الجمعة 19 أبريل 2024 09:29 مـ 10 شوال 1445هـ
الجورنالجي
  • رئيس مجلس الإدارة أحمد يس
  • رئيس التحرير علاء طه
مقالات

سيدنا ” مبارك ” رضي الله عنه ودراويشه !!

 الدكتور محمد سيد احمد
الدكتور محمد سيد احمد

فى البداية لابد من التأكيد على أننى لم أصدم أو أدهش كما حدث لكثير من المصريين بحصول مبارك وعصابته على البراءة ليس فقط فى قضية قتل المتظاهرين بل فى كل القضايا التى قدموا للمحاكمة على أثرها, وذلك لأنني لم أقتنع أصلا بفكرة المحاكمة وفقا لقوانين وتشريعات قاموا هم بوضعها وسنها من الأساس, وكنت مع من يرى أنهم لا يجب أن يخضعوا للشرعية الدستورية التى قدمتهم للمحاكمة وفقا لتهم محددة أمام قاضيهم الطبيعى.

بل طالبت مع من طالب بضرورة خضوعهم للشرعية الثورية بناءً على اعترافى بأن 25 يناير ثورة وليست مؤامرة كما يدعى الآن محاسيب ودراويش سيدنا مبارك رضي الله عنه, بل كنت مع محاكمته هو وعصابته محاكمة سياسية تشكل لها محكمة عاجلة, لينالوا عقابهم على ما فعلوه وما ارتكبوه من جرائم فى حق الشعب المصرى عبر ثلاثة عقود كاملة.

ومن الضرورى التأكيد أيضا أنني ليس ممن يتعاملون مع المسئولين السياسيين بالعاطفة خاصة أننى لا تربطنى بهم معرفة سابقة, بل أتعامل معهم من منظور موضوعى فهم أشخاص تقدموا لمواقع المسئولية أمام الشعب وتم توقيع عقد اجتماعي بينهم وبين الشعب هو الدستور وعليهم أن يفوا ببنود هذا العقد عبر مجموعة السياسات التى ينتهجونها لتحقيق مصالح الشعب, فإن عملوا مخلصين لتحقيق مصالح الجماهير الشعبية التى قامت بانتخابهم للقيام بهذه المهمة كان موقفى منهم ايجابى وإن انحرفوا عبر سياساتهم عن تحقيق مصالح هذه الجماهير الشعبية وجب أن نوجههم ونحذرهم من انحرافهم وإن لم يستجيبوا فإن الموقف سيكون بالطبع ضدهم.

لذلك موقفى من كل القادة التاريخيين الذين تولوا مسئولية الحكم فى مصر يكون وفقا لهذه القاعدة بعيدا عن الحب والكراهية وبعيدا عن الأهواء الشخصية لذلك دائما ما أبحث عن الأدلة والبراهين التى تؤكد وجهة نظرى وموقفي سواء الايجابي أو السلبي تجاه هؤلاء القادة الذين تولوا حكم البلاد سواء فى الماضى أو الحاضر, ولعل خلفيتى العلمية لها كثير من الفضل فى ذلك, فالعلم لا يعترف إلا بالأدلة والبراهين لإثبات صحة الموقف, وبالتالى يكون الحكم أو النتيجة النهائية أقرب للواقع الموضوعى.

وبناءً على ذلك فأننى عند النظر للرئيس الأسبق حسنى مبارك لا أرى فيه شيطان رجيم كما يراه أعدائه بل أرى أنه كان يوما ما قائد عسكرى متميز خدم الوطن ودافع عن ترابه كأى جندى فى مدرسة الوطنية الحقيقية ( الجيش المصرى ) وظل فى موقعه العسكرى قائدا للقوات الجوية الى أن اختاره الرئيس أنور السادات بعد حرب أكتوبر ليكون نائبا له, وهنا انقضي دوره العسكرى وبدأ الدخول فى مرحلة العمل السياسي الذى يمكن لنا تقيمه فيه بشكل مختلف عن دوره الأول حتى لا نخلط الأوراق كما يفعل دراويشه.

ويمكننا القول أن دور الرجل السياسي لم يبرز بشكل واضح خلال سنوات النيابة الست حيث اختفى دوره تماما فى ظل وجود الرئيس السادات, وشاءت الأقدار أن يتولى الرجل المسئولية برحيل السادات فى مطلع الثمانينيات بعد أول اعتداء على الدستور من الرئيس السادات الذى قام بتعديله ليبقى مدى الحياة فى الحكم فكانت الإرادة الإلهية أسبق ولم يستفيد السادات من اعتدائه على الدستور بل استفاد خلفه مبارك الذى جلس ثلاثون عاما فى سدة الحكم.

وخلال سنوات حكمه الطويلة التى حاول فى بدايتها أن يعمل بجد وفقا لقدراته وإمكاناته المحدودة للغاية, لكننا لا نحكم على المسئولين عن شئون الحكم بالنوايا فقط بل بمجمل عطائهم وانجازاتهم وسياساتهم وانحيازاتهم الاجتماعية, وفى هذا الإطار يمكن التأكيد بما لا يدع مجال للشك أن الرجل فشل بكل المقاييس فالسياسات التى اتبعها أفقرت الغالبية العظمى من شعب مصر ورفعت الدين الخارجى والداخلى بشكل غير مسبوق وكرست التبعية للغرب الرأسمالى, وكانت انحيازاته الرئيسية للمحاسيب والمقربين منه وعائلته, حيث تحولت مصر على يديه الى عزبة تديرها زوجته ووالداه وأصحابهم فى نهاية حكمه, وكانت ثورة الشعب عليه فى 25 يناير هى المحصلة النهائية لفشل سياساته فطالب الشعب برحيله من أجل تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية المفقودة.

ووفقا لذلك كان مبارك يستحق المحاكمة السياسية لكن قادة الثورة المضادة من اتباعه تمكنوا من فرض أمر واقع على الشعب وتحويل مبارك لمحاكمات وهمية على بعض التهم التى يعلمون أنها لن تثبت أبدا عليه لذلك كانت البراءة, الى هنا لا توجد مفاجآت بالنسبة لى, لكن الغريب والعجيب حقا هو تلك الضجة التى قام بها دراويشه بعد إعلان براءته فى قضية قتل المتظاهرين حيث شاهدنا جيوشهم الالكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى يحاولون غسيل ذمته متناسين أن القضاء أدانه فى قضية القصور الرئاسية وثبتت سرقته, وقام أحد دراويشه بكتابة مقال غريب عجيب يقول فيه أن السماء بكت على مبارك يوم براءته حيث هطلت الأمطار, وأن الله مد فى عمره ليس ليذله لكن لينصره على من ثاروا عليه يقصد شعب مصر.

وهناك من كتب يقول أن ابراهيم عيسي العدو اللدود لمبارك هو من شهد ببراءته فى قتل المتظاهرين وهى شهادة غريبة عجيبة فمن أين عرف ابراهيم عيسي ان الرجل لم يعطى أوامره بقتل المتظاهرين ؟ وهل كان قريبا من دائرة صنع القرار وهو العدو اللدود ؟ وهل كان مقيما مع الرجل فى قصره الرئاسي أيام الثورة ؟ تساؤلات كثيرة حائرة, لكن فى كل الأحوال فقد انطوت ورقة مبارك فى الحكم وما يجب أن نلتفت له أن دراويشه الذين يعتبرونه سيدنا مبارك رضي الله عنه هم من يفرضون سيطرتهم وهيمنتهم على مقاليد الحكم, ومازالت سياساته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية الفاشلة تعمل على افقار المصريين وتعميق جراحهم, اللهم بلغت اللهم فاشهد

سيدنا مبارك رضي الله عنه دراويشه

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.261718.3617
يورو​ 20.049520.1629
جنيه إسترلينى​ 24.092624.2337
فرنك سويسرى​ 19.610919.7204
100 ين يابانى​ 15.004215.0901
ريال سعودى​ 4.86824.8951
دينار كويتى​ 59.968760.4519
درهم اماراتى​ 4.97124.9996
اليوان الصينى​ 2.86492.8842

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 1,103 إلى 1,126
عيار 22 1,011 إلى 1,032
عيار 21 965 إلى 985
عيار 18 827 إلى 844
الاونصة 34,299 إلى 35,010
الجنيه الذهب 7,720 إلى 7,880
الكيلو 1,102,857 إلى 1,125,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 09:29 مـ
10 شوال 1445 هـ 19 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:52
الشروق 05:24
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:46