لماذا فشل الإخوان في استدعاء سيناريو 28 يناير؟.. المصريون رفضوا دعوتها للتمرد ضد السيسي.. حركات 25 يناير تشكك في نواياها تجاههم.. الهلباوي: ذابت في تحالف الإرهاب

على مدار الأيام الماضية، وقبل أن تحل الذكرى السادسة لـ ثورة 25 يناير، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية، تكثيف الدعوة لاستعادة سيناريو 28 يناير، أملًا في إعادة البلاد لـ«معادلة صفرية»، بمعايير جديدة تذوب فيها كل الأطروحات الفكرية والدينية التي تاهت فيها الجماعة نفسها على مدار عامين، وهو الأمر الذي تجاهله المصريون بكافة طوائفهم ولم يُعرهم أحد أي اهتمام يذكر حتى الآن.

لا تملك حلولًا لأزماتها الداخلية 

لم تتبن «الجماعة» خلال الأيام والأسابيع الماضية أي مشروع سياسي يمكن احترامه، للتغلب على أخطر أزمة سياسية في تاريخ البلاد، بل إنها لم تجد حلًا لأزمتها الداخلية إلا «فرم المعارضين» والتطاحن الذي أثمر عن انشطارها لجبهتين، أحدهما تظهر القيم المعتدلة، والأخرى تؤيد الدموية والعنف، ما يعني أنها بجناحيها لم تستطع الإجابة بعد 6 سنوات على السؤال الصعب.. هل تدرك بأطيافها المتصارعة المعنى الحقيقي للثورة؟ 

ليست إرهابًا 

بالتأكيد الثورة ليست إرهابًا معلنًا على مذهب «الكماليين»، إحدى جبهات العنف في الجماعة، والتي تتنازع حاليًا مع القيادة التاريخية للإخوان، وتشرع هذه المجموعة العنف مع مؤسسات الدولة، كرد فقهي وسياسي تم استدعاءه من داخل سطور دساتير الجماعات الإسلامية الفكرية والدينية، والمعبأة في رسائل وكتب روادها الأوائل.

كما أنها ليست إرهابًا دينيًا وفكريًا، مثل الذي مارسته الجماعة، سواء قبل رحيل الرئيس الأسبق حسني مبارك، عبر إصرارها على شعار «الإسلام هو الحل» في كل الفعاليات الانتخابية، لابتزاز نظام الحكم والمنافسين لها، أو بعد إجباره على التخلي عن الرئاسة، بتسويغ شعارات دينية لخدمة مصالحها، وظهر ذلك بوضوح في الاستفتاء على أول إعلان دستوري بعد الثورة، الذي تحول من شعيرة انتخابية لـ«غزوة صناديق» خلفها إما الجنة أو النار. 

إدمان الفشل عقيدة عند الإخوان 

لم تتقن الإخوان طوال سنوات ما بعد الثورة المعنى الحقيقي لـ«الثائر الحق» إن جاز لنا استخدام المصطلح الشهير للشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي إلا الهزائم المتتالية، ولم يزدها الفشل إلا انعزالية، ورغبة في استدعاء النصوص القديمة من بطون الكتب، وإعادة تلميع المصطلحات الجهادية، على منصات رابعة، بعدما عُزل محمد مرسي عن حكم مصر، لتحفر الجماعة بسرعة مذهلة قبرها بيدها، بعدما ذابت في «تحالف الشرعية» الذي أسماه الدكتور كمال الهلباوي أحد رموز الإخوان على مدار تاريخها، بـ«تحالف الإرهاب».

إنزال العقاب بالمصريين 

وفي الوقت الذي تدعو فيه الجماعة للثورة على نظام السيسي، في كل فعالية أو مناسبة ثورية مرت بها البلاد، لا تتوانى عن إنزال العقاب بالشعب المصري، وكيل السباب والطعن فيه، لمجرد رفضه بقاءها في الحكم، بعد الكوارث والاحتقان الطائفي والغموض الذي التف كثعابين الكوبرا حول مستقبل البلاد، طوال العام الذي حكمت فيه مصر. 

التحالف مع جماعات الدم

فشل الإخوان حتى الآن في فهم المعنى الحقيقي للثورة، ولو أدركوا دلالاتها لعادوا أقوى مما كانوا عليه، فلم يكن الأمر يتطلب أكثر من إعلان احترامهم لـ«حكم الشعب» ورغبته في إزاحتهم مؤقتًا، حتى يستدركون أخطائهم القاتلة، ولكنهم فضلوا التحالف مع زمرة الظلاميين والتكفيريين، والقياديين القدامى لجماعات الدم، الذين احتلوا الواجهة السياسية لحكمهم، بعدما منحوهم المقاعد الأمامية في الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر في 2012، وهم يعرفون جيدًا أن «دم السادات» لم يجف بين خطوط أيدى قاتليه حتى الآن. 

وطوال 3 سنوات مضت، وحرب الدولة المصرية مع الإرهاب تستعر، وتقض مضاجع المصريين بكافة طوائفهم الفكرية والسياسية والدينية، إلا جماعة الإخوان التي تخاذلت عن إدانة الأفعال الإجرامية الدموية في حق الوطن، حتى لا تخسر حلفاءها من التيارات المتشددة، والتي تحارب نيابة عنها ضد مؤسسات الدولة المصرية.

ملخص حكاية الإخوان

ينهي الدكتور "كمال الهلباوي" القيادي التاريخي للجماعة ملخص حكاية الإخوان لـ«فيتو»، مؤكدًا أن نهاية الجماعة وقع عليها الشعب المصري، والذي ربما لا يجد من يلبي طموحاته الاجتماعية والاقتصادية، لكنه لن يمنح صك الثورة مرة أخرى، لمن لم يدّن العنف أو يتطهر منه، ولن يعود للإخوان التي نزعت عنها «خيط رفيع» كان يفصلها عن جماعات الإرهاب، لتصبح عودتها للمجال السياسي والاجتماعي بالنسبة للمصريين، هى والعدم سواء.