فى السويس .. الحياة بقى لونها بمبى !!
الجورنالجيبقلم _ شعلان عبد الصادق
نقص الإمكانات .. وقله العمالة .. ولوائح مهترئة وروتين عقيم كلها مبررات و – شماعات - جاهزة فى أى وقت وعلى لسان أى مسئول ليبرر عجزه وفشله وقلة حيلته .. وهوانه على الناس !!
فى كل المحافظات .. يئن المواطنون - ألما ووجعا - تحت وطأة أكوام وتلال القمامة التى تزكم الأنوف وتثير الغثيان وتنذر بأوخم الأمراض .. ناهيك عن تجمع الحشرات الطائرة والزاحفة والكلاب الضالة والمسعورة التى تعقر الكبار قبل الصغار .. وضع الأهالى كل أصابعهم فى الشقوق .. وأشتكوى لطوب الأرض .. والمسئولون مشغلون بالتصريحات للصحف والتصوير للفضائيات . مؤكدين كذبا أن الأمانى والأحلام لازلت ممكنه .. ولو بطلنا نحلم نموت .. الحياة بقى لونها بمبى !!
فى السويس .. وبنفس المبررات .. تراجع المحافظ عن قراراته وتصريحاته و– ركن - توصيات وزارة التطوير الحضرى بضروة تطبيق منظومة جمع القمامة من المنازل على أبعد رف .. ودعا مسئولو وعمال جهاز النظافة الى إجتماع طارئ - منذ شهر تقريبا - لبحث الخروج من الأزمة . بعد أن أصبح الهروب مستحيلا .. ولم تفلح كل خطط وحيل دفن الرؤس فى الرمال .. وضج من شكوى الأهالى وباتت مشكلة القمامة تؤرقه فى حله وترحاله ..و باليل والنهار .
لخص مسئولو وعمال جهاز النظافة أسباب الأزمة فى قلة عدد العمال وعزوف الشباب عن التعيين . وفقر إمكانات الورش واقسام صيانة المعدات وسيارات النقل مما يؤثر سلبيا على تطبيق المنظومة .. متهمين المواطنين بسوء السلوك والقاء قمامتهم خارج الصندوق . مهيئين الفرص لجامعى الخردة والنباشين . لبعثرة بطون الصناديق بالشوارع . وطالبوا برفع أجورهم وحوافزهم ورعايتهم الصحية والإجتماعية . وتحسين سلوك السكان . ليظل الشارع نظيفا وهادئا . .
كشر المحافظ عن أنيابه – وأظهر للعمال حمرة العين - ملقيا العبء واللوم والتقصير على كاهلهم . وكانهم يملكون عصا موسى يكنسون بها الأرض ويخيل اليهم - من سحرها - أنهم حولوا الفسيخ شربات !! مؤكدا لهم أن المواطن مظلوم وله الحق فى الشكوى . ويدفع ثمن الخدمة من قوت أولاده مجبرا - وبلوى الذراع - عن طريق فاتورة الكهرباء .
تفتقت الأذهان وللخروج من المأزق . وحتى - يحللوا ثمن الشاى وزجاجات المياة المعدنية والوقت المهدر - أن يخاطبوا كتابتا وزارة التطوير الحضارى ويناشدوها توفير إعتمادات مالية لصيانة وشراء معدات وتعيين عمالة .. وبعد شهور ترد عليهم الوزارة – كتابتا أيضا - أنه تم تشكيل لجنة مكبرة .. منبثقة من لجنة أكبر للبحث عن إعتمادات طبقا للوائح والقوانين .. ونظل ندور فى حلقة مفرغة .. ودوخينى يالمونة .. حتى تنتهى فترة المسئول .. وكله بالقانو ن !!
وأخيرا .. إنتهى الإجتماع كما بدأ من نقطة الصفر .. وسيظل أبناء سيدى الغريب يئنون ويتوجعون ويحكون لأولادهم وأحفادهم أن مدينتهم كانت زمان صامدة وباسلة وهادئة ونظيفة ومتطورة .. وعروسا لمدن البحر الأحمر !!