نقابة الصحفيين..تاريخ ممتد من المعاناة للسلطة الرابعة

تاريخ طويل عاشته النقابة الأولى من نوعها في الوطن العربي، على مدار76عام، فقد كان خروجها للنور نتاج عمل استمر أعوام  امتدت فيها حبال الجدل، حتى استقر أمرها لتنشأ عام 1941، ويعقد أول اجتماع للجمعية العمومية لانتخاب  أول مجلس للنقابة في ديسمبر، ليشهد بلاط صاحبة الجلالة من بعدها انتخابات دورية لا تنقطع كل 4 سنوات، وانتخابات لتجديد النصف كل عامين، وهي الانتخابات التي تشهدها نقابة السلطة الرابعة اليوم .

تاريخ النقابة

جاء النداء الأول لإنشاء نقابة تجمع الباحثين عن المتاعب في عام 1891، حيث خرج هذا النداء من جريدة الأهرام، ولكنه لم ينفذ، ليتكرر النداء على يد عدد من الصحف في أعوام متفاوتة، حيث دعت صحيفة المؤيد عام 1909 بنفس الطلب ولكنه لم يؤتي بثماره.

ليحل عام 1912 وقد نادى عدد من أصحاب الصحف القومية بتكوين نقابة للصحفيين، ووقع حينها الاختيار على صاحب جريدة "لاريفورم" بالإسكندرية ،"مسيو كانيفيه" ليكن نقيبًا للصحفيين، وانتخبت الجمعية العمومية أيضًا فارس نمر وأحمد لطفي السيد وكيلين للنقابة، لتنتهي تلك التجربة التي استمرت عامين بقيام الحرب العالمية الأولى عام 1914.

التجربة الثانية في عام 1923 على يد كلًا من داود بركات وإسكندر سلامة ومحمد حافظ عوض وجورج طنوس، بدأت بتكوين رابطة تهدف إلى إنشاء نقابة الصحافة، ليأتي عام 1924 ويتم اتخاذ الخطوة الرسمية الأولى بمقابلة ثلاثة من الصحفيين وهم أمين الرافعي ومحمد حافظ عوض وليون كاسترو، لرئيس الوزراء، مطالبين بإصدار قانون لإنشاء نقابة الصحفيين، ليتم بالفعل قيام النقابة .

باتت العراقيل توضع في طريق حصول النقابة على مرسوم رسمي، حتى عام 1936 حيث صدر مرسوم باعتماد نظام جمعية الصحافة من قبل الحكومة، وبالرغم من صدور القانون إلا أنه انتظر تصديق البرلمان عليه، وظل الوضع معلقًا حتى تقدم رئيس الوزراء حينها علي ماهر باشا لمجلس النواب بمشروع القانون عام 1939، ليأخذ القانون سنوات أخرى داخل البرلمان إلى أن صدر القانون يحمل  رقم 10 لسنة 1941 في 31 مارس بإنشاء النقابة.

لتنعقد أول جمعية عمومية للصحفيين داخل محكمة مصر بمنطقة بابا الخلق بتاريخ ديسمبر 1941، حضرها 110 من أصل 120 عضو بالنقابة وقتها، واختاروا فيها أول مجلس نقابي منتخب.

مقر النقابة

ظل مقر النقابة عائقًا آخر فقد كانت النقابة تعقد اجتماعاتها في البداية بمقرات الصحف، إلى أن تنازل محمود أبو الفتح عن شقة له، ومع زيادة أعداد الصحفيين كان المقر يحتاج إلى مكان أوسع، ليتجهوا إلى عقد اجتماعاتهم بمقر نقابة المحامين، حتى لوحظت قطعة أرض خالية خلف نقابة المحاميين "المقر الحالي" .

ليطالب محمود أبو الفتح من الدولة الحصول على هذه الأرض لإقامة مبنى خاص بالنقابة، ولكنه يعلم أنها تابعة  للقوات البريطانية، وتوجه الصحفيون بإنذار للقيادة البريطانية للجلاء عن الأرض واستجابت القوات للطلب، وقام  رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي  لتمويل مشروع إنشاء النقابة.

هموم النقابة وحرية الصحافة

كانت الرقابة على الصحف هي القضية الأولى التي واجهتها النقابة، عانت الصحف من التضييق أكثر أثناء الحرب العالمية الثانية، فشهدت النقابة حالات لحبس الصحفيين، وتقليل عدد صفحات الجريدة اليومية إلي أربع صفحات فقط، و هي المعاناة التي لم تنتهي حتى اليوم، لتأتى انتخابات اليوم في ظروف مشابهة للنشأة الأولى.