معركة قضائية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية على إثر عدم إقرار ترامب بهزيمته
كتب الجورنالجى الجورنالجيعندما ترفض المحكمة تنفيذ " أمر تنفيذى " أصدره رئيس الدولة الأكبر اقتصاديا وعسكريا ، فالعالم أمام حدث استثنائى ، وعندما يتم رفض طعن وزارة العدل الامريكية على قرار الوقف ، فالعالم أمام سابقة جديرة بالتأمل والتحليل والتنبؤ ، وظاهرة تؤكد أن الولايات المتحدة الامريكية على موعد مع فصل جديد يكتبه التاريخ ، بدآ مع تولى ترامب زمام الأمور هناك ، فصل إعادة توزيع القوى والنفوذ ٠
معادلة من هذا النسق ، تؤكد أن الفترة القادمة ستشهد تحولات كبيرة فى السياسة الامريكية ، ففى وقت سابق ، أعلن الرئيس الامريكى دونالد ترمب ، أنه سيصدر مرسوما جديدا بعد عطلة نهاية الاسبوع على أكثر تقدير بشآن الهجرة ، إذا قررت إدارته المضى قدما فى هذا الإتجاه ، وذلك للتغلب على رفض القضاء له في مرحلتين ، الاولى حين علقت محكمة في سياتل مطلع شهر فبراير الحالى القرار مؤقتا وسمحت بدخول المشمولين بالمنع ، والثانية عند تأييد محكمة استئناف الدائرة التاسعة في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا تعليق الأمر ٠
تصريحات ترامب جاءت بعد يوم من تعرضه لهزيمة قانونية ثانية ، برفض محكمة الاستئناف تفعيل المرسوم الحالي الذي يقضي بحظر مؤقت لدخول اللاجئين وحاملي التأشيرات من سبع دول مسلمة ، تصريحات عكست عدم إقرار الرئيس الامريكى بهزيمة السلطة التشريعية أمام السلطة التنفيذية ، واصراره على مواصلة المعركة القضائية ، موجها إدارته بدراسة خيارات جديدة لأمره التنفيذى السابق ، من بينها إدخال تعديلات عليه ، والتى من المتوقع من الممكن أن تتضمن اتخاذ إجراءات أمنية إضافية لحماية الولايات المتحدة من أى تهديد أمنى ، بما يجعلها أكثر أمنا٠
تحرك وزارة العدل الامريكية التى قدمت طعنا لإلغاء الأمر الذى اصدره قاضى اتحادى مبطلا حظر السفر ، باء بالفشل مما دعا ترامب إلى تأكيد أنه سيصدر أمرا جديدا ، والمرسوم الجديد المحتمل ربما لن يختلف عن المرسوم الحالى الا قليلا ، وربما يتضمن إضافة مستويات أعلى في المراجعات الأمنية ، أو تأخير فحص ملفات طالبى اللجؤ المنحدرين من الدول السبع المعنية بقرار الحظر ، أو التشديد فى منح التأشيرات ، بما يعرقل الدخول إلى البلاد ٠
محاولات ترامب للألتفاف على قرار المحكمة تعكس ثقته فى صحة قراره الخاص باللأجئين ومواطنى الدول السبع، والأسانيد التى ساقها وأعتمد عليها فى قراره ، وكذلك التزامه بالوفاء بتعهداته الانتخابية ، كما يعكس ثقته فى إحراز النصر فى النهاية لأنه لا يجوز تقييد سلطات الرئيس ٠
تحدى قرار ترامب ، جاء بناء على ماوصفته المحكمة بأنه ينتهك الضمانات التى يكفلها الدستور للحرية الدينية ، وأنه يمنع البعض من استكمال دراستهم أو استئناف عملهم ، وإنه جاء ليس دفاعا عن المسلمين ، أو شعوب الدول السبع ، وإنما دفاعا عن المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات العامة التى لو انتهكت ضد البعض فستلحق حتما بالآخرين ٠
مواجهات ترامب واسعة النطاق مع القضاء ، جاءت مبكرة حيث لم يمض على تسلمه السلطة شهرا ، مستهلا رئاسته بمرسوم أصدره بعد ٧ أيام فقط من جلوسه على كرسى المكتب البيضاوى فى يوم ٢٧ يناير الماضى ، يحظر فيه على مواطنى سبع دول من دخول امريكا ، بالإضافة إلى فرض حظر مؤقت على قبول اللاجئين ، حتى لوكان بحوزتهم تأشيرات دخول مسبقة ، بحجة أن هذه الدول ذات الأغلبية المسلمة تعتبرها واشنطن ملجأ للإرهابيين ، مما فجر موجة غضب واحتجاجات عارمة داخل وخارج البلاد ، وأثار انتقادات واسعة النطاق ، واشتعلت المداولات بشأن هذا القرار فى العالم ٠