصياً لست موافقاً على كل ما يقوله عيسى في برامجه، وعندي تحفظات على الكثير مما يذهب إليه في تحليلاته، ولكني بالتأكيد أرفض هذا الاسلوب البلدى والمستهلك فى التعامل مع أصحاب الرأى الآخر".
 وعلي المستوي الرسمي للقناة نفى الإعلامى أحمد سعيد، رئيس قناة القاهرة والناس" ما تردد على بعض المواقع الإخبارية بشأن وقف برنامج إبراهيم عيسى، المذاع على القناة، وذلك على خلفية هجوم مجلس النواب على "عيسى" لانتقاده اللاذع للمجلس ورئيسه.
 وأوضح "سعيد" لـموقع"الوطن"، أنه تم إذاعة حلقة سابقة مساء الثلاثاء من برنامج إبراهيم عيسى، بسبب ظروف منعته من بث حلقة مباشر، أما حلقة يوم الاثنين فكانت جديدة لكن مسجلة مع الكاتب عمر طاهر نظرًا لارتباط الضيف بظروف السفر، وستذاع حلقة اليوم فى موعدها مباشر"

وأضاف: "لم نصدر أى بيانات أو أخبار من القناة بشأن فسخ العقد، ولا يوجد نية من القناة لفسخ العقد مع إبراهيم عيسى "
.. والسؤال أي الروايات حقيقية؟ والأهم كيف ستنتهي الأزمة؟ وهل سيكفي هذا "قرص الأذن" أم سيتوقف البرنامج أم أن الأمر سيصل إلي حد العقاب؟!
من ناحيته امتلك النائب النائب البرلماني عن دائرة محرم بك بالإسكندرية، هيثم الحريري، الشجاعة ليتقدم اليوم(الأربعاء)، ببيان «عاجل» لوزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، بعد اعتراض الأمن على إقامة معرض لومارشيه للآثاث، في الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر الجاري بأرض المعارض في مدينة نصر، ما نتج عنه "خسائر مالية للمنتجين والعارضين المحليين والدوليين، وإساءة لسمعة مصر دولياً".
وتساءل الحريري إذا ما كان قرار الأمن سببه امتلاك منظِّم المعرض، طارق نور، فضائية القاهرة والناس، التي تبث برنامجا معارضًا يقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى؟ مضيفًا:"وهل هذا القرار يتناسب مع حديث الرئيس بتشجيع الاستثمار والإنتاج والصناعة في مصر.. أم أن هناك ظروف أمنية تمنع تنظيم هذا المعرض السنوي؟".
وكان طارق نور، رئيس وكالة طارق نور الإعلانية، أعلن، في تصريحات صحفية، إن معرض لومارشيه السنوي للأثاث تم إلغاؤه، أمس (الثلاثاء)، ولم يذكر تفاصيل حول أسباب إلغاء المعرض.
وكان من المقرر إقامة المعرض السنوي المتخصص في صناعة الأثاث، في الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر بأرض المعارض، لكن المنظمين قالوا من خلال إعلان نشر في إحدى الصحف، إن قرارا صدر بإلغائه، وأشارت تقارير صحفية إلى وجود أسباب أمنية.
وشن مجلس النواب، في جلسته الإثنين الماضي، هجوما حادا على «عيسى»، حيث قال رئيس مجلس النواب «علي عبدالعال»، إن «ما يردده الإعلامي إبراهيم عيسى، في برنامجه، عن مجلس النواب يعد جريمة تحريض على العنف»، مضيفا أن «ما يقوله ليس جنحة، ولكنه جناية، ولن تمر هذه التفاهات مرور الكرام»،.
وطالب رئيس المجلس، المستشار «مجدي العجاتي»، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، بمراجعة الحلقة الخاصة التي أذاعها «عيسى»، المتعلقة بإقرار قانون بناء الكنائس، واصفا إياها بأنها «فتنة»؛ حيث قال الأخير: إن «هناك نصا يحظر على الأقباط رفع الصلبان على الكنائس»، وهذا النص لم يرد في 14 مسودة لمشروع القانون، في حين أن الهيئة العامة للاستثمار لم تتخذ إجراء بهذا الصدد.
وقال «عبد العال»، إن «هذا الإعلامى يريد أن يشعل فتنة، ويهدم الدولة، وأن الهيئة العامة للاستثمار لا يمكن أن يمنعها الدستور أو القانون من القيام بدورها؛ حيث إنها ظلت متفرجة».
ومن جانبه، قال «العجاتي»، إن الحكومة تدين ما حدث، ولكن مواجهة هذا الأمر ليس لدى الهيئة العامة للاستثمار أو وزيرة الاستثمار؛ حيث إن الموضوع متعلق بالمنطقة الحرة، وهو مارد عليه رئيس المجلس، بأن «المنطقة الحرة لها قانون يحكم عملها».
وأكد أن ما يقرره المجلس ستلتزم الحكومة به، وعليها أن تتخذ موقفا إيجابيا يحقق ما تحدث به رئيس المجلس، ولا أحد يمكنه المزايدة على المجلس حامي الحريات والصحافة، مشددًا على أن ما ستتخذه الحكومة سيلقى قبولا من المجلس.
وقال النائب «مصطفى بكرى» إن «البرلمان لا يمكن أن يقف أمام حرية التعبير، ولكن هناك فرقا كبيرا بين حق الانتقاد والتشكيك»، مشيرا إلى أن «ما يتم تداوله عبر برنامج عيسى هدفه إثارة الرأي العام».
وأضاف «بكري»، أن «البرلمان المصري مؤسسة تعبر عن الشعب المصري ولا بد أن نكون حريصين عليها، ولكن الإعلامي إبراهيم عيسى قال إن البرلمان يسعى لتعديل مدة الرئيس، وقال بالحرف إننا (نصابين وأفاقين)، وإن عبد العال يفتقد للسياسة».
فيما انتقد «أسامة هيكل» رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أداء «عيسى»، وقال إن «عيسى، حدثت منه مجموعة من الخروقات للقواعد الإعلامية، خلال الحلقات الأخيرة من برنامجه».
وأضاف: «أنا لست ضد النقد، بل على العكس فلابد منه؛ لكي يستفيد المسؤول، لكني ضد تكرار انتهاك القواعد الإعلامية».