الثلاثاء 19 مارس 2024 06:01 صـ 9 رمضان 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

الفقراء بين تجار السياسة والدين والأزمات !!

الدكتور محمد سيد احمد
الدكتور محمد سيد احمد

الفقراء وحدهم يدفعون الثمن في بر مصر منذ رحل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وحتى الآن، فقد كان الرجل وبحق (قولا وفعلا) زعيم الفقراء، والمدافع عن قضاياهم، والمنحاز لهم من خلال جملة سياساته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، والتي شكلت مشروعا اجتماعيا له ملامح خاصة يمكن لكل ذي عينين سواء كان منصفا أو غير منصف أن يقول إنه أكثر ميلا للفقراء، وأكثر ميلا إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.

وبرحيل جمال عبد الناصر دخل الفقراء في دوامة لم يتمكنوا من الخروج منها حتى اليوم، تلك الدوامة كان الفاعل فيها دائما مجموعة من التجار، والمفعول به دائما هم الفقراء، وكانت البداية مع إعلان أن 99% من أوراق اللعبة في يد الأمريكان، وهو ما يعنى أن مقدراتنا وقراراتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المستقلة التي شكلت ملامح المشروع الناصرى لم تعد صالحة، وأننا على أبواب مرحلة جديدة تتميز بقدر كبير من التبعية، وهنا تصبح التربة خصبة لنمو كل ما هو ضار وغير نافع وتبرز الطفيليات وتتسلق السلم الاجتماعى، وبالفعل مع إعلان سياسات الانفتاح الاقتصادى، وتبنى تجار السياسة للمشروع الرأسمالى الفاشي المنحط الذي ينحاز للشرائح والفئات والطبقات العليا على حساب الفقراء والكادحين بدأ الفقراء يدخلون في دوامة المعاناة.

وفى نفس التوقيت الذي أعلن فيه تجار السياسة عن مشروعهم الجديد المنحاز ضد الفقراء، برز في المشهد تجار الدين الذين عقدوا صفقة غير مشروعة مع تجار السياسة الذين سمحوا لهم بحرية الحركة داخل المجتمع، لفرض مشروعهم الذي يتطابق إلى حد كبير مع مشروع تجار السياسة، فكل منهما يؤمن بآليات السوق التي تفرم الفقراء مع أن لكل منهما مبررات مختلفة في عملية الفرم، تجار السياسة يقولون إن الليبرالية والرأسمالية لا تنظر إلى هذه الأشياء ولا تعنيها ظروف الفقراء ومعاناتهم هي تسعى فقط لتعظيم الأرباح بعيدا عن أي أبعاد إنسانية، وتجار الدين يستخدمون التراث الدينى في غير موضعه، ويتعاملون معه بانتقائية وانتهازية شديدة، ويرون أن الله قد خلق الناس فوق بعض طبقات، وبالتالى معاناة الفقراء هي إرادة المولى عز وجل، وعليهم أن يقتنعوا بنصيبهم، وإلا حلت عليهم لعنة الله وغضبه، وفى ظل هذه الأجواء يظهر تجار الأزمات الذين يستغلون ما يشيعه تجار السياسة وتجار الدين من أفكار لتنمية ثرواتهم عبر مص دماء الفقراء أثناء عملية الفرم، حيث يستغلون كل الفرص المشروعة وغير المشروعة للمتاجرة بقوت الفقراء.

وظل تجار السياسة والدين والأزمات يتصدرون المشهد، ويتلاعبون بأحلام الفقراء لما يقرب من أربعة عقود كاملة حتى هب الفقراء وخرجوا عن صمتهم، وأعلنوا أنهم ليسوا خرافا تساق إلى المذبح ليتم ذبحها وسلخها وفرمها بواسطة هؤلاء التجار الثلاثة الذين يعملون بالوكالة لدى المشروع الرأسمالى الغربي الذي يتلون بأشكال مختلفة، آخرها دعاوى العولمة وهى المرحلة الأكثر شراسة ووحشية لهذا المشروع الاستعمارى البغيض، فكانت ثورة 25 يناير التي رفع فيها الفقراء شعار العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وانتهت الثورة وعاد الثوار (الفقراء) إلى بيوتهم ينتظرون تحقيق مطالبهم وأحلامهم، بعد أن ظنوا أنهم قد أطاحوا بتجار السياسة المنبطحين للأمريكى والصهيونى من المشهد، لكن للأسف خاب ظنهم حيث قام المشروع الرأسمالى الغربي الذي يديره الأمريكى والصهيونى بالدفع بتجار الدين ووكلائهم الجدد إلى المشهد، ليستمر مشروعهم كما هو، وتتم عمليات فرم الفقراء ومص دمائهم.

ولم يتحمل الفقراء عملية الفرم الجديدة بواسطة تجار الدين، حيث قام تجار السياسة المخلوعين بإطلاق حلفائهم من تجار الأزمات ليصنعوا مزيدا من المعاناة للفقراء، وهنا ثار الفقراء من جديد في 30 يونيو، وتم الإطاحة بتجار الدين من المشهد، وتجددت أحلام الفقراء في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، لكن وللأسف الشديد عاد تجار السياسة بوجوه جديدة وأزياء مختلفة، حيث قام الأمريكى والصهيونى بتقديم نصائح لوكلائهم الجدد، وكانت أهم هذه النصائح هي تقليم أظافر الفقراء قبل عمليات الفرم الجديدة وتأديبهم على ما قاموا به من ثورة ضدهم وضد مشروعهم، وأكبر عقاب يمكن أن يمارس ضدهم هو إطلاق تجار الأزمات عليهم لينهشوا لحمهم ويكسروا عظامهم قبل وضعهم في المفرمة.

هذا هو حال الفقراء في بر مصر حيث يقعون فريسة بين أنياب تجار السياسة والدين والأزمات الذين يعملون بالوكالة لدى المشروع الرأسمالى الغربي الذي يديره الأمريكى والصهيونى، وإذا أراد الفقراء الخلاص من بين أنياب هذه الوحوش المفترسة، عليهم أن يدركوا أنه لابد من تجاوز تجار السياسة والدين والأزمات للوصول إلى جوهر المشروع الرأسمالى الذي يعمل هؤلاء التجار وكلاء له والثورة عليه، والبديل هو مشروع تنموى مستقل بعيدا عن مشروع التبعية، مشروع يعتمد على الذات في الزراعة والصناعة والخدمات، بدلا من المنح والقروض واستيراد كل شيء لدرجة أن بائع الذرة والبطاطا يحدثك اليوم عن سعر الدولار، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

الفقراء تجار السياسة الدين الأزمات

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 06:01 صـ
9 رمضان 1445 هـ 19 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:33
الشروق 06:00
الظهر 12:03
العصر 15:30
المغرب 18:06
العشاء 19:23