أستاذة علم النفس بجامعة وستمنستر: الإرهابيون لديهم طبيعة عدوانية
كتب الجورنالجى الجورنالجينشرت الدكتورة كارلا داندو مقالة علمية على موقع conversation عن التحليل النفسي لشخصية الإرهابي.
وسيطر البحث عن "شخصية" أو "عقلية" إرهابية على البحوث النفسية في السبعينات والثمانينيات، ولا يزال مجالا هاما للبحث اليوم.
وهناك دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Human Behaviour، "، التي وضعت الملامح المعرفية والنفسية لـ 66 من أفراد القوات شبه العسكرية الكولومبية الذين سجنوا لارتكابهم أعمالا إرهابية.
وتهدف أبحاث علم النفس لتحديد السمات التنبؤية المستقرة للشخصيات الإرهابية، ولتنبؤ بمن سيصبح إرهابيا وربما منعه، ويستخدم الباحثون الذين ينفذون مثل هذه الدراسات عددا لا يحصى من القياسات النفسية، والاختبارات الشخصية والذكاء في سياقات مختلفة.
وينطوي مصطلح "عقلية إرهابية" على إشكالية لأنه يبعث على فكرة أن الإرهابيين غير طبيعيين، ويعانون من وجود اضطراب أو عجز أو مرض، يجعل الإرهابيين "مريضين" أو مختلفين، وهذه الفكرة تبدو معقولة لأنها تساعدنا على التوصل إلى اتفاق مع السلوك المتطرف.
وحللت الدراسة الجديدة القوات شبه العسكرية الكولومبية المعزولة بمجموعة من الاختبارات الاجتماعية المعرفية، وخلقت ملامح فردية بما في ذلك تقييمات الإدراك الأخلاقي، والأداء التنفيذي، والسلوك العدواني، والاعتراف، العاطفة، وتمت مقارنتهم مع 66 غير مجرمين، ووجد الباحثون أن الإرهابيين لديهم مستويات أعلى من العدوان وانخفاض مستويات الاعتراف العاطفي، ولم يتم العثور على أي اختلافات بين مجموعات في الذكاء أو الأداء التنفيذي.
وكان أكبر الفرق بين الإرهابيين والمجموعة الأخرى ينظر إليه في الإدراك الأخلاقي، وجد الباحثون أن الإرهابيين يسترشدون بشكل مفرط بالاعتماد على النتائج، ويرى المؤلفون أن هذا المنطق الأخلاقي المشوه "الغاية تبرر الوسيلة " "السمة المميزة" للعقلية الإرهابية، وقيموا الحكم الأخلاقي للمشاركين بتقييم مختلف القصص وفقا لمستويات العدوان غير المبرر.
وأضافت الدراسة أنه لا يوجد دعم علمي لفكرة أن الإرهابيين هم مرضى نفسانيين أو لديهم اضطراب في الشخصية، ففي كثير من الأحيان هناك أبحاث متناقضة بعض الباحثين يجادلون بأن النتائج التي توصلوا إليها، تبين أن الإرهابيين انتحاريين، في حين يدعي آخرون أنهم منفتحون وغير مستقرين، ويمتلكون صفات عدوانية، دفاعية أو نرجسية، ويحاول علم النفس الإرهابي تحليل سبب تحول الشخص إلى العنف السياسي.
ويعتقد علماء النفس أن هناك عددا من المكونات النفسية الرئيسية هي أساسية لعملية التطرف، وتشمل هذه الدوافع، والأيديولوجيات الجماعية والعمليات الاجتماعية التي تشجع على الابتعاد التدريجي عن الأصدقاء السابقين، ويحاول العلماء فهم ما يحفز الأفراد للانضمام إلى صفوف المتطرفين العنيفين، وهناك القليل من الأدلة التجريبية لدعم النماذج المفاهيمية القائمة، وغالبا ما تقتصر على مجموعات وأيديولوجيات متطرفة معينة.
ويلاحظ العلماء أن الكثيرين في المجتمع هم عرضة للتلاعب بهم بسبب ضعف إدراكي أو إعاقة أو مرض عقلي، كما إن قبول هذا التنبؤ قد لا يكون ممكنا بسبب الطبيعة المعقدة والمتطورة للإرهاب، وقد تكون البحوث النفسية الجديدة تهدف إلى البحث عن علامات عملية التطرف، مثل التغيرات في اللباس والسلوك والدوائر الاجتماعية.