السر وراء توقيت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر
بعد شهور وسنوات من محاولات قطر التخريبية للعبث بالأمن الداخلي للدول العربية، قررت مصر مساندة عدد من الدول الخليجية التوحد في موقف صارم أمام تلك المحاولات، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، ولكن التوقيت الذي تحركت فيه مصر والدول العربية لمواجهة قطر، كان له العديد من الأسس التي استندت كل دولة عليها، حتى أصبح لا مفر من اتخاذ ذلك القرار.
الإصرار القطري
واستند البيان الصادر عن وزارة الخارجية حول قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، على إصرار قطر على اتخاذ المسلك المعادي لمصر، والاستمرار في دعم الكيانات الإرهابية، وإيواء قيادات الإرهاب الصادر بحقهم أحكام قضائية، بما أصبح يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي المصري.
عدم الالتزام بالمعاهدات
أما الإمارات فقد أشارت في بيانها إلى أن القرار بقطع العلاقات جاء في ذلك التوقيت، لعدم التزام السلطات القطرية باتفاق الرياض لإعادة السفراء، والاتفاق التكميلي له 2014، وترويج أفكار الجماعات الإرهابية المتمثلة في داعش وجماعة الإخوان المسلمين عبر وسائلها وأدواتها الإعلامية.
التحريض الإعلامي
وفي البيان البحريني، استندت وجهة النظر حول توقيت اتخاذ القرار، إلى استمرار التحريض الإعلامي والتصعيد المستمر، ودعم الجماعات المرتبطة بإيران، من أجل نشر الفوضى في البحرين، مع انتهاك كافة الاتفاقات والمواثيق والأعراف الدولية، دون اعتبار لمبادئ حسن الجوار.
دعم المليشيات الانقلابية باليمن
أما في البيان اليمني، فألمح حول توقيت اتخاذ اليمن لقرارها بقطع العلاقات مع قطر، إلى أن اليمن أتضح لها وثبت لديها تعامل قطر مع المليشيات الانقلابية ودعم الجماعات المتطرفة، بالخلاف مع الأهداف التي توصلت إليها الدول الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية.
شق الصف السعودي
أما الجانب السعودي، فاستند في البيان الخاص بقطع العلاقات مع قطر، إلى أنها حاولت خلال الآونة الأخيرة دعم التحركات التي تستهدف شق الصف الداخلي السعودي، من خلال دعم نشاطات الجماعات الإرهابية المتطرفة المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة.
نفاد الفرص
وفي نفس السياق، أكد الدكتور عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية، أن الدول العربية متمثلة في دول خليجية ومصر، قد وجهت العديد من الإنذارات لقطر بقطع العلاقات الدبلوماسية، ولكن قطر لم تستجب، بما يؤكد أن الإمارة القطرية استنفدت فرص التصالح ولم تحاول الإبقاء على علاقتها بأشقائها.
ثبوت الإدانة
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الدول العربية حاولت خلال الفترة الماضية البحث عن حلول ودية بعيدا عن التصعيد، ولكن حينما مثل الأمر تهديدا على الأمن القومي، كان لابد من وجود تحرك جماعي، لمنع قطر من ممارستها، وإنذارها بضرورة الرجوع إلى وحدة الصف العربي، لافتًا إلى أن الدول العربية لم تتخذ ذلك القرار إلى بعد الثبوت بالأدلة لديها حول تورط قطر في دعم الجماعات الإرهابية.
نمو مساعدة الإرهاب
من جانبه، أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن القرار بقطع العلاقات مع قطر جاء في التوقيت الحالي، بسبب نمو المساعدات القطرية للجماعات الإرهابية، وتضاعف استخدام أدواتها الإعلامية المتمثلة في قناة «الجزيرة»، مشيرًا إلى أن المنطقة كانت في أشد الحاجة لذلك القرار خلال الوقت الحالي.
وأشار رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إلى أن قرار الدول العربية بقطع العلاقات مع قطر، يدفعها نحو التفكير بشكل أكثر عقلانية حول تصرفاتها نحو أشقائها العرب، والتخلي عن فكرة دعم الإرهاب، لافتًا إلى أن التحرك القطري في الوقت الحالي سيسير نحو توثيق علاقتها بإيران.
